إشكالية كبرى وحزن وأسى أن نرى في بيئتنا العمانية الأصيلة فضلا عن أننا في دولة إسلامية وهي الاحتفالات بليلة رأس السنة . ويضيق الصدر عندما نرى من يفكر بغباء ويستعرض عضلات من خواء عندما يتشدق بقوله : يشاركنا زملاءنا الغير مسلمين أفراحنا مهنيئن لنا بعيد الفطر والأضحى فيتعين علينا أن نشاركهم بأعيادهم لا سيما الكريسمس ، عيد سيدنا عيسى أفلا نحب نبيا من الأنبياء .. وهنا سأتحدث عن محاور ثلاثة تفهم بالسياق:
أن تهنيئة غير المسلمين بأعيادهم التي لا تتنافى مع تعاليم عقيدتنا الإسلامية جائزة .ويحرم علينا شرعا أن نعادي منهم من لا يعادينا أو يقاتلنا ولهم حق علينا حق الذمة . ولكن لعدم الثقافة الإسلامية تجلت الغباوة في البعض منا فلم يكتف بالتهنة فحسب بل شاركهم عاداتهم وتقاليدهم واقترف ما حذر مو النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : من تشبه بقوم فهو منه ، وقوله صلى الله عليه وسلم آسفا كما في صحيح البخاري : لتتبعن سنن الذين كانوا قبلكم حذو القذة بالقذة حتى وإن دخلوا جحر ضب لدخلتموه . وقوله صلى الله عليه وسلم باكيا على حالنا الآن : توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الناس إلى قصعتها ( إناء الطعام ) : قالوا أمن قلة نحن يا رسول الله .قال : لا ،ولكنكم غثاء كغثاء السيل .. وأوجه القول ناصحا لكل من زين له الشيطان سوء عمله لينتبه أن المظهر المتعارف عليه في عيد الفطر والأضحى صلاة العيد فهل هم يشاركون الصلاة ، طبعا الجواب : لا ، بما يقول أحدنا : وكيف يصلون وهم كفار ، فنرد عليهم ألا تعلم أننا إذا ما التقينا بغير مسلم تعين علينا دعوتهم للإسلام ،فيا من جاملتهم بالتهاني لماذا لا تصدقهم بالدعوة إلى الجنان ، أم خشيت أنهم لا يستجيبون ، أقول : نعم لأن الله تعالى يقول ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، فلينظر أحدنا هل التزم بأمور الله ليكون مؤثرا في غيره ثم ليعلم أحدنا أن الإنسان كائن حي يؤثر ويتأثر فمن لم تكن له قضية تشغله أثرت فيه أي قضية تافهة ، فلنصطلح مع الله ولنخش غضبه ونقمته ... طالعتنا الأخبار أنه في يوم الخميس ستتأثر السلطنة بأجواء ماطرة وهول البعض الأمر وقالوا عواصف بينما في الأماكن العامة طالعتنا بعض النشرات عن إعلانات وحجوزات لحفلات ساهرة راقصة .
احتفالات دق لها ناقوس الشيطان مزاميره . احتفالات ستكون في أماكن حساسه لاسيما في منتجعات بحرية وستلتصق الأجساد بالأجساد وستدار الخمور والموسيقى الصاخبه وسيغني من غناه عن الله وكأنه يتحدى الجبار في قوله : أنتم الفقراء إلى الله .. ألا نخشى أن يأخذنا سبحانه على تقلب أو تخوف ..
ولنستمع لعمر بن الخطاب عندما كان ذاهبا ليفتح بيت المقدس وقيل له إنك ستقدم على إناس يهتمون بالمظاهر فاخلع ثيابك المرقعة وارتدي الجديد فانصاع لأمرهم وما هي إلا خطوات حتى توقف وقال : ردوا علي مرقعتي فقد أنكرت قلبي ، ودخل القدسَ عمرُ على حمار مرة هو يركب ومرة غلامه ولما رأه أهل القدس آمنوا وبعضهم قال لن نؤمن حتى نرى ما وجدنا في أناجيلنا من صفة فاتح القدس ستة عشر رقعة وحسبوها ووجدوها هكذا ...
الكلام يطول وأترككم مع هذا المشهد