[يزيد فاضلي]

...لا أدري-أختي البديعة الروح المنهكة-لِمَ تداعتْ في أخيلتي تلكَ الكلمة التي قالها التاجرُ الفلورنسي الإيطالي فرانسيسكو جوكوندو ذاتَ صباحٍ قرمزيٍّ جميلٍ،عندما شاهَدَ لأول مرةٍ لوحة الموناليزا ( أو الجيوكندا )-وهي في الحقيقة تجسيمٌ لزوجته الإيطالية مادونا ليزا،وكان قد طلب من صديقه الرسام ليوناردو دافنشي أن يقوم برسْمهاـترضية ًلها،واستدراراً لبعض الحب الفاتر بينهما-قال : (( ...كان حبي في الحقيقة يكذبُ وهو على كرسي الاعتراف...لم أكن فاتراً أبداً...الآن فقط أشهَدُ ولادة حبي لزوجتي ليزا...!!! ))...

لقد كانت اللوحة-في الحقيقة-تجسيداً لكثير من مشاعر الزوج الذي استعسَرَ البيانُ أن يستنطقه على لسانه،فلم يكنْ غيْرُ اللوحةِ..وملامحها..وأبعادها..وقسَمَاتِها..وابتسامتها..ونظرتِها الحالمة..وإيحاءاتها الغويطة...لم يكنْ غيْرُها يستطيعُ دفـْعَ الجمال المكنون في خبيئته إلى السطح...!!!

كذلكَ-سيدتي البديعة-حينما تروحينَ لبوتقاتِ الجمال الانطباعي وتقومين بدمْج توليفةٍ من توليفاتِ الرمزيةِ التصويرية،ثم تذهبين إلى كنانةِ مبدعنا الحبيب الجميل البديع كمال عميرة تنتقينَ منها أغرودة ًصدحَى من أغروداته الخالدة وتجعلينها خلفية ًساحرة ًلملمحِ تلك الصورة الرومنسيةِ الخلاقة،فلا شكَّ وأنَّ جمالاً خلاباً سينسكبُ-كالكوثر المعسول-بين سِحْر الصورة الهادئة وأصداء الكلمات ( الكماليةِ ) الأسحر...!!!

كمال عميرة..نورسٌ أبيضُ في فيروز الشطآن،فليسَ عجيباً أن يُرى في مغسل الرسمة يتشذى استجداءً بعبق العِطر لمساماتِ الانعتاق،فلا يمنعه شموخُ الكبرياء-وهو النورسُ المُحِبُّ-من أن يطلبَ طهارة ًمن مراسيم العناد...

وتلكَ هي طبيعة النوارس دوماً...في فسحةِ التحليق تهوى في الحب انعتاقاً...!!!

تصميمٌ رائعٌ وجميلٌ وذو دِلالةٍ أختي البديعة...وحَيَّا اللهُ فيكَ دوماً هذه اللفتاتِ الإبداعية التي أشرقتْ بها ذوائقـَنا وازدانتْ...وحفِظ اللهُ مبدِعنا الجميل كمال...