[يزيد فاضلي]

...بعد الإذن-أخي فهد-الكلام سأوجهه مباشرة هنا للأخ الكريم بوميحد في صراحةٍ ووضوح،بعيداً عن طريقته في التلميح من بعيد...

أخي الكريم بوميحد وحتى نقطع الطريقَ عن طريقة التلميحات والإيماءت...

فلكنْ صرحاء كما ينبغي لأقلامنا أن تكون صريحةً وواضحة..ولتسمِّ الأشياءَ بمسمياتها مادمتَ تعتقد في قناعاتِكَ الكريمة أنك على الحق وبه تتحرك...

فالحمد لله-أخي الكريم-أنتَ تعرفني جيداً..وتعرف طريقتي في الكتابة والأداء..وتعرفني من أول رسالةٍ خاصةٍ راسلتني فيها عن الأخ الكريم فلان وعن ( دخوله باسم مستعار )-وأظنك مازلتَ تذكر ذلك جيداً-ومازلتَ تذكرُ كيفَ كان ردي على رسالتك الكريمة وعلى الخاص بشكل واضح وصريح لا لبسَ فيها ولا توريةٍ...وهي بحمد الله موجودة عندي...

وأذكرُ أني قلتُ لكَ أن التلميحَ للمسائل والأشخاص ليسَ من أخلاقي ولا مبادئي ومن أنني إذا أردتُ الجهرَ عن فكرةٍ معينةٍ،فلله الحمد لدي من الجراءة والشجاعة الأدبية ما يجعلني لا ألف ولا أدور ولا أناور ولا أماحك ولا ألمِّحُ تلميحاتٍ من بعيدٍ..وتذكُر أخي هذه العبارة التي أومن بها دائماً في جهري وإسراري : (( نمَحِّصُ عن الأقوال المكتوبة لا الهيئاتِ المتوارية،وأُمِرْنا دائماً أن نحكُمَ بالظواهر واللهُ تعالى يتولى السرائرَ ))...

لقد علمنا ديننا أن نسمي الأسماءَ بمسمياتها..وأن نضعَ النقاط على الحروف مباشرة..وأن نقولَ للمحسن أحسنتَ مباشرةً وللمسيء أسأتَ مباشرة،على أن لا يكونَ هدفنا في الصراحتين إلا الوصولَ إلى الحق الأبلج وفي غير تجريح أو استقصادٍ بدافعٍ من الانتصار للذاتِ والأهواءِ والرغباتِ الشخصيةِ والحساباتِ الطفولية الضيقة..وعليه أخي الكريم أقولها لكَ مباشرة وبشكل واضحٍ :

نعمْ أخي الكريم...أنا بحكم أمانتي العلمية والأدبية في رئاستي على القسم الإسلامي حذفتُ عن عمدٍ وقصدٍ تعليقاً كريماً لكمْ،رأيتُ فيه خروجاً عن أصول المنهج المتبع في التعليقاتِ على المواضيع ذات الصبغة الأكاديمية البحتة،وقد أوضحتُ هناكَ سببَ الحذف-في وضوح وصراحة-وعليك العودة إلى سبب الحجب المنطقي والمعقول جدا،ولكَ-أخي-على الخاص أو هنا أن تدافع عن رأيكَ بكل جرأةٍ ووضوحٍ وصراحةٍ،وأن تقدمَ لنا كلاماً منطقيا معقولاً،لا يختلف عليه اثنان في أي منتدياتٍ جادةٍ،تنشدُ الإبداعَ الثقافي والعلمي الحقيقي...

سأستمع إليكَ-أخي-بإمعان وتجرد وإنصافٍ وعدلٍ وبحكمةٍ راشدة وبأخلاقٍ عاليةٍ شهمةٍ نبيلةٍ،لا نحيد عنها قيد أنملةٍ عن الحق الذي تربيْنا فيه وتعلمنا في رحابه...

أما طريقة التلميحات من هنا وهناك..فأنتَ أدرى-صاحبي-أنها ليستْ من أخلاق أصحاب العزائم الكبيرة ولا هي من خلائق المؤمنين الذين لا يُعرفُ عنهم إلا الصراحة في الحق،ولا يُعرفَ عنهم اللف والدوران..ولا تأخذهم في الحق لومة لائم ولو على أنفسهم وأهليهم وذويهم...