روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,803ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,352
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,505عدد الضغطات : 52,285عدد الضغطات : 52,387

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-09-2010, 04:04 PM
الصورة الرمزية فيصل الزوايدي
فيصل الزوايدي فيصل الزوايدي غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 453
افتراضي حوار مع الشاعر المغربي أنس الفيلالي :أجرته معه صبيحة شبر

أجرت الحوار الأديبة و الكاتبة العراقية : صبيحة شبر
أنس الفيلالي عاشق الشعر ورصانة البحث
أديب مغربي شاب يتميز بجمال الكلمة ، وروعة اختيار اللفظ الموحي ، يجمع بين مجالي الشعر بخياله الخصب والبحث بموضوعيته ، له نظرة متعمقة في ميدان التاريخ ، طموح يمتلك نشاطا متألقا يثير الإعجاب ، سيرته حافلة بالانجازات رغم سنه ، أعجبت بتميزه ونظرته الثاقبة الى أمور الحياة ، فكان لي معه هذا الحوار:
*من هو انس الفيلالي ؟


كائن يعيش في الضفة الأخرى من الاغتراب الميتافيزيقي، رمت به أمواج الخلو الى تلال بأخاديد الفجيعة، بين الرحيل الى اللامنتهى بمشيئة الحب، وبين الغربة الى اللاوعي حيث انبثقت حرقة أنس الفيلالي، الوشم و الحرق و اللهيب الذي أنار خلوة الغرباء، أينما كان الحب، حب العشق في الرماد الليلكي في أي مكان.
* أنت باحث و شاعر، أي المجالين تفضل؟
أخلو الى الاثنين في غربتي، وهي حتمية، وتجعلني أنوء بجلد قارعة عرائسي بصفة متناسقة و متماسكة لا شعاب في سكراتها، فالبحث فضاء عامر بمكوناته، أولا من خلال الحلم ثم بالخلاص عن طريق الشعر. فولادة الإبداع بحركياته وتجليات آفاق الأسلوب أو المدرسة الجديدة التي يجد فيها الشاعرضالته، رهينة بما اكتسبه الشاعر من تجربة وبما خزنته رفوف مكتبته من تجارب السابقين، مفاهيم و أفكار كيفما كانت طبيعة الحقل المعرفي الذي تنتمي إليه، سواء في التاريخ أو الحضارة أو الأدب . حيث أنزوي في البحث والنبش والحفر العلمي والتنقيب الأدبي لإنارة صحوة الطريق التي سأسلكها في قصائدي من ناحية، و من أجل خلق رؤى ونتائج جديدة في بيئة أو موضوع قيد البحث من ناحية أخرى. وتبقى الكتابة في مفهومها العام تلبية لدافع خفي قادم من أعماق الاحتراق، الذي تخطى خطوات من النضج حتى كوّن وأسس رؤية تفرض عليه دخول عالم التحقق.
* كيف تجد نفسك في مجال البحث؟ وماهي الصفات التي تميز الباحث المنصف؟
كما أشرت آنفاً، فقد غُصت بابي البحث المتعارف عليها، أي العلمية والمتعلقة بأمور التاريخ والحضارة، حيث تخصصت في مرحلتي الجامعية، و الأدبية و المتعلقة بالدراسات الأدبية التي استحوذت على اهتمامي كطالب، و قد خضت مرارا في هذه الأخيرة، في محاولة لإدراك محيط مدى الشاعر الحقيقي، أو المتجليات التي تؤسس لمرتكزات الشاعر الأكاديمي وتنميي موهبته بشكل علمي ومحكم. فالبحث في تاريخ و حضارة بني آدم، من فتوحات وغزوات وانهزامات وانكسارات ودراسات في الحضارات السابقة، يعطي للحياة نكهتها المشرقة، في محاولة لبناء حاضر متزن متوازن بلوعة المطر الرحب، و الثمر الثمل. فلولا الدراسة القبلية والأكاديمية لذلك التاريخ بسلبياته وإيجابياته لما كان من الإمكان إحداث التميز بمفهومه الإبداعي، والأهم من ذلك الاستفادة منه لبناء هذا الحاضر الذي من المفروض أن يكون مشرقاً لو خطونا خطو التتبع وعدم تكرار أخطاء الماضي، والمشي على خطى المخلفات الايجابية التي تنير حاضرنا. و التطلع للمستقبل، لإشراقة الصباح، بأفكار و رؤى وخطوات منسجمة ومدروسة، رهين بالدراسات والأبحاث التاريخية التي جرى استيعابها وتملكها معرفياً. أما البحث في الأدب كما أسلفت فهو محاولة لتأسيس مفهوم الشاعر وإدراك محيطه العام. فالشاعر الباحث له حظوته المعرفية في نصوصه الشعرية بشكل أوفر.
و الباحث أياً كان تخصصه يجب أن يتحلى بروح البحث العلمي أولاً وأخيراً، بعيدا عن الحساسيات الايديلوجية أو المذهبية الدينية أو السياسية أو تلك الخاضعة لحكم العشيرة او القبيلة...و من ثم يبحث عن روح البحث الأساسية التي تؤسس الكتابة أو البحث.
الأول مرتبط بالأصالة التي يجب أن يكون عليها العمل المقدم، والتي ترتكز قبل الوصول لتحقيق الغاية والهدف المقصود، على المنطق السليم و الأمانة العلمية الصرفة.
أما الشق الثاني فمتعلق بالجدة والابتكار الجديد قبل الوقوف على آراء جميع السالفين في الموضوع الذي هو قيد البحث أو الدراسة الجاري تحضيرها.
* التاريخ و الحضارة: عنوانان يتحدان و يختلفان، متى يتم التوحد و أين يكون الاختلاف؟
لا يمكن للحضارة ان تكون بدون دراسة للتاريخ ولقانون التاريخ، فأبرز الأنظمة العالمية الحالية المتقدمة، أصلها يعود للتاريخ الغابر، وحاضرها هو امتداد لذلك التاريخ، بقوانينه ومرتكزاته ومقومات حضارته.فمثلا مجلسي الشيوخ الأمريكي والفرنسي اللذان ينبني عليهما المجتمعين الفرنسي والأمريكي وحتى الروسي، من خلال المواقف التي تخرج من هذه الهيئة ورجالاتها، أصلها يعود للنظام والحكم الروماني، ومعظم الأنظمة المتقدمة تتخد من التاريخ الغابر منهجا في سلوكياتها السياسية والثقافية والحضارية. خاصة حين يعرف المجتمع وأصحاب مقاليد الحكم كيفية التعامل بشكل جدي وعلمي مع هذا التاريخ بأخطائه و سلبياته و ايجابياته، حيث بفعل التراكم تؤسس مفاهيم التاريخ والحضارة، منظومة تسير عليها مجتمعاتها وشعوبها، فالاتحاد هنا ايجابي يفضي إلى ماهو ايجابي. إما الشق الثاني من سؤالك، فجلي في مجتمعاتنا العربية، أنها تعيد بشكل عفوي إنتاج الحاضر اعتماداً على سلوكيات الأفراد، التي تمنهج القطيعة مع الماضي، والمشهد القاتم لا يأتي من عدم، وإنما لأن سوادهم لم يدرس لا التاريخ بشكل عام، و لا تاريخه بشكل خاص، فبالأحرى التعامل معه كضرورة إنسانية لا محيد عنها لبناء المدينة الجديدة.
* متى كانت بدايتك شاعرا؟ ومن وقف بجانبك مؤازرا ؟
لا أستطيع تحديد الزمان المؤسس لحساسيتي الشعرية. ما أستطيع التأكيد عليه، أني وجدت نفسي متورطاً في حمى الكتابة مبكرا جدا، مع تورطي في الرسم والفن التشكيلي والمسرح، فبالنسبة للكتابة الأولى فقد كانت بنصوص في الشعر التقليدي، في المرحلة الإعدادية، ولا أنكر أنها كانت عشوائية تفتقد إلى العديد من المرتكزات الشعرية التقليدية التي عرفتها أثناء تخصصي الأدبي فيما بعد، و قد بدأت هذه المحاولات تنضج وكلما نضجت أحتسي منها عبق نشوتي و غربتي، أما خلال المرحلة الثانوية فقد ازداد إدراكي للمعنى الحقيقي للشعر والكتابة بجدية أكثر من السابق. ويرجع الفضل الكبير في هذا الإدراك إلى أستاذة اللغة العربية فاطمة السريفي التي كنت من أنبه تلامذتها في الفصل، وأذكر أني لم أرضَ حينها بأقل من التلميذ الأول في مادة اللغة العربية، فطالما ما كانت تشجعني وتخول لي عن غيري من زملائي، قراءة ما كنت أكتبه من قصائد في نهاية كل حصة من الفصل. وكَثُرَ ما أجلستني بمحاذاة الطاولة الخاصة التي تقاسمناها سوية مرارا.، لقراءة جديد كتاباتي. وشهادتها في الأخير كانت تزيد من إرادتي وتقويها كما كانت تحثني على المزيد من المثابرة وتأتي التجربة اللاحقة في الحصة التي تليها أحسن من سابقتها،. كانت هذه هي البداية الأولى، أما البداية الحقيقية للانسياق نحو عالم الكتابة بمفهومها العام، فكانت بعد حصولي على جائزة التلاميذ الشعراء. حينها أدركت حقيقة الوسط الثقافي المغربي انطلاقا من مدينتي، والذي اكتشفت أن القوى السياسية و المؤسسات الحزبثقافية هل التي تؤطره وتتحكم للأسف بزمامه،.
فبزوغي الشعري في مدينة جذورها التاريخية عميقة عمق البحر، و تاريخها الشعري يشهد على الريادة لا غير ذلك بالوطن. جاء في وسط ثقافي حالي لا يقبل الشاب المتفوق أو المبدع المستقل عن التوجهات السياسية أو المفاهيم الخارجة عن العمل الجماعي، و لا أظن أن هناك مبدعاً آخر كان سيقاوم الأساليب و الضغوط التي مورست علي من طرف المبدعين لقتلي إبداعيا، مالم أخطو إحدى التوجهات أو الجماعات الثقافية المتعارف عليها في المدينة، والتي لا تخلو في كل مرة من مرق الحلو، ودناءة القيم، وخروج الهيم عن المقيض، والقبيح عن الجميل. إلا أن من حسن حظي أني تعرفت من داخل ذاك الوسط الثقافي، عن الخارجين عنه، عن مبدع بحجم كبير و صديق بحجم الحب و العشق، أديب لطالما سمعت به من خارج جدران المدينة، فمحمد سعيد الريحاني الذي قرأت له من بعيد، صار منعطفا بارزا في مسيرتي الشعرية، بشكل عام . فقد احتضنني وأخد النصح بيدي وساعدني على توسيع المداريك العلمية والتقينة المتعلقة بعالم النشر، فمن خلاله زدت في قوتي وشعريتي التي كانت دون شك ستنخرها الرداءة السائدة في المجتمع الثقافي، وخاصة أن سني لم يكن ليحتمل ذلك، فمن خلاله تعرفت أيضا على المدارس الفلسفية الغربية ومرتكزاتها الدقيقة، ومن خلاله زاد ألق قصائدي بهجة بالعالم الجديد، حين نشرت أولى أعمالي وهي قصيدة "لا صعود للغرباء" إيدانا بواقع الأدب والأدباء بالمدينة، في صحف عربية عديدة، كان أولها "الزمان اللندنية" و "جريدة العرب اليوم الاردينة" ف"العرب العالمية" ومنابر أخرى لمدة طويلة قبل أن أنشر في أي من الصحف المغربية .
ما هي العوامل التي جعلت انس الفيلالي عاشقا للشعر ومنذ الطفولة ؟
لا أذكر أن هناك أي عامل عن آخر، جعلني عاشقا للشعر عن غيره من الفنون. فما أؤكد عليه هو أني تورطت بدون سابق تصميم في حمى الكتابة مند زمن بعيد، منذ أيام الطفولة.

* نلت عددا من الجوائز، هل تجد أن الجوائز الشعرية ثمثل حافزا للإبداع؟
بطبيعة الحال، فالجوائز لا تصنع من الشخص مبدعا، كما أنها لا تعطي الأحقية للفرد عن غيره بخصوص مكانة الابداع بنسبة معينة، لكن الجوائز حسب نوعيتها وطبيعتها لها مكانة خاصة لدى أي مبدع، وأخص بالذكر منها الجوائز المحكمة التي تخضع لمنطق الجدارة والتي يشرف عليها مبدعون أكفاء وحقيقيون، وغالباً لا تخضع إلى أي قوة خارجية أخرى، على غرار تلك الجوائز والتي كظاهرة غير صحية استشرت في وسطنا الثقافي، وأقصد تلك التي يتحكم فيها الكائن الايديلوجي والحزبي. أما الجوائز التي تأتي في هذا السياق في نسق الاعتراف بالمجهود الأدبي والتي هي في شق جوائز التكريم ، وتمنح لشخص أثرى الساحة الأدبية بأعمال جدية، أوتلك التي تأتي في إطار التشجيع والتي تمنح للشباب الواعد. تشجيعا له لما بذله في إطار مسابقة أو تنافسية ، فهما مهمين جدا لأي منهما ، فالاعتراف يفضي الى عمل أكثر من الأول. ولا أنكر شخصيا أن جائزة التلاميذ الشعراء التي حصلت عليها كان لها أثر كبيرعلى مسيرتي الشعرية ، فقد شجعتني لدخول عالم الكتابة بمفهومها الجديد، عبر الاحساس بالمسؤولية أكثر من السابق، مما أفضى إلى حصولي على جوائز أخرى في الجامعة، قبل أن أتوج على المستوى العربي.
* شاركت في عدد من الملتقيات، ما أهمية ذلك في تعزيز الثقافة؟ و توثيق عرى الصداقة بين المبدعين؟
صحيح أن الملتقيات الثقافية تساهم في توثيق عرى الصداقة بين المبدعين، الذين يجهلون بعضهم البعض في الواقع على الأرض، وان كان هناك تلاقح للأفكار و اللقاءات في العالم الافتراضي، ومن خلال كتاباتهم في الكتب أو الصحف والمنابر الاعلامية، فالملتقيات تعمل على قطع هذا الحاجز، لكن لا يمكننا الجزم بأنها تعزز من دور الثقافة، خاصة في بلدنا المغرب الذي نعيش في كفنه، ونعرف حقيقة جوهره الثقافي الذي ينخره "سوس الرداءة"، فاذا نظرت الى مصدر منظمي تلك الملتقيات و أيضا المشاركين في هذه الملتقيات، تجدها لا تخضع بسهولة للاعتبار الثقافي بالدرجة الأولى، لأن ليس كل المشاركين مثقفين أو حتى مبدعيين، فالملتقيات لا تخضع لمنطق اعتبار أن المثقف أو المبدع له حظوة عن غيره بما قدمه في المشهد الثقافي، فاستدعاء المشاركين يخضع إلى منطق أواصر الصداقة أوالايديولوجيلة أو الحزبية المشتركة مع الجهة المنظمة، وما غير ذلك فقليل جدا، وأنا جد سعيد بحضوري في ملتقيات متعددة وخالية من أي من الحساسيات المشبوهة التي ذكرتها سابقاً، مثلي مثل العديد من المبدعين الحقيقيين في هذا البلد.
* أحببت الشعر و المسرح و الفنون التشكيلية، ماحظ هذه الفنون من اهتمام المجتمع العربي؟
بالنسبة للشعر، فلا أحد ينكر تراجع متتبعيه على حساب فنون أخرى في عالمنا العربي، فلاشك أن فئة قليلة جداً تقرأ الشعر، و التي تقرأ للرواد الذين سطع اسمهم في مخيلة المشهد الثقافي العربي منذ مدة، خاصة التي تدرج في مقررات المدارس ، أما أغلب الأسماء الشعرية الرديئة فهي صنيعة للإعلام أو للمناصب الحكومية المعينة، فلنكن صرحاء مع ذواتنا ونعمل على أن لا يصيبنّن الغرور في التعليقات المتسرعة التي ترد على مانكتبه وننشره في الصحف والمجلات والمنتديات الثقافية. و لنبح بأن هناك أزمة عقيمة اسمها أزمة النصوص، وطغيان الرداءة و شعراء الرداءة على حساب فن الشعر في المشهد الثقافي، إلا أنه لا يمكن تجاهل الحساسية الجديدة التي انبثقت في بعض الدول العربية، خاصة في المشرق، والتي برهنت على أن المستقبل هو للشعر، و لقراء الشعر. أما حظ الفنون التشكيلية لدى الجمهور العربي، فلا يقل عن حظ الشعر، إلا أن المهتمون بالفن التشكيلي غالبا ما يتحدرون من فئة المثقفين ذوي الدخل العالي المرتفع والأغنياء من الناس. أما بالنسبة للحضور المسرحي لدى المشاهد والمتتبع العربي فمرتبط بالوضعية المتأزمة التي يعيشها الوضع المسرحي العربي، لقلة الكتابات المسرحية الجادة من جهة، أو للعروض المسرحية المائعة.. و حتى إن وجدت كتابات مسرحية في المستوى الذي توجد عليه في بعض الأقلام في المغرب و تونس ومصر، فهي تفتقد للمخرجين الذين سيترجمون هذه النصوص كما أرادها الكاتب أن تكون على خشبة المسرح. ومما زاد الطين بلة إغلاق العديد من دور العرض في العالم العربي، وقد شكل تراجعا بخلاف الدينامية و الحركية التي كان عليها مسرح الستينات و السبعينات . ولذلك فحظ المسرح لا يقل عن حظي الشعر و الفن التشكيلي لدى الجمهور العربي.
* ماهي الكتب التي حرصت على قراءتها ؟ وماهي أهمية القراءة في صقل الموهبة و تمثينها؟
بطبيعتنا في الصف الدراسي في بدايته، نتعرف على الكتابات الممنهجة في المقرر الدراسي، مع اختلافها، إلا أنها ليس بالضرورة كافية لأن تترسخ لدى القارئ أو الدارس عن غير العشق الذي يكتزنه كل كتاب أو كاتب معين، وقد أتاح لي شغفي و بحثي عما هو جديد خارج عن المألوف، عن التعرف آنذاك على كتابات أخرى، ترسخت في ذاكرتي وكانت سراجا أنار طريقي نحو نضج أكبر في نحو الكتابة، إذ قادني بحثي في سني الطفولة، الى عشق ازلي لم يفتر الى الأن، عشق لكتابات محمود درويش ونزار قباني وأدونيس، قبل أن أنفتح على كتابات أخرى من قبيل بابلو نيرودا و كافكا.
فالإحصائيات تشير أن المغرب ليس مجتمعا قارئا، كأغلب الدول العربية، لأن طبيعته و منهجيته لا تخرج عن سواها العربي. فالقراءة تعوُّد وتربية وعشق لما بين الحروف والكلمات، والأمر كله يعود للجانب التربوي والبنيوي للأفراد ، ويتطلب جهدا أكبر من الدولة ومؤسساتها الثقافية والتربوية ، كما يحتم على البيت و المجتمع المدني والإعلام لعب ادوار طلائعية في هذا الشأن، و يتحمل كل من زاويته مسؤوليته في ذلك، بدل البهرجة في المهراجانت الفنية والثقافية التي تسود في مؤسساتنا الثقافية ، والتي تكلف مبالغ باهضة. القراءة دون شك تساعد على النضج الفكري والمعرفي لأي كان، فالمبدع تصبح له سلطة على مايكتبه كلما كانت سلطته على القراءة أكثر.

* نلحظ تراجعا في الاقبال على قراءة الكتاب المطبوعة، ماهي الأسباب برأيك؟ و كيف يمكن ان نعيد للقراءة ألقها القديم؟
مما لا شك فيه أن للخدمات التي أضحى يقدمها النت للقارئ العربي، عامل رئيسي في ذلك، فالفرد يستطيع اليوم أن يقرا كتبا متنوعة ومتباينة في مدة وجيزة، وبأقل تكلفة .كما يستطيع الفرد اليوم السفر في أشهر الجامعات العالمية في القارات الخمس بمدة وجيزة، وأيضا زيارة كل المرافق الثقافية و المتاحف و المعارض في أماكن متباعدة، وهذا يسهل على العديدين عناء البحث في الأكشاك أو المكتبات التي قد لا يوجد فيها العديد من الكتب الممنوعة أو الكتب غير الربحية التي لا يعمل على توزيعها الناشرين. إلا أن علينا أن لا ننكر قيمة و أهمية الكتاب الورقي المطبوع، فنكهة القراءة لا تتأتى إلا به، و لوعة القراءة المفيدة فيه. فقد أضحى يعيش حالة احتضار حقيقي، لذلك ينبغي علينا أولا أن نذكي روح القراءة في ذواتنا، ومن تم نذهب كما اشرت عليه من قبل، ونعمل على تشجيع اقتناء الكتاب الورقي، بدعم الكتاب و صاحب الكتاب، و بتخطيط مشاريع تشجع على القراءة الورقية خاصة.
* كتبت الشعر التقليدي، ما سبب عدم مواصلتك هذا اللون؟
لوني الشعري، هو ذاك اللون الطافح بكل معاني الكلمات التي تضرب جذورها في بؤرة اللغة العربية الرصينة، من الشعر الجاهلي إلى وقتنا الراهن، لذلك فالانتقال من مدرسة شعرية إلى أخرى، باختلاف الرؤى والمسارات و المناهج ، التي غيرت ملامح النص الذي أكتبه، مرتبط بجانب التدريس في المرحلة الأولى من التعليم الابتدائي، لأن كل النصوص التي كنا نستنشق نفحاتها كانت نصوص تقليدية عمودية، فمن الطبيعي مادامت الموهبة حاضرة، أن يسير الركب مع التيار السائد خاصة في ذاك السن في المرحلة الإعدادية حين كتبت أول نص عمودي. قبل ان يتبدد الحلم ، و تختلف رؤيا العشق بعد التمرد على الأفكار واللغة والجمال، التمرد على كل ماهو إبداعي، مع الجيل لم يخرج أيضا عن هذه الحداثة التي وجد أغلبهم ذاته فيها، مع أني أختلف اختلافا جوهريا عن البقية، الذين تمردوا وقاطعوا المفاهيم الكلاسيكية التي هي مصدر لماهو حداثي بالنسبة إلي.
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:29 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية