كونوا معنا في الحلقة الرابعة عشر من مذكرات جامعية

[رحيق الكلمات]

لم أشأ النوم كان هناك شعور نوراني معتق يتسلق شراييني عابرا بخفة الى روحي تناولت مصحفي الصغير الذي أهداني إياه أبي .. تسللت الى خارج القاعة ت ودلفت إلى صالة التلفاز أضأت المصباح كنت قد نويت أن أقضي بعض الوقت في قراءة القرآن
وبعدها أستلهم ذاكرتي في الاستعداد للامتحانات فلم يتبقى على امتحانات نهاية الفصل الدراسي غير يومان
ولابد أن أكون مستعدة لم أستغرق في التفكير كثيرا فهناك ماصعق عقلي وشتت إيحاءات روحي... كانت هناك أمام التلفاز تماما ممددة بلا حراك وعيونها شاخصة للأعلى...كان منظرها مخيف لدرجة لم أتمالك معها نفسي فصرخت صرخة دوت في أرجاء المكان تراكضت على أثرها فتيات قاعة ت و فتيات الغرف المجاورة وانتفضت الفتاة الممددة على الأرض ونهضت واقفة وسط ذهولنا جميعا ثم صرخت بي قائلة: لقد طارت حمامة روحي جراء صرختك !!! الم تشاهدي من قبل شخص يمارس اليوجا!!!؟؟
اليوجا!!!! قالتها الفتيات الواقفات خلفي في صوت واحد ثم أردفت إحداهن : يامثبت العقل يارب!! أما أنا فكنت أحاول ان أسترجع عش روحي بأجمته وليس حمامته فقط لذلك رددت عليها قائلة: اعرف اليوجا ولكن مارأيته كان يدل على سفرك للآخرة وليس لليوجا!!!! ............. انصرفنا جميعا بين مجموعة تلوم تلك الفتاة على هوسها الساعة الخامسة فجرا وأخريات تراءى لهن صراخي إزعاجا لا داعي له... عدت للقاعة وقد فترت عزيمتي فحاولت استرجاعها بعد أن أفاق الجميع وجلسنا للمذاكرة حتى يحين موعد الإفطار ..آه ماأثقل!!! هذين الأسبوعين قالتها فاطمة وهي تقلب أوراقها بطريقة يائسة
ستمر بعون الله فقط نشد الهمة..قالتها خلود وهي تلف عصابة حمراء حول رأسها بطريقة مضحكة... أبعدتها فاطمة قائلة: ليس وقتك الآن هيا استهدي بالله واذهبي لكتبك !!!
مرت علينا أسبوعي الاختبارات مرورا ثقيلا بين ضجيج الأوراق وتزاحم الحروف ورهبة السؤال كنا نخفف وطئتها بنزهة أحيانا لحديقة العلوم أو سهرة بسيطة نختطفها من فم الزحام ووجه القلق ... ماذا تمتحنين غدا؟ سألتني حياه؟
حبيبي علم النفس السيكولوجي؟ وما أرع صديقنا عارف وأسئلته الرهيبة التي لا ندرك أسؤال هي أم إجابة أم الاثنين معا؟لم أستكمل ردي بعد حين قاطعتني قائلة: حظك أفضل من حظي صحيح ان أسئلته صعبة ولكنه متساهل في درجاته ليس كأستاذنا المجنون
درجاته بالقطارة... نظرت الى ساعتي .....ياه إنها تشير الى الساعة الثانية تأخر الوقت... هيا ننام سأطفأ الأنوار .. هل هناك اعتراض ياسكان القاعة ..لم أسمع صوتا فأدركت أن سلطان النوم قد سرق أسلحة المقاومة من رفيقاتي فأطفأت النور وتحسست طريقي الى سريري لأريح عظامي بعد يوم مضني ... لم أفق إلا على صوت خلود وهي تشد لحافي بقوة.. بسمومه قومي هيا تأخر الوقت. ألم أحذرك من النوم بعد الصلاة هيا ........ قومي إنها السابعة؟؟
قمت مفزوعة ... مرتبكة أحاول أن أكون جاهزة في وقت قياسي فعارف لا يقبل الأعذار أبدا..والمسافة الى قاعة الامتحان لابأس بها... أكملت استعدادي وتناولت قطعة من البسكويت ولم أنسى ان أخذل دقائقي المتبقية باختطاف كوب شاي بالطريقة السريعة من يد روبي عاملة المطعم والتي حاولت ان تثني عزمي لأتناول الفطور ولكنها لم تفلح فكنت لابد أن أستحث الخطى لمواقع الحمى... كان كل شيء يبدو طبيعيا ماعدا شيء واحد ... هو نظرات الطالبات اللواتي ألتقي بهن في الممر الى الجامعة ... نظرات هامسة ضاحكة... قارب مشواري على الانتهاء فأنا الآن أمام استقبال كلية التربية وما ن دفعت بابها بيدي ودخلتها حتى سمعت تعليقا ساخرا من أحد الزملاء حيث أراد هو أيضا فيما يبدو أن يلطف جو امتحاناته المشحون فعلق قائلا: أنيق الحلو!!! فضحك زميله قائلا:نعم خصوصا الحذاء... يبدو انها الموضة؟؟؟ وما ان سمعت التعليق حتى أحسست بشيء غريب في قدميّ... شيء خفيف ومسطح وخفضت بصري ناظرة الى الأسفل ياللهول ماذا فعلت بنفسي لقد كنت أرتدي حذاء أشبه مايكون بسفينة عائمة ... زنوبة يابسمة .. كيف لم أشعر بكَِ ولم أنتبه ... تجاهلت تعليقهما فلا مجال للرد هنا وعدت أهرول للسكن وصوت زنوبتي يعلن ضجيج المعركة القادمة .. تسلحت بكل ما أوتيت من أنفاس لاهثة لدى عودتي للكلية ودلفت الى قاعة الامتحان وأنا أتشبث بما تبقى لدي من قوة للمتابعة.. نظرت حولي فلم أجد مقعدا شاغرا إلا خلف أحد الطلبة... لم يكن هناك من بد لملمت عباءتي وقعدت بعد أن ألقيت السلام بطريقة خافته.. وحمدت الله أن المراقب كان مشغولا بتوقيع بعض الأوراق فلم يوزع أوراق الأسئلة بعد ولم يلحظ دخولي... سألتني إحدى زميلاتي هامسة: لماذا تأخرتِ قلت لها :سأحكي لكي المسرحية لاحقا....... ضحك الفتى الذي أمامي بصوت مسموع وهو يلتفت ألي قائلا:هل استبدلتي الزنوبة؟؟ لم أستطع أن أتمالك نفسي من الضحك على هذه المصادفة الغريبة فلم يكن الفتى في المقعد أمامي إلا نفس الفتى بصالة الاستقبال...لم يلبث أن التفت ثانية وهو يقول: إذا أردت الموضوع يظل سرا سيكون عليكِ مساعدتي في الاختبار؟؟
حلم إبليس بالجنة ؟؟
قلتها بهدوء... إذن ستعرف القاعة كلها خلال دقائق
بأمر الموضة الجديدة
لا أبالي بذلك ... عادي
أنقذني اقتراب المحاضر منه وهو يوزع أوراق الامتحان ويطلب من الجميع التزام الهدوء والصمت .. مر الامتحان على خير ... ولكنه لم يخلو من مشاكسة لصاحبنا الظريف الذي تعمد ان يرسم زنوبة كبيرة في اللوح بعد انتهاء امتحانه كاتبا عليها بخط واضح الموضة الجديدة في عالم الفتيات ... للاستفسار تواصلوا مع بسمة
....................... نراكم على خير في الحلقة القادمة