عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 22-09-2014, 01:51 PM
سعيد اليعربي سعيد اليعربي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jun 2011
المشاركات: 314

اوسمتي

افتراضي وهل لكسيرٍ في مشاعرِه جبرُ

أهاجَ شعورُ الحزن ِأم راعني أمرُ
فما عدتُّ أدري ما المناجاةُ والجهرُ؟

أهذي دموعي فوقَ خديَّ أم لظى
ومضغةُ قلبٍ بين جنبيَّ أم جمرُ؟

أحقًا نعى الناعي إليَّ وفاتَه؟
فمالي إذاً لا يستبدُّ بيَ الذُّعرُ

ومَنْ ذا يواسي مقلةً في سوادِها؟
وهل لكسيرٍ في مشاعرِه جبرُ؟

وَمَنْ ذَا نُعزِّي والمصابُ بِكَ الوفا؟
وكُتْبُكَ تبكي والمحاريبُ والفكرُ

ومصحفُكَ المخطوطُ يَبكي مدادُهُ
إذا ناحَ سطرٌ فيه جاوبَه سطرُ

ومجلسُ علمٍ كنتَ مشكاةَ نورِهِ
وديوانُ شعرٍ أنتَ في حرفِهِ السحرُ

ونحويةٌ خلّدتَ بالنظمِ ذكرَها
تَنوفُ على أترابِها والنُّهى فخرُ

ألا أيها البدرُ الذي غابَ في الثرى
هنيئاً لأرضٍ أنتَ في تُرْبِها التِّبرُ

هنيئًا لها ضمَّتْ إليها حبيبَها
وإنْ كان في الجناتِ يزهو به الذكرُ

هنيئًا لحوريَّاتِها ونعيمِها
فهذا وليُّ الله قربانُه الشكرُ

بروضاتِ فضلِ الله يزهو مُنَعَّمًا
وإنْ كانت الأعضاءُ قد ضمَّها القبرُ

عزائيَ أنَّ العلمَ ميراثُكَ الذي
توارثَه الأفذاذُ ليس به خُسرُ

وأنّكَ قد فارقتَ دنياكَ طاهرًا
وكم بشرٍ أفضى وفي ثوبِهِ كَدْرُ

وأنّكَ حَبْرُ العلمِ والفضلِ والتُّقى
وكم عالمٍ دونَ التُّقى حَطَّهُ الكِبرُ

فيا خلوةً لله والبدرُ غائبٌ
أنيسَكَ فيها كان صاحبُك البدرُ

ترى مبصراً ما لا يَرى قطُّ مبصرٌ
وذلك شيءٌ من مواهبِهِ نَزْرُ

فَمَنْ شرحَ الرحمنُ للعلمِ صدرَهُ
جرى من فيوضِ الكشفِ في صدرِهِ نهْرُ

ومن نوّرَ المنانُ بالوَهْبِ قلبَهُ
ترقَّى مقاماتِ العُلا ما بِهِ وَقْرُ

وتلكَ كراماتٌ من الله منّةٌ
لشخصٍ له في همهماتِ الدُّجى صِرُّ

إذا ما ظلامُ الليلِ أرخى سُدولَهُ
تَغَشَّاهُ كالمذهولِ في ليلِهِ ذُعْرُ

وأيقظَ منه خوفُه ورجاؤهُ
اشتياقًا وأيْمُ الله من دونِهِ الجمرُ

يَبِيتُ على مِثلِ الغضى في اضطجاعِهِ
كأنّ الفتى من شوقِه عزَّهُ الصبرُ

فيا رحمةَ الرحمنِ بُلِّي عظامَهُ
بألطافِ ما أودعتِ في" مسَّنِي الضُّرُ"

وسَجْلاً على جُثمانِهِ فتنزَّلي
بِرَوحٍ وريحانٍ فذا المصطفى بَرُّ

سعيد بن علي اليعربي

التعديل الأخير تم بواسطة سعيد اليعربي ; 23-09-2014 الساعة 11:16 AM
رد مع اقتباس