رثاء لطلاب مدرسة الشيخ ابن بركة رحمهم الله .. بقلمي

[عبد الحميد السليماني]

أوليس عجبًا من هذه الدنيا ... تأخذ أعز الناس منا ...
تفرقنا ... تغدر بنا ...
لماذا يموت أعز من نحب؟!
إنها الحياة هكذا ...
فجر ... ميلاد ... موت ...
إنها اختبار وابتلاء ... حياة وفناء ...
بها الحلاوة والمرارة ... وكلنا سنذوق من حلاوتها ومرارتها ...
ولكن يبقى إيماننا بالله كبيرا ...
صبرنا عظيما ... تضرعنا به أشد ...
أن يجمعنا في دار الخلد مع من نحب ...
سيذهب عامٌ حاملًا معه مرارة هذه الأيام ...
عامٌ سيكون عالقًا في أذهان سكان بلدة الحبي ...
وسيكون عالقًا في سجل مدرسة الشيخ ابن بركة ...
.
.
يا منارات العلا فلتذرفي **** دمعك الفياض في ذاك المكان
فجعة كانت فباتت ألما **** تتوارى في ضلوع الحدثان
فالبسي مدرسة الشيخ التي **** قد كساها الحزن في هذا الزمان
البسي ثوب العزاء بمجلسٍ **** وفده الأصحاب من أهل عمان
فعزائي ودعائي للذي **** خلف الإنسان يبكي الفرقدان
.
.
ذهبوا بأعمالهم ... وتركوا لنا ذكرياتهم ...
ذكريات من الصعب نسيانها ... طوال مسيرة حياتنا ...
سنفقدهم بعد كل صلاة ... سنفقد مجاورتهم بعد صلاة الفجر ...
ضحكتهم، ابتسامتهم، لوحة مرسومة بحياتنا ...
لوحة باقية ليست بفانية ...
.
.
بالألف ... أدعو ربي أن يرحمهم ويغفر لهم ...
بالباء ... بصبرنا العظيم وتضرعنا الشديد عسى الله أن يجمعنا في دار الخلد ...
بالحاء ... حبهم باقٍ في قلوبنا ...
بالخاء ... خلودهم ومسكنهم جنات العلا بإذن الله ...
بالسين ... سأظل أدعو لهم بعد كل صلاة ...
بالميم ... ما هي نكهة الحياة بعد الآن؟!
.
.
فما معنى الحياة إذا افترقنا **** وهل يجدي النحيب فلست أدري
ولا التذكار يرحمني فأنسى **** ولا الأشواق تتركني لنومي
.
.
إذا كان حب الهائمين من الورى **** بليلى وسلمى يسلب اللب والعقلا
فماذا عسى أن يصنع الهائم الذي **** سرى قلبه شوقًا إلى العالم الأعلى
.
.
اللهم صبرنا على فقدهم ... اللهم صبر أهليهم ... اللهم استجب دعواتنا ... إنك رحمن رحيم

بقلم/ عبد الحميد السليماني 28/12/2011 4:20 صباحًا