افتتاح مؤتمر اللغة العربية وآدابها بجامعة السلطان قابوس

[محمد الراسبي]

افتتاح مؤتمر اللغة العربية وآدابها بجامعة السلطان قابوس

العمانية/ افتتح بجامعة السلطان قابوس اليوم مؤتمر اللغة العربية وآدابها/ رؤية معاصرة/ والذي ينظمه قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بمشاركة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وذلك تحت رعاية معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. وقال الدكتور هلال الحجري رئيس اللجنة المنظمة ورئيس قسم اللغة العربية في كلمة له بمناسبة افتتاح المؤتمر إن اللغة العربية هي لغة العلم والفن أمران لا ينفصلان في مسيرة أية أمة تنشد التقدم والرقي فالعلم عرفته العربية عبر الحضارة العظيمة التي صدرتها إلى العالم في عصورها الزاهرة وأما الفن فإن اللغة العربية غذت به أرواح الشعراء والأدباء منذ عصر قبل الإسلام وحتى الآن. واضاف إن فكرة تداخل الحقول المعرفية ينبغي أن تجد طريقها في الدراسات اللغوية والنقدية.. مشيرا الى ان حقول السياسة والاجتماع والآثار والإعلام ودراسات الترجمة والجنوسة والأدب المقارن كلها منابع لا غنى عنها .

واوضح الحجري إن الاهتمام باللغة العربية واجب مقدس.. منوها بان انعقاد هذا المؤتمر يتزامن مع الاقتراب من الثامن عشر من ديسمبر اليوم الذي جعلته الجمعية العامة للأمم المتحدة يوما عالميا للغة العربية بصفتها من اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة.. كما خصصت اليونسكو يوم 21 فبراير أيضا يوما عالميا للغة الأم دفعا لشعوب العالم كي تتمسك بلغاتها بكونها أساس للهوية. وتطرق في كلمته الى الاهتمام السامي من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم/حفظه الله ورعاه/ باللغة العربية والنهوض بها .. مؤكدا ان كراسي جلالة السلطان للغة العربية والدراسات الشرقية في أشهر الجامعات وتأسيس كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها وتأليف معجم السلطان قابوس لأسماء العرب ما هي إلا غيضا من فيض عناية جلالته بهذه اللغة الخالدة. من جهة اخرى ألقى الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء كلمة في حفل افتتاح المؤتمر أكد من خلالها على أهمية انعقاد مثل هذه المؤتمرات والتي بدورها تساهم في تطور اللغة وتقدمها.

بعد ذلك ألقى الدكتور محمد بن سعيد الغامدي من جامعة الملك عبدالعزيز كلمة قال فيها أن المعرفة لا تعيش في الكتب أو في قاعات الدرس بل تعيش بين الناس، هذا إذا كنا نؤمن بأن المعرفة ليست المعلومة بل هي الرؤية.. منوها بأهمية إقامة هذه المؤتمرات العلمية بشكل سنوي وتكرار إقامة هذا المؤتمر بشكل سنوي. على صعيد متصل قال الدكتور عبدالله بن خميس الكندي عميد كلية الآداب

والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس ان مؤتمر اللغة العربية وآدابها من الفعاليات المهمة التي ينظمها قسم اللغة العربية ، فالتحضير للمؤتمر والإعداد له استمر قرابة السنة وأهميته تكمن في عرض المستجدات والتعامل مع اللغة العربية أدبا ونحوا ولغة ، وهذا يعكس اهتمامات الجامعة باللغة ، فهناك الكثير من الاتجاهات المعاصرة تذهب إلى دعم المجالات الأخرى بجانب دعم اللغة الأم ونحن مع دعم اللغات الأخرى بجانب الاهتمام باللغة العربية، وهذا المؤتمر يأتي تأكيدا على اهتمام الجامعة والسلطنة عموما بموضوع اللغة العربية وتتجاوز فكرة إقصاء الآخر، ولكن نحتاج إلى تعزيز اللغة العربية .

وأردف الكندي ان ما يميز المؤتمر هو مشاركة نقاد وأدباء وأساتذة مشهورين من الوطن العربي بالإضافة إلى مشاركات مقدرة من داخل السلطنة وخارجها. واللجنة المنظمة بذلت جهودا كبيرا في سبيل انجاحه. بعد بدأت جلسات المؤتمر حيث تحدث في الجلسة الأولى الأستاذ الدكتورعبدالله بن محمد الغذامي من المملكة العربية السعودية المتحدث الرئيسي للمؤتمر وحملت عنوان/كيف تعمل اللغة / سؤال في ثقافة اللغة/.. والأستاذ الدكتور أحمد المغيض من جامعة الكويت حول تجليات الحداثة ودلالاتها في النقد العربي الحديث والأستاذ الدكتور عبدالغني بارة من جامعة سطيف بالجزائر حول نظرية التأويل بين المعاصرة والتراث.

والقى الدكتور أحمد يوسف ابن قدور من جامعة السلطان قابوس ورقةحول السيميائيات بين العلامة والخطاب واختتم الجلسة الدكتور حمزة أشول عبدالرحيم من جامعة ولاية كوارا إلورن بنيجيريا وقدم ورقة حول قضية اللغة في الأدب الأفريقي : الأدب النيجيري في اللغة العربية نموذجا. أما الجلسة الثانية فناقشت محور النحو والصرف تحدث فيها المتحدث الرئيسي الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبداللطيف من جمهورية مصر العربية والأستاذ الدكتور الحواس مسعودي من جامعة الجزائر والذي قدم ورقة حول الوحدات المركبة في اللغة العربية بين الآنية والتعاقبية الزمنية : مقاربة وظيفية، وأخرى للأستاذ الدكتور سعيد الغامدي من جامعة الملك عبدالعزيز الذي تحدث عن الصرفي العربي : طبيعته وإشكالاته ، والورقة الأخيرة قدمها سعيد جبر أبو خضر من جامعة السلطان قابوس والذي كانت حول علاقة الجزء بالكل وأثرها في تقعيد نحو العربية.