ثلاث سنوات في "لواء الشوبك"
الشوبك لواء يقع في الجزء الشمالي الغربي من محافظة معـــــــان ، تبعد عن المركز حوالي خمســـين
كيلومترا ، وتقع قراهـــــا على سلسلة جبلية يتراوح ارتفاعها ما بين : 1120 - 1651 مترا.
والشوبك ، اسم عريق يدل على تاريـخ مجيد ، تتمتع به المنطقة ، ذات الأشجار المتشابكة ، والكثيفـــة
وذات المناخ المعتدل ، وتقع في الجهة الغربية الجنوبية ، من المملكـــة الأردنية الهاشمــية ، وهي
من أهم المناطق الزراعية في المملكة ، حيث تشتهر بزراعة التفاح بأنواعـــــه بعد أن نجحت زراعته
فيها بشكل تجاري، لذلك استحقت أن تسمى ببلدة التفاح .
ولعل سبب تسميتها بالشوبك ، نظرا لتشابك الأشجار فيها ...
منطقة تكسوها الثلوج ، حيث درجة الحرارة ، دون الخمس ، أو الســــــــت درجات تحت
الصفر ، وأحيانا ، وفي شهر حزيران ، تبقى بقايا الثلوج على المرتفعات لشدة البرد .
حينما كانت الثلوج تغطي المنطقة ، لم نتمكن حينها من الذهاب إلى المدرسة ، لدرجـة يصــــــل ارتفاع
الثلج فيها لأكثر من متر في بعض الأماكن ..
وحينما نهم بفتح الصنبور ، نتفاجأ بتجمد المياه فيها ..
أنبوب من المياه يتفجر وأنا في الطريق إلى السوق في منطقة نجل ، وما تلبث أن تنبعــــــث منه المياه
بشكل قوسي ، ثم ما تلبث أن تتجمد ، لتكوّن قوسا من الثلج ..خلال لحظات قليلة ..
كيف نقوم بإعداد الشاي ، والشوق يزداد فينا لاحتساء كأس من الشاي ، في هذه الأجواء الباردة ؟
اللعب بالثلج كان هوايتي المفضلة ، وبعد الانتهاء من عمل نمـــاذج للقلاع ، والحصون من الثلج أجمع
كميات منه ، لأصنع كأسا من الشاي ، كميات كبيرة من الثلج ، لكنها كافية لعمل كمية لا بأس بهـــــــــا
بنكهة الثلج ، ذلك الزائر الأبيض ..
الطقس شديد البرودة ، والبرد قارس وشديد جدا ، لدرجة أنني لا أشعر بأذني وأخشــى إن لمستهما أن
تتكسرا ..
يسير الناس في الشوارع وكأن كل واحد منهم يحمل غليونا من التمباك ..
تتصاعد منه الأدخنة بشكل كثيف ، هكذا فعلا ، حينما تلامس أنفاســــــنا الساخنة الهواء البارد ليتشكل
البخار ...
ظاهرة يومية في الأجواء الباردة فعلا ..
وتبدأ رحلتنا في الطريق إلى مدرسة الشوبك الثانوية للبنين ، المسافة قريبة بين الســـكن والمدرسة
ولا تتجاوز الأربعمائة متر ، لكن الوصول إليها يحتاج إلى المغامرة ، حيث القابلية للتزلج القسري
وحينما أمشي على الأرض ، فلا بد أن أكون مصفحا ، حيث التزلج اللا إرادي
وما ينجم عنه من كسور وإصابات ، عدا عن تلك الورطة في تشرب البرد القاسي ..
لا بد أن أكون مصفحا بالملابس فعلا ..
قطع كثيرة من الصوف والقطن ، إضافة إلى المعطف الثقيل ، وتحت الجوارب كيس من
البلاستيك ؛ ليشكل طبقة عازلة تمنع وصول البرد القارس للقدمين ..