مدخل
لا أعلم كيف أكتبك ....
انا المعلقة ...بين أحرف ينطقها قلبك ...
وأخرى ..يُخرسها لسانك ....
يأ أنت ....
يا قلباً ...احتل شراييني ....دون إذن مني ...
ويا حباً ...طردته مني ...دون إذن منه ....
مالك ولقلبي ...
دعني أغفو قليلاً على صدر الحياة ...
فكل هذا الفرح ...الذي يهدم تماثيل حزني ...
يرعبني ...
ويُدثِّر بالخوف أحلامي ...
تلك التي نسيها الزمن ....
فلا هي كبرت ..
ولا هي للموت كانت ....
حين كنت في الخامسة من عمر أعيشه ...
علمتني أمي أن السرقة من الآخرين عيب ....
وحين أهدتني الحياة ...عشر سنوات أخرى ...
تعلمت أن السرقة بكل أشكالها ...ذنب ...
وحين سرقت حبك من معرض الحياة ...
أيقنت أنك خطيئة .....
لا يغفرها إلا النسيان ...
وكنت أبصم ألماً ...
أن نسيانك ....دواء ...لا تصنعه إلا المعجزات ...
فهل هو زمن المعجزات من عاد إليَّ الآن ؟!
أم أنك بكل عظمتك التي كانت ...
لم تكن إلا ...
سحابة صيفٍ ....ومضت ..
تجتاحني صحراء واسعة من الصدمة ...
وأنا أرى النسيان ..يهطل على ذكرياتنا ...
على كرة أرضية من العشق بنيناها ....
على مقابر أبناء حلمنا بهم ...
على نخيل أحلام هرمت فينا ...
على كل تفاصيلنا ....
فيغسلها ...
كلمة ...كلمة
موقف تلو موقف
وجرح بعد آخر
فلم يعد في قلبي ...أي أثر لمرورك عليه ... وفيه ..وخارجه ...
يا حباً ...عشقته حد الثمالة ....
ويا جرحاً ما برئ ...إلا ليتناسل منه غيره ...
ويا بكاءً أدمنته سراً ..وتركته قسراً ...
بيقين أن حبنا من البياض ..ما يجعل البكاء عليه...إهانته لعظمته ...
كيف تعافيت أنا ...
من داء جبروتك ...
وتسلّط ذكرياتك ...
ومن سذاجة اعتقاد ....كان يهدهد مشاعري ...
بأن غروبك الأزلي عن حياتي ...
أطفأهااااااا.....
فلم يعد لي مني ...إلا الحلم ...
يا أنت
لم يبقَ لي من عشقك شيء...
أتزود به ...
لمواصلة الحزن عليك ....
فقد رمتك الحياة ...
في غياهب جب ...
لا يُرى منه ...إلا جثمان عشق مسجى ..
تتراكم فوقه ظلماتٍ تلو ظلمات ...
ينتظر كرامة الدفن ....
من ريحٍ تنثر ..النسيان عليه ... رويداً رويدا ...
مخرج .....
يُحكى أن ..
صيادا ماهرا ...مثلك
أسر قلب أميرة ...مثلي ...
ولما غادرها يوماً ....
أخذ معه كل ...تفاصيله ..ومضى ...
ف ن س ت هُ
"تمت"