عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-10-2009, 08:41 PM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي محاورة في صفة النساء وأحوالهن

مُحَاوَرَةٌ في صِفَةِ النِّسَاءِ وأحْوَالِهِنَّ
قال أ.د فيصل مفتاح الحداد سألني رفيق لي ـ وكان محباً للعربيّة يتشدَّق بها ـ ما قولك في النِّساء ؟ قلت خيراً . قال : حدثني بربِّك عنهن وعن صفاتهن عند العرب . قلت : أما وقد طرقت هذا الموضوع ، فإني أريد أن أعلِّمك طرفاً منه لا يُبْقي لك سؤالاً فيه لآخر ، فاسأل ما بدا لك . قال : حدثني عن العيون ، وقد أفاض الشُّعراء في ذكرها وأوصافها . قلت : أقولَ الشُّعراءِ تريد أم قول أهل العربية ؟ قال : بل قول أهل العربية . قلت : حسناً ، إذا اشتد بياض عيني المرأة وسوادها،واستدارت حدقتها ورقّت أجفانها ، وابيضّ ما حواليها فهي ( الحَوْراء ) فإذا عظم سواد عينيها واتسعتا وضخمت مقلتها وحسنت فهي ( العَيْناء ) وجمع الحَوراء : الحُور ، وجمع العَيْنَاء :العِين ،وفي القرآن يصف الله عز وجل نساء الجنة بالحُور العِين ، فقال عزَّ من قائل وحورٌ عِينٌٌ كأمثالِ اللؤلؤِ المكنونِ  فإذا اشتد سواد عينيها وبياضهما واتسعتا فهي ( الدَّعْجَاء ) فإذا كانت حادَّة النَّظر ، كبيرة العين في حسن ظاهر فهي ( الحَدْرَاء ) فإذا كانت واسعة العينين حسنتهما فهي (النَّجْلاء ) ولعلك تسمع عن الطعنة النَّجلاء لاتساع حجمها ، و ( البَّجَّاء ) للواسعة العين كذلك ، فإذا اشتد زرق عينيها فهي ( المَلْحَاء ) فإذا اشتدت حمرة عينيها واتسعتا فهي ( الجَحْمَاء ) والعرب تعبر عن حمرة العينين بقولها عن العين التي أشرب سوادها حمرة ( الشَّّهْلاء ) وكذا ( السَّجْرَاء ) أما التي أشرب بياضها حمرةً فهي ( الشَّكْلاء ) من الشََّكَل ، فإذا اخضرّت حدقتها فهي (الزَّرْقَاء ) فإذا طالت أهدابها فهي ( الهَدْباء ) فإذا كانت تكتحل فهي ( الكَحْلاء ) وإذا لم تكتحل فهي ( المَرْهَاء ) .
فقال صاحبي وقد نشط للحديث : هل كانت كل أوصاف العرب لعيني المرأة محمودة ؟ قلت : كلا ، فقد عرف العرب أوصافاً غير حميدة للعين ، وذلك بحسب أمراضها وظواهرها المختلفة . قال : فحدثني ما عندك من ذلك . قلت : إذا كانت حدقتا العينين غير متناسقتين ، فتبدو المرأة وكأنها تنظر إلى عرض أنفها فهي ( القَبْلاء ) وإذا كانت كأنَّها تنظر إلى حَجَاجِها فهي ( الحَوْلاء ) فإذا انشقَّ جفنها أو انقلب شفر عينها وتشنَّج فهي ( الشَّتْراء ) فإذا كانت ضريرة فهي ( الضَّرِيكة ) فإذا فسدت عينها فهي ( المُرَسَّعة ) وإذا أصابها العور فهي
( العَوْراء ) و ( البَخْقَاء ) وإذا كانت سيئة البصر فهي ( المَتْشَاء ) و ( الغَطْشَاء ) فإذا كانت لا تبصر ليلاً فهي ( العَشْواء ) أما الرَّجل فيقال له الأعشى . فصاح صاحبي قائلاً : لم أسأل عن الرِّجال بعد ، فعد إلى ما كنت فيه من ذلك الحديث قلت : حسناً ،إذا أصاب المرأة رمدٌ فهي ( الرَّمْداء ) وإذا أصابها عَمَش فهي ( العَمْشَاء ) والعَمَش سيلان الدَّمع ، مع ضعف العين حتى لا تكاد تبصر ، فإذا ضاق مؤخَّر العين وانضم جفناها كأنَّهما مخيطان فهي ( الحَوْصاء ) ومنه الأحوص ، لضيق عينيه ، فإذا ضاقت عيناها وصغرت خلقةً أو داءً فهي
( الخَوْصاء ) وقيل : الخَوْصاء التي تكون إحدى عينيها أصغر من الأخرى ، فإذا كانت ضيقة العين ضعيفة البصر ، كأنَّما تبصر ببعضها فهي ( الدَّوشَاء ) فإذا كانت كثيرةَ لحم العين غليظة الأجفان خِلْقَةً فهي ( اللّخصاء ) فإذا كانت جاحظة العينين فهي
( الجَهْراء ) إذا كانت ساكنةَ الطَّرف فهي ( السَّاجية ) فإذا كانت تبرق عيناها ولا تستقران من الإدارة فهي ( الرَّأْرَأَة ) فإذا كان يتردد بكاؤها في صدرها فهي
( العابِر ) و ( العَبْرى ) و ( العَبِرة ) فإذا كانت سريعةَ البكاء ، كثيرة دمع العين فهي ( الدَّمِعَة ) .
قال صاحبي : فاذكر لنا صفاتها من قبل حاجب العين . قلت : إذا طال حاجباها حتى التقى طرفاهما فهي ( القَرْنَاء ) وهي صفة غير محمودة في الحاجبين وعلى العكس من ذلك ( البَلْجَاء ) ، وهي التي لم يقترن حاجباها ، وهي صفةٌ مستحسنةٌ عند العرب ، فإذا حسُن مخطُّ حاجبيها من طولٍ ورقةٍ ودقةٍ وسبوغٍ إلى مؤخَّر الشَّعْر فهي ( الزَّجَّاء ) فإذا رقَّ حاجباها وقلَّ الشَّعر فيهما فهي ( الثَّطَّاء ) و ( الضَّرْطاء ) أيضاً ،فإذا كثر شعر حاجبيها وعينيها مع استرخاء وطول فهي ( الوَطْفَاء ) .
قال : فما تقول في الأنف وصفات المرأة من قِبَلِه ؟ قلت : إذا كانت المرأة قصيرة الأنف ، صغيرة الأرنبة فهي ( الذَّلْفَاء ) فإذا كانت أقصر أنفاً من ذلك فهي
( الخَنْسَاء ) و ( الكَرْزَم ) ، أما إذا كانت قصبة أنفها مرتفعة طويلة حسنة دقيقة من غير ما حدبٍ فهي ( الشَّمَّاء ) فإذا كانت طيبة ريح الأنف فهي ( الأنوف ) فإذا ارتفع وسط أنفها من طرفيه وارتفعت أرنبتُه ودقَّت فهي ( القَنْواء ) فإذا تطامن وسطُ أنفها فهي ( القَعْمَاء ) وإذا كان أنفها عريضاً تطامنت قصبته وانتشر منخراه فهي ( الفَطْسَاء ) و ( الخَثْمَاء ) فإذا كانت في مثل هذه الصفة غير أن شفتها قصرت وتقلَّصت فهي ( الكَزْمَاء ) فإذا خُرِم أنفها وانشق غضروف منخريه فبان فهي ( الخَرْمَاء) فإذا شرم أنفها فهي ( الشَّرْمَاء ) فإذا تورَّم أنفها من داء أصابه وتغيرت رائحته فهي ( الخَشْمَاء ) فإذا كانت خياشيم المرأة ساقطةً مسدودةً وتخرج كلامها من خياشيمها فهي ( الخَـنَّاء ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
وللموضوع بقية .
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس