روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,552ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,817ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,386
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,520عدد الضغطات : 52,299عدد الضغطات : 52,403

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-11-2011, 06:35 PM
محمد معمري محمد معمري غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 37
افتراضي قراءة محمد معمري في " عجوز عند الجسر" للكاتب الأمريكي "إرنست هيمنجواي"

قراءة محمد معمري في " عجوز عند الجسر" للكاتب الأمريكي "إرنست هيمنجواي"


[الجزء الأول]
* القصة


القصة: عجوز عند الجسر
الكاتب: "إرنست هيمنجواي"
ترجمة: محمد معمري

جلس رجل عجوز ذو نظارات ذات حافات معدنية بالقرب من جانب الطريق، يرتدي ملابسا متربة جدا.
كان هناك جسر عائم يقطع النهر، تعبره قوارب، وعربات، وشاحنات، ورجال، ونساء، وأطفال.
فوق الحافة الشديدة الانحدار من الجسر ترنحت العربات التي تجرها الثيران، فراح الجنود للمساعدة بدفع دواليب عجلاتها.

كانت الشاحنات تسير بصعوبة وهي تبتعد عن كل شيء، تاركة من ورائها الفلاحين ضاربين أقدامهم في التراب، مجاهدين في مشيهم؛ إلا أن العجوز جالس هناك دون تحرك. كان يبدو أنه مصاب بداء العي فلم يستطع مواصلة السير أكثر من ذلك.

كانت مهمتي عبور الجسر للقيام بدورة استطلاعية، والتأكد إلى أي مدى وصل إليه العدو. لقد قمت بواجباتي، وعدت فوق الجسر حيث لم أر سوى ملأ قليل من البشر المشاة، وقليل من العربات، لكن العجوز لم يبرح مكانه. فسألته:
- من أين جئت؟
رد مبتسما:
- من "سان كارلوس".
لأن هذه المدينة كانت مسقط رأسه، وعندما تذكرها غمر السرور نفسه فعبر عنه بالابتسام.

ثم استطرد قائلا:
- كنت أعتني بالحيوانات.
- آه!
تأوهت دون أن أفهم قصده!
- نعم، بقيت كما ترى! لأعتني بالحيوانات؛ لذلك كنت آخر من غادر "سان كارلوس".

لم تكن تبدو عليه سمات راعي الغنم، ولا حتى صاحب ماشية. نظرت إلى ثيابه السوداء المتربة، وإلى وجهه الأشعت، ونظاراته ذات الحافات المعدنية، ثم سألته:
- أي نوع من الحيوانات؟!
- حيوانات مختلفة.

قال هذا مطأطئا رأسه، ثم أضاف:
- وقد اضطررت لتركها.
كنت أراقب الجسر وريف (إيبرو ديلتا) الذي يبدو كمظهر إفريقي، وأنا أتساءل كم سيمضي من الوقت لنرى العدو؟ وبينما أنا أصغي في تلك الآونة إلى الأصوات الأولى التي قد تشير في أي وقت الى حادث مبهم، أو اشتباك يستدعي الاتصال؛ كان العجوز لا يزال جالسا هناك، فسألنه:
- أي أنواع الحيوانات كانت؟
- كانت هناك ثلاث حيوانات، معزتان، وقطة، وأربعة أزواج من الحمام.
- وكان لزاما عليك تركها؟!
- نعم! لقد أمرني القائد العسكري بالمغادرة بسبب قصف المدفعية.
وأنا أراقب النهاية البعيدة للجسر، عندما كانت العربات القليلة المتبقية تسرع إلى منحدر ضفة النهر سألته:
- أليست لك عائلة؟
- لا! فقط الحيوانات التي ذكرتها. والقطة سوف تكون على أحسن ما يرام؛ لأنها تعتمد على نفسها، لكن لا أستطيع أن أتصور ما يمكن أن يحدث للآخرين.
- ألديك معتقد سياسي؟
- لست سياسيا؛ لقد مضى من عمري ست وسبعون سنة؛ وقد مشيت اثنى عشرة كيلومترا إلى حد الساعة، وأعتقد أنني لا أستطيع مواصلة السير.
- هذا ليس مكانا آمنا لتتوقف فيه، فإن أردت فهناك شاحنات تتجه نحو "تورتوسا".
- سأنتظر فترة من الوقت، ثم سأتوجه حيث تمضي الشاحنات.
- اتجاه "برشلونة"؟
- لا أعرف أحدا في هذه الناحية، ومع ذلك أشكرك جزيلا، أشكرك جزيلا مرة أخرى.
نظر إلي نظرة المتعب المرهق، وهو يريد اقتسام معاناته مع أي كان، قائلا:
- القطة ستكون على أحسن ما يرام، لا داعي للقلق من ناحيتها؛ ولكن البقية؟ وما تظن بشأنها؟
- حسنا، ربما ستنجو.
- أتظن ذلك؟
- لم لا؟
قلتها وأنا أراقب الضفة الأخرى حيث الطريق قد خلا من العربات.
- لكن، ماذا سيفعلون تحت القصف المدفعي وأنت قد أمرت بالمغادرة بسبب هذا القصف؟ وهل تركت قفص الحمام مقتوحا؟
- نعم!
- إذن سيطير.
- نعم، بكل تأكيد سيطير؛ ولكن البقية؟ ومن الأفضل ألا أفكر فيها.
- إذا كنت قد استرحت فإني أرغب في الانصراف، فحاول أن تنهض لتسير الآن.
- شكرا.
هب واقفا، ترنح من جانب إلى آخر، ثم جلس فوق التراب في الاتجاه المعاكس. وقال بحزن شديد من غير أن يقصدني: "كنت أعتني بالحيوانات، كنت فقط أعتني بالحيوانات".
كان يوم أحد، وقد صادف "عيد الفصح"، ولم يكن في وسعي ما يمكن فعله من أجله، والفاشيون يتقدمون نحو "إيبرو"؛ وكان يوما سماءه مكفهرة، ملبدة بالغيوم، مما جعل طائراتهم لا تستطيع القيام بالطلعات الجوية.
كانت هذه حقيقة، إلى جانب حقيقة أن القطط تعرف كيف تدبر أمرها، وكان من حسن حظ العجوز كل ما بمقدوره أن يمتلك.
**********************

* السيرة الذاتية
ولد إرنست همينغواي [Ernest Miller Hemingway] يومه 21 يوليوز 1899م. وانتحر يومه 2 يوليوز 1961م. في مدينة "أواك بارك" بولاية "إلينوي" بأمريكا، من أب طبيب هوايته الصيد.. وأم هوايتها الموسيقى...
وفي سنة 1909م. أهداه أبوه بندقية صيد لأنه كان مولعا بالصيد منذ صباه، وقادته الموهبة إلى إفريقيا...
رافقته إلى غاية 2 يوليوز 1961م. حيث كانت الأداة التي أنهى بها حياته...
أراد أن يلج عالم التجنيد لكنه رفض بسبب الفحص الطبي.. لكنه ولجه من باب آخر حيث شارك في الحرب العالمية الأولى والثانية بالعمل في سفينة حربية أمريكية.. وقد حصل أوسمة...
كما عمل صحافيا بجريدة "كنساس ستار"، ثم متطوعا في الصليب الأحمر الإطالي سنة 1918م. أين أصيب بجروح بليغة كلفته عدة عمليات جراحية.. وعلى إثر هذا حصل على رتبة ملازم سنة 1921م. وعمل أيضا مراسلا صحافيا لجريدة "تورنتو ستار" في "شيكاغو"...
هاجر إلى باريس سنة 1922م. وعمل أيضا مراسلا.. وهناك أتيحت له الفرصة للقاء بأدباء كبار أمريكيين، وفرنسيين حيث يُعد هذا العصر بالعصر الذهبي في فرنسا... ومن سنة 1936م. إلى غاية سنة 1938م. عمل أيضا مراسلا حربيا لتغطية الحرب الأهلية الإسبانية...
نال "جائزة بوليتزر" الأمريكية في الصحافة سنة 1953م. ونال "جائزة نوبل" في الأدب عن رواية "العجوز والبحر" سنة 1954م.
وفي أواخر حياته هاجر إلى "كوبا".. ربما بدافع الاضطرابات العقلية التي دفعت به إلى الانتحار...
وعلى ذكر الانتحار هناك غرابة في أسرة "همنغواي" حيث انتحر أبوه، وأختاه من أبيه، لأن أباه كان متزوجا بثلاث نساء... وحفيدته.. وربما قد تكون هذه الظاهرة وراثبة...
كل هذه التجارب، والرحلات، ونظرته السوداوية للعالم، وشخصه، ومحيطه، وبيئته، وهويته.. انعكست في أدبه.

* السيرة الفنية
ينجلي الليل "ثم تشرق الشمس"، ليبدأ هذا العطاء مع "الرجل العازب"، الذي تزوج ثلاث نسوة أو أكثر..
هذا الرجل الذي ينتمي إلى الجيل الضائع لقد صعد المنبر وألقى خطبته "وداعا للسلاح"، وقد شاهد "وفاة في العشية"، فوق "روابي إفريقيا الخضراء"، وبين أمريكا وفرنسا وإفريقيا أدرك "الذين يملكون والذين لا يملكون"، وعندما كان يبحث عن وسيلة اتصال تحاور مع "عجوز عند الجسر"، ففهم "لمن تقرع الأجراس"، فأرسل رسالته "عبر النهر وخلال الأشجار"، صحبة "العجوز والبحر"، وعندما تناول "وليمة متنقلة"، أدرك أن هناك "رجال بلا نساء"، فلم يستطع صبرا، فانتحر.

ومن بين هذا العطاء أختار قصة "عجوز عند الجسر"، التي تدور أحداثها ما بين سنة 1936م. وسنة 1938م. إبان الحرب الأهلية الإسبانية، حيث عمل مراسلا حربيا لهذه الواقعة.

* نبذة عن هذه المرحلة التاريخية
بسبب الانقلاب على الشرعية الجمهورية الإسبانية في "مدريد" حيث قام به مجموعة من الجنود بقيادة مجموعة من الجينرالات، وعلى رأسهم: "مولا" في الشمال، و"فرانشيسكو فرانكو" في المغرب، و "كييبو دي يانو" في الأندلس... قامت هذه الحرب الأهلية التي أدت إلى انقسام إسبانيا إلى "قومية" بقيادة "الفاشيين" مع "الفلانخي" و"الريكيتيس"، والجمهورية بقيادة الجبهة الشعبية مع نخبة من الاشتراكيين والشيوعيين...
امتدت هذه الحرب من 17 يوليوز 1936م. إلى غاية 1 أبريل 1939م. وقد تلقى القوميون الدعم من إيطاليا وألمانيا، والجمهوريون دعمهم من الاتحاد السوفياتي...
وكان الجمهوريون مذبذبين بين الرأسمالية، والديمقراطية الليبرالية، والشيوعية على هيئة ثائرون لا سلطويون... كما أن قاعدتهم الأساسية تتمحور حول العلمانية والمدنية... وقد استخدمت في هذه الحرب أساليب إرهابية مست بشكل كبير المدنيين...
وفي سنة 1938م. وقعت معركة "إيبرو" أين جَرّتْ القوات المسلحة الإسبانية ذيول الهزيمة...



بقلم: محمد معمري

التعديل الأخير تم بواسطة محمد معمري ; 05-11-2011 الساعة 06:37 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:07 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية