روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
معنى فى القلب
معنى فى القلب
قصة قصيرة شعرت بهبوب عاصفة بين جنبىّ اقتلعت القلب من موضعه ، هى بذاتها ، لم تتغيّر . تفرست فيها تاركا ً المارة حولنا يتبعثرون فى الطرقات ، الحسنة الصغيرة أسفل يمين أنفها ،الفم الدقيق كنبضة السحر ، الجسد الممتلىء المتناسق ، العيون الدافئة النظرات ..كأننى ماتركتها الا الأمس . توقف تدفق العربات فى الميدان الكبير إثر إحمرار إشارة المرور ،هتفت باسمها ، رأيتها تحدق فى وجهى ، تتسع عيناها ، تتألق إبتسامتها ، وتنطق باسمى كأنها تبعثه من جب عميق . تلاقت الأكف ، زغردت النظرات ، قالت وهى تقترب منى خطوة :- أنت!! وتطايرت من حولنا الأشياء ، تبعثرت واختفت ولم يعد هناك سواى وسواها ، تدفقت الكلمات من شفاهنا معاً ، ضحكنا حينما اكتشفنا هذا .. كنا نفعل هذاقبلا ً ، تركت نفسى لشعورى الفائر بقربها ، غير أنى رغما عنى لاحظت أن صوتها تغيّر قليلاً ، لم يعد له تدفقه الأول ، وهناك تغضنات براعة المساحيق تخفيها ، ثم هذا البريق فى يدها اليسرى ..هويت من حالق ، كأننى لم اتوقع هذا أو اكتشفه الآن فقط ، نظرت اليها لائماً ،انتبهت أنها ترمق خاتم الزواج فى يدى أيضاً، وتدير عينيها الى حيث تنظر الى المارة الذين يمرون فى صمت من حولنا . قلت قاطعاً لحظات الشرود :- تزوجتِ ؟ تبسمت عيناها ،ربما لسذاجة سؤالى ،قالت وهى تتجه بنظراتها الى يدى:- سنة الحياه " كان يمكن أن أذهب اليها ، مجرد أن أذهب كانت ستنسى أى خلاف بيننا ، والدها قال لو رضيت هى لن أمانع " أدير وجهى فيما حولنا ،الإشارات الحمراء تصنع مظاهرة فى نهر الطريق ، يأتينى صوتها متسائلاً :- أين ذهبت بك الأفكار ؟ أهمل سؤالها متعمداً ،أعود الى وجهها :- إبتسامتك ماتزال رائعة . أدارت وجهها الى عرض الطريق ، قالت :- لم تتب من الكذب سألت لا أعرف لماذا :- عندك أولاد ؟ غامت عيناها ، هزت رأسها نفياً.. اضطربت ،غمغمت معتذراً للسؤال ..رسمت ضحكة على شفتيها ،قالت :- وأنت ؟ هززت رأسى بالإيجاب ..ارتفعت أصوات أبواق السيارت من حولنا ،تدافعت المناكب وتلاطمت الأصوات ، تكلمت أنا وهى فى ذات اللحظة :- كنا .... انتبهنا لما جرى ، ضحكت أعيننا من جديد وعدنا الى الصمت ..رمقت عينيها ،لم يعد لهما ذات السحر القديم ..نظرت ناحيتى شاردة ،عيناها متاهاتان .. كدت أصرخ فيها :- "لماذا تعاملت معى بعقلك فى الوقت الذى كنت أعاملك فيه بقلبى فقط ، الا يملك القلب إقامة حياة وصنع مستقبل ؟ " غير أننى لم أجد معنى لعتاب الآن ،أخذت أتأملها ،كأننى للمرة الأولى أراها ورغماً عنى أبحث عن المشاعر القديمة ،اللهفة ، ،الخوف ،الرجاء ،وأتسائل كيف صار كل منا صورة مكررة لشخص قديم ضاع ، فأنا لم أعد أنا وهى لم تعد هى ، صرنا ننظر الى أنفسنا ومشاعرنا من الخارج ، تهنا وتاهت منا تلك الأيام ، حتى المشاعر التى فارت حين رأيتها عادت وبردت من جديد ،غريبان يلقى كل منهما الآخر ..ثم !! كأن الذين كانا بالأمس إثنان آخران غيرنا ، كل مايربطنا بهما أننا فقط نتذكر حكايتهما . عدت الى وجهها ، صارت شخصاً آخر ،كأنها لم تكن بالأمس الا معنى فى القلب ،أو طيف يمر بخيال ، فلا نذكر الملامح وإن كنا نعرفه ونفكر فيه وربما تشوقنا اليه . قلت استمراراً للحوار :- حدثينى عن حياتك الآن تبسمت :- قل أنت أولا ماشكل حياتك شاركتها الابتسام قائلاً :- بدونك لامعنى لها شعرت بها تبذل جهداً لتبتسم ، عيناها مجهدتان ، مؤكد العمل ،الزوج ،الفكر قالت :- مازلت مصّراً على الكذب . ازداد صراخ أبواق السيارات ..رأيتها تنظر فى ساعتها ،شعرت بضيق مفاجىء ، تصر على التعامل معى بعقلها فى كل المواقف ، فتحت فمى لأتكلم ،رأيت الصمت أجدى ،نظرت بحركة مرسومة الى ساعتى أيضاً، وهمست متسائلا فى حيادية :- أراك ثانية ؟ انتبهت لإخضرار إشارة المرور ،رفعت عينيها بنظرة ذات حدود وأبعاد ، قالت :- مؤكد سنلتقى ومدت يدها مسلمة ،بعدها أدارت ظهرها لى ومضت ، تذكرت أننى لم أسألها أين أو متى ..هى أيضاً لم تشغل بالها بهذا ،فكرت أن أناديها ، لم أجد جدوى لهذا ، تركت الميدان .. ومضيت ! |
|
|