لا أعلم هل سيطول الليل وأظل بوحدتي أم ستشرق الشمس ذات نهار وتنهي عزلتي .
أتسكع كالعادة على الطرقات بين ذاتي وذاتي تنهرني المسافات فأعود أجر ذيول خيبتي وأشرب مرار هزائمي وكأن أشواك الحرمان تأبى أن تفارقني .
عفواً أيها الليل المسربل بين ذاتي وذاتي ... عفواً أيها الصمت الجاثم على قلبي .. عفواً أيتها العتمة الوارفة الظلال على ظلي كم تمنيت أن أجد حقاً فجراً يبتسم .. أن تشرق الشمس يوماً .. أن تنحاز الوحدة خلف الأيام وتهفو مع الشمس أطيار الدنلب والصفصاف .. كم حلمت أن ألبس إيوان كسرى .. كم قلت سأزور ذات نهار مع الشمس مالطا وأرى كيف استعمر نلسون بسفينته دار مسلمة حتى أحال مساجدها إلى كنائس .
ولازلت أحلم كثيراً حتى وإن رافقتني انهيارات واهتزازات وسقطت شظاياها على جسدي المنهك .. سوف أحلم .. فغداً ستنبأ الشمس عن وجودي وسر حلمي .