"كدي يو سباله وأكلي يو غزاله"

[مختار السلامي]

(كدي يو سباله وأكلي يو غزاله)

في الحقيقة أن ذلك الكنز الكبير من الامثال الشعبية التي يزخر بها الموروث لبلادنا ما هي الا أنعكاس
لواقع الحياة والترسيخ المثير لذلك الواقع.
ولا نغفل أيضاً لما لها من بعد يجعلنا في الكثير من الاحيان لا نفقه حقيقة تلك الامثال رغم وجودها وسماعها في أغلب الاحيان ممن هم يدركون ماهية وضرورة المعنى والمقصود بها واليها.
في بادئ الامر قد لفت أنتباهي هذا المثل الذي وجدته لا يمثل واقع الحياة لدينا وما أقصدة تلك الكلمات التي أتت في مضمون المثل ولكي اكون اثر دقه مفردة (سباله) رأيتها بعيدة كل البعد عن واقع الطبيعة في عمان حيث أن هذا الحيوان ليس له وجود في اراضي وطننا.
هذا ما دفعني للبحث عن وجود مثل هذا المثل وغيره في مصاف أمثالنا وتراثنا الزاخر بكل شيء
وقد يعتقد البعض سوء الظن بي لعدم أهمية الموضوع ولكن شدتني قصة المثل والتي أجدها تتطابق مع بعض السلوكيات في ساحتنا الادبية وربما غير الادبية ايضاً وهذا طبعاً يأتي بعد فهمي للتفاصيل.
لذا كان اللجوء الى أحد المعمريين في البلد ليحكي لي قصة المثل وهو ولله الحمد مازال بكامل عقله رغم سنه الكبير الذي يتجاوز الــ 100 وأتمنئ له الصحة والعافية وقولوا ما شاء الله.

التفاصيل

من المعروف أن العمانيين في السابق تنقلوا طلباً للرزق في بعض البلدان العربية وخصوصا الخليج العربي وأيضاً كانت هناك هجرة الى شرق أفريقيا وهكذا المهم أن أحد هولاء العمانيين وهو في أفريقيا كان يتجول في الاراضي الزراعية هناك وقد لفت أنتباه وجود (سباله) وهي من فصيلة القرده تحاول الصعود الى شجرة النارجيل لتأخذ نصيبها من الطعام وقد تطلب الامر لقطف الثمرة ما يقارب النصف ساعة بعد القطاف رمت بالثمرة للاسفل لكي تزيل القشرة ولكن دون جدوى وأستمرت المحاولة ولا جديد كون أن أالارضية رملية و لا تساعد على الكسر ثم بدت فكرة لدى السبالة وهي أن تأتي بصخرة وتجعلها تحت الشجرة وترمي بالثمرة فوق الصخرة وبذلك تكون قد توفقت وهذا ما حصل وأخذت ترمي بثمار النارجيل الواحدة تلو الاخرى ولكن ما حدث أنه لم تكن السباله المسكينه لوحدها بل كان هناك من يتربص ويراقب عن كثب ما يحصل أنها الغزالة ذات الحسن والقوام فكانت كلما سقطة ثمرة صارت من نصيبها وأستمر الوضع حتى نزول السباله ولم تجد المحصول التي تعبت كثيراً كي تحصل عليه ثم أدركت السبال أن هناك من أستولى على جهده وتعبه وبعدها تأكد أن الغزاله كانت وراء ذلك ولكن لم يستطيع تحريك ساكن.

هنا ذهب الرجل وهو يقولكدي يو سباله وأكلي يو غزاله)
صدقوني هناك أشياء تجري في ساحتنا تشبه هذي القصة المؤلمة..


ولكن في المقابل الغزلان تستأهل بصراحة.

مسكين السبال راح نصيبه.


ولي مقال اخر سأتي به الى هنا في القريب

لكم الحب