الوداع الأخير.... ترنيمة البجع..

[كمال عميره]

تحية إلى الأهل ...... والرمل
وأسرّاب النمل.....والشفة السائله...
تحية إلى جمر المعاني.......والكلم المشّاع....
إلى العنفوان الكسير.....إلى التعب...الذي فجّر الاعماق...
إلى الفقراء...وإلى النار التي تكتب الآن بدمها....أول الانباء...
وتحية إلى الدمعه النازفه.....
تحية إلى المدن التي فجرّت فينا ينابيع السؤال....
إلى الفجر الطالع من ظلمة المقصله....
إلى أرضي التي ذبحتني.....ووهبتني بحارا من التيه....
أرضي التي ضيّعتني......وعذبني عشقها....
وإلى جراحي المثخنه....
وتحية إلى الممالك.....والمسالك......إلى الدهاليز...والحواجز..
و إلى كل من هبّ من فزع العاصفة....
إلى الطغاة الزنّاة.....الحفاة.....العرّاة...
إلى الثورات.....والخيانات.....والمؤامرات....والإغتيالات....
والحكام الجنّاة....
وإلى حجر...من غيظه ثار في الفضاء...
ودحرّج عن سطره.....كل هذه النقاط ...
التي رممّت دروبه المتآكله...
تحية إلى السكارى.....والحيارى....والتائهين...في دروب الزمان...
إلى الخطب.....والكلام المفصّل......
إلى حطب الذاكرة.....
إلى الشارع الذي لم يعد وحيدا.....
إلى الجموع.....والخوف....والقهر....والنار المشتعله....
إلى العصافير المغرّده في الدجى.....
إلى شمس الحزن.....والايدي الممّددة في الشفق....
إلى الجيّاد التي خسرت رهانها.....
وهذا الحطب المبتّل بدموع القهر.....
على مرّ زمن الغذر....صار كالجمّر....
واشعل باللهيب القاطرة....
فماذا تبقى لك.................أيتها الجياد الخاسره....
فالأرض صارت مهرجانا ....والحرّ صار..
بالحيّف نبع شتاء....
فتعالى......أيها المغذور خلف السحاب.....
هات يديك......خذ يدي...
وفيما يشتعل الجمر في احلامنا...
نلهّب العمر.........والآفاق....والازقة...
والمدائن.....والسلاطين......والهاربين....
بالدم الساري في الوريد....
والحلم الطاغي على سفح الذاكرة....
لا تصالح....بين الماء والنار...
فمن زمن غابر في العمر.......
ونحن نحلم بهذه الرؤيا الثائره...
أن نرى حثالة القوم.....ولّت هاربة ذاعرة...
فتحية إلى الجسد المترّنح......إلى الوهم......والغمّ....والهمّ....
إلى الموت الذي إشتهانا....
وإلى الحياة التي إشتهيناها...
إلى قلبي المنزوي.....في شتاء الفزّع...
وإلى ربيع إمرأة تاقت روحها......للفرح..
إلى بذرة في العين كانت دمعها.....
إلى شهقة في القلب.....شقّت حلمها.....
إلى مفردة في الأعماق حمّلتها....كل ما كان نبضها....
وفي الفراغ الموصل إليه.....مسحت لون الفجيعة...
وأحتضنّت حاضرها العذب....
وأمسكت بالخاصره....
وتحية إلى أمتي الباهرة....
إلى نفوس ابناء الوطن الحائره....
إلى ضمة في الفراغ......تاهت وإستوّحشت...
ولملّمت قواها الخائرة....
وفي الفضاء الممتّد............
أرسلت............لهيب ثورتها .....الطـــــــــــــــــــــــــــــــــاهرة....
وتحية......إلى كل من يقرا هذه الكلمات العابرة...