حوار مع سلطان بن سيف الرواحي مشرف معرض الفنون التشكيلية بالملتقى

[إبراهيم الرواحي]

**حدثنا عن المعرض وما الجديد فيه وما الفرق بينه وبين ما سبقه من معارض أقامتها الوزارة؟

في البداية أتوجه بالشكر لموقع السلطنة على هذا الاهتمام وتسليط الضوء على المعرض . هذا المعرض جاء نتاج ورشة عمل في فن الجرافيك أقمناها لمدة أسبوع واحد استعدادا للمشاركة في هذا الملتقى بمشاركة 27 فنانا من مختلف ولايات ومناطق السلطنة.
وللعلم فإن اللوحات التي تشاهدونها هنا ما هي إلا نصف الإنتاج فقط، فقد أنتجت الورشة ما يقارب 200 عمل خلال أيام الدورة، وقد اخترنا منها 90 فقط، ليس لأنها التي تصلح فقط ، بالعكس حتى الأعمال الأخرى غير الموجودة هنا هي أعمال ذات جودة لكن ظروف الوقت هي التي حكمتنا، فالكثير من الأعمال غير جاهزة للعرض بشكل جيد، بسبب استخدام الألوان الزيتية في الأعمال ، وللأسف فهناك أعمال لم تجف أحبارها بعد، ولذلك بقيت خارج المعرض.
وبالنسبة للمحاضرين في هذه الورشة فهم محاضرون ذو مستوى عال ومشهود لهم في هذا المجال.
في الملتقيات السابقة كنا نعاني كثيرا من عدم وجود مكان مهيأ للعمل أو للعرض ، ولكن هذا العام شعرنا بارتياح شديد وأريحية في العمل.
وبالنسبة للتقييم فإنني أقول وبكل فخر أن المعرض ناجح جدا ، ولو دخل للمعرض أي فنان كبير أو ناقد فني متخصص سيندهش من هذا الفن وهذا الجمال الذي أنجزه المشاركون في أسبوع واحد فقط.


**لماذا تم اختيار هذه الورشة وهذا النوع من الأعمال؟

اخترنا هذه الورشة لأهميتها الكبيرة، حيث أن هناك نقصا في أعداد الفنانين التشكيليين الشباب الذين يعملون في هذا المجال، مع أن هذا المجال قوي جدا ومهم، وقد اخترناهم بعناية شديدة، والحمد لله نعتقد أنه معرض جيد ومرضي للطموح.


** نلاحظ من خلال مشاركتكم السنوية في الملتقى والدورة التي يخوضها الشباب المشاركون اختلاف التوجهات والأعمال ، على أي أساس يتم اختيار هذه الأعمال؟

في الحقيقة فإن الدراسة للواقع هي أساس عملنا ، لنعرف مواطن القوة ومواطن الضعف أو الخلل في الحركة التشكيلية بالسلطنة، ولذلك نحاول تطعيم ودعم هذه الحركة بهذا الإنتاج، ليست الأعمال الفنية فقط ، إنما المخرجات من الفنانين هي الأهم لأننا محتاجون لفنانين متخصصين في مجالات مختلفة.
وعودة لهذه الدورة فقد وجدنا أن الفنانين الذين يعملون على هذا الجانب ( العمل الجرافيكي) عددهم قليل، وبلا شك فإن هذه الأعمال مطلوبة سواء في المشاركات الداخلية أو الخارجية، ولذلك قررنا تنمية مهاراتهم في هذا الجانب المهم ، من خلال هذه الدورة وهذا المعرض.
ولو رجعنا لمعرض العام الماضي لوجدناه في أعمال المعادن والقطع والتشكيل ، والحقيقة أن عدد من يعملون في هذا المجال قليل جدا، لكننا بعد الدورة والمعرض تفاجأنا بالكم الكبير منهم الذي أصبح يمارس هذا العمل بشكل دائم ، وأصبحت الإنتاجات تتزايد يوما بعد يوم ، والخبرات تتراكم أكثر، ولذلك قمنا بفتح قاعة متخصصة كبيرة في مرسم الشباب تهتم بهذا المجال الفني ، وأتذكر جيدا أنه خلال العام الماضي في مسابقات الوزارة والمرسم وجدنا أن أعمال الحديد اكتسحت القاعات وكانت هي المشاركات الأكثر في المسابقات.


** برأيك ، ما مدى الاستفادة التي خرج بها المشاركون من هذه الدورة؟

أتوقع أن الاستفادة كبيرة جدا ومتحققة ، لقد حاول المحاضرون والأساتذة أن ينموا لديهم الفكر الفني أكثر ، زرعوا فيهم الإتقان ، وأن لا يستعجلوا في إخراج العمل الفني إلا بعد جاهزيته التامة، كما تعلموا الكثير من الأساسيات الفنية التي ستفيدهم بلا شك في مشوارهم الفني بشكل عام.

**كلمة أخيرة ..
إن كانت هناك كلمة يمكن أن أقولها فهي كلمة الشكر لجامعة نزوى لتعاونهم الكبير وتوفيرهم لنا قاعة العمل وقاعة المعرض وجميع ما احتجناه منهم، فهم شكلوا جزءا مهما من نجاح هذا المعرض.
كما نتقدم بالتحية والشكر للأب الروحي للفنانين التشكيليين والذي أبى إلا أن يكون حاضرا مع هؤلاء الشباب يشد من أزرهم ويساعدهم ويوجههم، وهذا وسام شرف كبير نضعه على صدورنا ، وبلا شك فقد أعطى المشاركين دافعا أكبر للعمل والإبداع، أنور سونيا بالفعل شاب بأعماله ، كبير بأخلاقه وتعامله وفنه.