[بيت حميد]

بصراحة.....وبصراحة شديدة، بودي لو غيّرت كل الشعب العماني وأعدت إنتاجه وفق نموذج مثالي يصلح للمرحلة الحالية وقابل للتطور للمراحل القادمة. ومبدئيا قمت بوضع مواصفات ظننتها مثالية لأفراد هذا الشعب الأبي.

فيما يلي أعرض عليكم هذه المواصفات علّكم تثرونها باقتراحاتكم النيّرة.

1-من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها العماني هي أن يكون متدني الثقافة. ويمكن إنجاز ذلك من خلال نظام تعليم متدني الكلفة. أتوقع أن يحميه ذلك من التيارات الفكرية الهدّامة والأفكار التي تلهيه عن بناء الوطن.

2-أن يكون متدني الدخل. قد يبدو هذا الأمر سيء للبعض، لكنّه في الحقيقة من أهم الصفات التي ستساعد على النهوض بالوطن وله عدّة فوائد أهمها:

-سيتعاون مع البنوك من أجل حاجاته الأساسية، كالزواج والسيارة والبيت والعلاج، وبذلك يشارك بفعالية في دعم البنوك التي لا غنى عنها من أجل دورة اقتصادية سليمة.

-من الثابت والمعلوم أن الفقراء أكثر الناس شرفاً والتزاماً فيما يتعلق بالالتزامات المختلفة سواء منها الاقتصادية أو الاجتماعية.

-الفقراء أيضاً-ونظراً لظروفهم المعيشية الضاغطة- هم أقلّ الناس نزوعاً للخروج على التشريعات والقوانين وذلك خوفاً من العواقب السيئة التي قد تصيبهم.

3-لابد أن يكون مستهلكاً نشطاً. كما يعلم الجميع إن الاقتصاد الحديث قائم على آليات السوق التي أساسها الاستهلاك، ومما سيساعد على تشجيع النمط الاستهلاكي هو توفّر البضائع ذات الصلاحية المحدودة بالاضافة للدعاية المناسبة.

4- المحافظة على فجوة كبيرة نسبياً –اقتصادية ومعرفية- بين عموم الشعب ونخبة المجتمع. ذلك سيوفر للمجتمع نخبة من القادة المدربين والمتفرغين للقيادة في جميع القطاعات ويوفر على باقي أفراد الشعب هذا العبء الثقيل.

5-تفكيك الروابط الرجعية في المجتمع كالروابط القبلية، ولا بأس من الاحتفاظ بأشكال مهلهلة من تلك الروابط على أن لا تكون ذات فاعلية تذكر. كل ذلك من أجل مجتمع متجانس لا تشوش عليه القيادات الشّاذة عن روح المجتمع.

6-من الصفات الثورية التي يجب أن يتحلى بها العماني هي الجينات المتميزة ليكون قوياً وخالٍ من الأمراض. قد يعتقد البعض بصعوبة حصول ذلك، لكنه في حقيقة الأمر سهل جداً. فلو تعرض جيل أو جيلين للأمراض والسموم البيئية ستكتسب الأجيال اللاحقة المناعة المطلوبة.

7-قابل للتشكيل والتنميط. حين يتمتع أفراد المجتمع بهذه الصفة الفريدة يصبحون أفراداً مثاليين لمجتمع حديث متطور. قد يجادل من تنقصه المعرفة الصحيحة أن ذلك انتقاص من حرّيّة الأفراد، وأنا أقول بكل ثقة أنّ ذلك ترشيد ضروري للحرية. ولقد أثبت مجتمعنا أنه قادر على ذلك، وليس الالتزام بزي مدني موحد في العمل بمثال يخفى على أحد.

لربما لو أطلنا التفكير والتفكّر لاستطعنا تحسين المواصفات، أنا واثق من ذلك. لا تبخلوا علينا بمقترحاتكم جزيتم الجنّة.