روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الكرسي
الكرسي
تقودني قدماي إلى أماكن الزحام وإلى أماكن الوحدة .. تختزن ذاكرتي آلاف المشاهد والصور عبر سنوات البحث عن ((مفقود)).. ما زال حتى الآن في حسابات الضياع كثيرة هي الأماكن التي كنستها قدماي جيئة وذهابا .. كثيرة هي الوجوه التي رصدتها عيناي .. كثيرة هي الأحداث التي سجلتها ذاكرتي .. متعب أنا من كل شيء . من الأماكن .. من الوجوه .. من الزحام .. من الوحدة . متعب أنا من قدمي .. من عيني.. من ذاكرتي .. كل شيء أمامي فاقد لكل شيء .. غريب في بلادي .. بعيد بذاكرتي عن يومي وأنا أعيش يومي لحظة بلحظة .. وحيد أنا في عالم مزدحم .. تغيب ذاكرتي في سطور دفاتري القديمة .. تعود تحت سياط الكتابة الموجعة .. كل شيء يوحي بالوحدة .. حتى الأشياء التي أقابلها تشتكي الوحدة .. تقاسمني ألم فقدان الآخر .. ذلك الكرسي القابع على طرف حديقة ريام في الجزء العلوي منها.. كان على مدى الأيام الثلاثة الماضية مكان جلوسي المعتاد .. كان هو الآخر يشتكي ألم الغربة .. كم هم العابرون فوقه كل يوم .. كم من الأجساد المتحركة مرت ذات لحظة بالقرب منه .. كم من الأجساد الخشنة والناعمة استراحت فوقه من عناء التجوال أو من تعب الحياة .. كان هذا الكرسي على مدى الأيام الثلاثة الماضية مكان جلوسي وخلوتي وتفكيري .. كنت أنتظرك هناك بصحبة قلمي ودفتر هذياني .. متعب أنا من الانتظار .. متعب أنا من شوقي إليك .. قطعت من أجل مقابلتك مئات الكيلو مترات .. أراقب المكان الفارغ من الكرسي .. أذهب بعيدا في خيالاتي .. أراك مبتسمة وأنت في ثوب السعادة .. فستانك الوردي الذي يزيد جمالك جمالا .. حقيبتك الجلدية الزهرية اللون .. حذاءك الذي يكاد يصرخ من مشيتك الفاتنة .. خصلات شعرك يراقصها الهواء كيفما شاء .. غطاء رأسك الذي يسقط كل لحظة .. وكأنه يتعمد إثارتي .. هاتفك الجوال الذي تشتكي أزراره من ضغطات أناملك وأغار أنا منه على عينيك الساحرتين .. أمد يدي لأزيح خصلات شعرك عن عينك اليمنى .. أصطدم بالواقع المفقود .. أنت لم تكوني هنا ولكن الشوق يجعلني أحلق بعيدا .. وأنتظرك .. يمر الوقت سريعا .. وأنا في يومي الثالث .. كل هذا العناء كي ألامس يدك الدافئة .. كي أفوز منك بابتسامة تهز وجداني .. كل هذا الاحتراق كي أحظى بنظرة عن قرب من عينيك .. تنتابني أحيانا نوبة غضب فألملم أشيائي وأقف مستعدا للمغادرة .. ولكن أستسلم للعطر القادم من مواقف السيارات .. أحدث نفسي : لعلها هي .. لعلها غيرت رائحة عطرها .. لعلها جاءتك بلون جديد لتحدث فيك زلزلة الدهشة .. لعلها جاءتك محملة بما تشتاق إليه .. لعلها أرادت أن تكفر عن خطأ تأخرها عن ميعادك .. فجاءتك مختلفة عن المعتاد .. لماذا لا تعذر تأخرها ..؟ لماذا أنت دائم الاستعجال .. ؟ ما يدريك لعل ظرفا طارئا جعلها تغلق هاتفها الجوال .. لعلها كل هذا الوقت تبحث عن سبب تخرج فيه لمقابلتك .. تمتلئ الحديقة بالصغار والكبار .. تمر بي الوجوه وأنا تحت مطر الانتظار .. لعلها ستأتي .. فتاة في مقتبل العمر نطلب مني أن تجلس بجانبي .. أعتذر منها ولكنها تصر .. قلت لها أنتظر شخصا عزيزا .. قالت بابتسامة خجولة : لكنه لن يأتي .. تساقط داخلي كل شيء وتكسر .. تحاملت على نفسي وقلت : ما أدراك ؟ قالت : أنا بنت عمها وأعرف أسرارها وأخبرتني عنك كثيرا .. ولكن كيف تعرفت علي وأنا لم أرك أبدا ؟ فأشارت بيدها نحو جهة اليسار : أنظر إنها هناك بصحبة خطيبها ، وحتى لا تتفاجئ طلبت مني إبلاغك .. دارت بي الدنيا ودار بي الكرسي حتى كدت أن أسقط .. أحقا ما سمعته صحيح أم أنه كابوس مزعج ؟ ضاقت بي الحديقة وضاق بي الكرسي حتى كاد لا يتسع لطفل .. لملمت أشيائي .. واستحضرت شجاعة مغدور .. واتجهت نحوها بلا قلب بلا مشاعر بلا كلمات .. طويت الأرض تحت قدمي .. حتى وقفت قاب قوسين أو أدنى منها .. نظرت إلي والدهشة تكاد تسقطها أرضا .. ابتسمت ابتسامة صفراء وهي تمسح عرق ضياعها .. كيف حالك يا... أعرفك على ... وبينما هي تتلعثم في الكلام أغادر أنا إلى المجهول باحثا عن كرسي آخر لللقاء وليس للانتظار .. التعديل الأخير تم بواسطة حمد السيابي ; 13-04-2011 الساعة 01:28 PM |
#2
|
||||
|
||||
حمد السيابي ..
يال جنون الكتابة الذي يجتاحك ! يبدو أننا سُنعبُ اعيننا كثيراً أثناء القراءة .. لك الود أيها القلم المتحرك ..
__________________
أنا أكبر م السوالف لي يوشوشها الظلام ! اللهم إني أسألك رضاك والجنة،وأعوذ بك من سخطك والنار |
#3
|
||||
|
||||
لملمت أشيائي .. واستحضرت شجاعة مغدور .. واتجهت نحوها بلا قلب بلا مشاعر بلا كلمات ..
طويت الأرض تحت قدمي .. حتى وقفت قاب قوسين أو أدنى منها .. نظرت إلي والدهشة تكاد تسقطها أرضا .. ابتسمت ابتسامة صفراء وهي تمسح عرق ضياعها .. كيف حالك يا... أعرفك على ... وبينما هي تتلعثم في الكلام أغادر أنا إلى المجهول باحثا عن كرسي آخر لللقاء وليس للانتظار .. ______________________________________________ كم هو موجع ذاك المجهول ..اخي حمد ..تع ـــبت انفاسي وهي تلهث خلف كل سطر من سطورك ..متصفح ...راقي رغم كل الاوجاع ... سلمت اخي ..وللتألق ...دائما بإذن الله |
#4
|
||||
|
||||
دارت بي الدنيا ودار بي الكرسي حتى كدت أن أسقط .. أحقا ما سمعته صحيح أم أنه كابوس مزعج ؟
ضاقت بي الحديقة وضاق بي الكرسي حتى كاد لا يتسع لطفل .. لملمت أشيائي .. واستحضرت شجاعة مغدور .. واتجهت نحوها بلا قلب بلا مشاعر بلا كلمات .. طويت الأرض تحت قدمي .. حتى وقفت قاب قوسين أو أدنى منها .. نظرت إلي والدهشة تكاد تسقطها أرضا .. ابتسمت ابتسامة صفراء وهي تمسح عرق ضياعها .. كيف حالك يا... أعرفك على ... وبينما هي تتلعثم في الكلام أغادر أنا إلى المجهول باحثا عن كرسي آخر لللقاء وليس للانتظار .. تسلم أخي حمد السيابي على هذه القصه وروعة ماتخطه ...... مشكور لاتكفي في حقك فانتم ماشاء الله دائماً تتحفونا بهذه المواضيع والقصص الجميله لكم منا جزيل الشكر والأمتنان .. واصل فنحن معكم نتابع ونرى .... بارك الله فيكم وفي كتاباتكم الجميله |
#5
|
|||
|
|||
تسلم أخي حمد على هالقصه
تقبل مروري ودمت بخير
__________________
رحلـتُ فكـم بــاكٍ بأجفــانِ شــــــادنٍ ... علي وكم بــاكٍ بأجفـانِ ضيــــــغمِ ومـا ربـةُ القـرط المـليح مكــانـــــــهُ ... بأجزعَ من ربِّ الحُسام المصـــمَّمِ رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى ... هوى كاسراً كفي وقوسي وأسهمي ومـا كـل هـــــاوٍ للجمـيل بفــاعـــــلٍ ... ومـا كــل فعّـــــالٍ لـه بــــــــــمتممِ إذا ســـــاء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصـدَّق مـــا يعتـــاده مـن تـوهــــمِ |
#6
|
|||
|
|||
تثبت ... لا تعليق
__________________
هي ... هو .. كلاهما ... هنا ..!! |
#7
|
||||
|
||||
اخى /حمد
كم الوصف جميل وممتع والكرسى نبحث عنه للراحه كرسى وللجلوس كرسى والاستجمام كرسى المعنى كبير من كاتب كبير |
#8
|
||||
|
||||
ماشاء الله عليك اخي حمد السيابي
ابا أسألك انت كيف تكتب؟؟؟ صراااااااااااااااااااااااحة والله روعة القصة ننتظر يديدك لك كل التحايا
__________________
لَستُ بِهَذَا الغُرورَ الذِي لَايُطَاقْ ~ ولَستُ الَأُنثَى المُتَكَبِرَه التِيْ لَايُعجِبهَا شَيءْ ..! كُلْ مَافِيْ الَأمِرْ /
أنْ طُهرِيْ ونَقَائِيْ يخَتَلِفْ عَنْ بَقِيَةٌ النِسَاءْ لِذَلِكَ لَاأحَدَ يستَطِيعْ فِهِمِيْ سِوى القَلِيلْ مِنْ البَشَر ولَرُبمَا العدَمْ ! |
#9
|
||||
|
||||
شكرا لكم من أعماق قلبي
أيها العابرون جسر الكلمات
لعباراتكم احساس مغاير لردة فعلكم الهام يسري في المشاعر شكرا على عبوركم لكلماتي المتواضعة وآآآآسف على تأخري في الرد لظروف ألقت بي خارج الابداع شكرا لكم شكرا شكرا |
#10
|
||||
|
||||
ياااااااااااااه عشتها عشتها عشتها بكل تفاصيلها..
قصة في منهى الروعة.. سلمت أناملك أخي العزيز حمد السيابي تقبل مروري المتأخر هنا.. كل الاحترام و التقدير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
|
|
|