كلنا فداك.. سيدي

[أبو المؤيد]

"... اباه يوم بكبر بسير معهم"، أي يا أبي عندما أكبر سأشارك في هذه الاحتفالات، كلمات خرجت من فم طفل لم يتجاوز السادسة من العمر وهو يشاهد الاحتفالات الطلابية بالمناطق، والتي أقيمت بمناسبة العيد الأربعين للنهضة المباركة، وكيف لا يستحثه الموقف وقد كان أباه من أحد المشاركين في حفل "عام الصناعة" الذي أقيم في ولاية صحار عام 1992م، إذن هي الروح الوطنية هي من حركة مشاعر هذا الطفل بعدما رأى عائلته مجتمعة أمام التلفاز يشاهدون الاحتفالات بكل تمعن واندماج.

أن لهذه الاحتفالات دور كبير في زرع الروح الوطنية لدى فئات المجتمع عامة، فهي تبث بالنفس مشاعر الحب للوطن والسلطان عن طريق القصائد والأناشيد المغناة، وأيضاً الحركات والملابس التي تعبر عن العادات والتقاليد العُمانية الأصيلة تارة، وعن التطور والذي وصلت إليه السلطنة تارة أخرى، فقد شهدت هذه الاحتفالات نقلة نوعية من حيث التنظيم والأدوات المستخدمة، إضافة لذلك رأينا في هذه السنة شيء مختلف أضفى عليها رونق خاص وهو: أن الكادر التنظيمي والتدريبي فيها كان عُمانيً 100%, وأن كان هناك شذوذ بهذه القاعدة فهو بنسبة لا تتجاوز الـ 3%،بينما في السنوات الماضية كان الطاقم أغلبة من غير العُمانيين، إذن فنحن على الطريق الصحيح في سياسة التعمين وبناء الإنسان قبل بناء الدولة.

أنك يا جلالة السلطان تستحق هذا الولاء وهذا الامتنان من أبناء شعبك، هؤلاء الذين عاصروا النهضة المباركة التي أرسيتم دعائمها بحكمتكم وسياستكم الرشيدة، أنهم أبنائكم قبل أن يكونوا أبناء هذا الوطن الغالي، تعبوا وشق عليهم التدريب لكنهم لم ولن يتأففوا أبداً، فهم موقنون بأنك أنت تاج عزتهم وصانع مجدهم، كل شيء يهون مقابل رسم فرحةً بقلبكم، وليعلنوا تجديد بيعة الولاء والعرفان.

فإلى تلك الأجسام الصغيرة، وإلي أولائك الذين بذلوا جهداً ووقتاً لخروج هذه المناسبة بأبهى صورها، شكراً لكم وألف شكر، فقد أديتم واجبكم على أكمل وجهة وأوصلتم رسالتكم خير إيصال، قد عانقت هذه الرسالة قلوبنا بشعارها " كلنا فداء وولاء للوطن والسلطان".

دمتم بخير.