الموضوع: بحر أكفه ..
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-03-2010, 07:39 PM
عصام الديك عصام الديك غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 16
افتراضي بحر أكفه ..


بحر أكفه ..
.............



إذا لمْ تأْتِ ليلى فابْتَغيها // بِجَنْبِك نَبْضَةً تَهْفو .. وَقيها

غِيابَك والْتَمِسْ عُذْرًا وأَمْرا // وبَحْرًا تَحْتَبيهِ ويَعْتَريها

وكُن فيها ومِنْها ما تَراءَتْ // بِفِضَّتِها وداريها وجيها

أُسافِرُ جُثَّةً وأَضيعُ روحًا // وقَلْبي في المَحافِلِ يَدَّعيها

وأَقْرَأُ في جُفونِ الخَلْقِ فَقْدي // وأَهْرُبُ مِنْ وُرودٍ لا تَعيها

وبَوْحي غَصَّةٌ في الريحِ تَدْوي // بِجَفْنٍ لا يَني ما لمْ تَفيها

أُشاطِرُ وَحْيَها أَحْلامَ نَوْمي // وآمالَ الصَّباحِ وأَرْتَجيها

وأَرْقُبُها اكتمالي حَيْثُ أَنِّي // رَهينُ مَحَبَّةٍ لَمْ تَخْفَ فيها

وأَكْتُبُ وَحْيَها وَالشِعْرُ يُمْلي // عَلى أَطْرافَ هالَتِها رَويها

وَتُمْطِرُ في عُمانَ وَكُنْتُ فيها // أُماطِرُ حيرَتي وَأَذوبُ فيها

وأُرْسِلُ باقٌتي بَوْحًا وَشَرْحًا // لِمَسْقَطَ إِذْ تُرادِفُ وافِديها

بِنَخْلٍ مَدَّ في الآفاقِ طَلْعًا // وَحِضْنٍ يَحْتَبي بالضَّيْفِ فيها

لها فينا قُطوفٌ لا تُدانى // وَعِزَّةُ مُعْصَرٍ بِحِمى أَبيها

وَحادي الرَكْب في ذِهْني مَلاكٌ // يُشاكِسُ رَوْعَةَ الشُطْآنِ تيها

وَتيهي في نَهاري مَحْضُ لَيْلٍ // إِذا ما ضِعْتُ فيهِ وَأَشْتَهيها

تَحِنُّ إِلَيْكِ نَفْسي لا أُغالي // بِعَيْنٍ لا تُكاذِبُ لافِتيها

وَطالَ البُعْدُ إِلَّا أَنَّّ روحي // تُراقِصُها كَأَنِّي مَنْ ذَويها

وَأَنِّي أَسْتَظِلُّ بِدِفْءِ مَلْكِ // عَزيزٍ عَزََّ عَرْشًا في بَنيها

بَناها قَلْعَةً في لُجِّ بَحْرٍ // وَبَحْرُ أَكُفِّهِ بَحْرٌ يَليها

عَلى هامِ الجِبالِ الشُمِّ تَرْسو // وَبِالأَرْواحِ يُفْدى مُعْتَليها

وَيَعْلو فِي المَقامِ وَما اٌسْتَكانَتْ // بِهِ هِمَمُ الرِجالِ وَقَدْ وَليها

عُمانُ وَقَدْ شَرِبْتُ بِمِلْءِ عَيْني // جُفونَ حَديقَةٍ شَفَةً بِفيها

بِلَوْنِ الراحِ وَالنََّفَحاتُ تَتْلو // كُؤوسَ النَّادِلاتِ لِمُدْرِكيها

أَدِرْ هذا المَساءَ السُكْرَ إِنِّي // إِلَيْها وَاٌمْتُزِجْتُ بِعاصِريها

شَمائِلُها عَلى الراحاتِ تَطْفو // وَبِالْجَفْنَيْنِ تَحْضُنُ واهِبِيها

وَتَصْحو فِي مَحافِلِها سُيوفٌ // وَتُغْمَدُ فِي أَوابِدِ حاسِديها

وَتَرْفو فِي انْكِسارِ الشَمسِ نَفْسٌ // وَعَيْنٌ ما غَفَتْ فِي ذاكِريها

وَقَدْ وافَيْتُ نَفْسي مَا اٌرْتَأَتْها // تَميمَةَ مُرْضِعٍ بِهَوى بَنِيها

بِشَوْقٍ زَمَّ قَلْبي مَا اٌحْتَباها // بِحُلْمِ نَخِيلِها بِالعَيْشِ فِيها

فَسَجِّلْ فِي رِحابِ الشِعْر بَوْحي // لِمَسْقَطَ إِذْ تُخامِرُ عالِقِيها

بِكَأْسِ نَبيذِها وَالمَوْجُ يَجْثو // عَلى شُطْآنِها وَلَهاً يَفِيها

بِأَنِّي فِي قَوافِلِ نَبْضِ قَلْبي // أَراها مُقْلَتَيَّ وَأَرْتَأِيها

عَلى قَوْلي تَفوقُ القَوْلَ مَعْنى // وَمَعْنى تَنْتَخِبْهُ وَأَنْتِخيها

مَرافِئَ لِلْهَوى ما عَزَّ قَوْلٌ // عَلَيْها فِي اٌنْثِيالِ الشِعْرِ فِيها

فِنيقٌ جالَ فِي الآفاقِ حَتَّى // بَنا صورًا هُنا لِهَوى بَنِيها

وَمَجْرى الحُبِّ فِي رَجَفاتِ قَلْبي // دَمٌ يُنْمِي العُروقَ بِمُنْتَمِيها

أَدِرْ هذا المَساءَ الخَمْرَ عَنِّي // فَإِنَّ الخَمْرَ لا تُعْفِي نَزِيها

وَلا تُمْلِي عَلى الهَمَساتِ فِينا // سِوى النِسْيانِ فَاتْرُكْنِي نَبِيها

أُحاوِلُ مَا اٌسْتَطَعْتُ العَيْشَ صَحْوًا // بِمَسْقَطَ مُذْ حَفِلْتُ بِقاطِنِيها

وَلا ذِكْرٌ عَلى ما فاتَ مِنِّي // كَأَكْنافٍ عَلا السُلْطانُ فِيها

وَلا يَعْلُو الهَوى إِلَّا بِقَلْبِي // وَقَلْبِي يَرْتَضِيهِ وَيَرْتَضِيها

عُروشَ مَحَبَّةٍ تُلْفى وَتُرْجى // وَسُقْيًا لِلْهَوى إِذْ يَصْطَفِيها

مَنارَةُ مُطْرِقٍ فِي الأُفْقِ يَرْعى // حَمائِمَ يَنْتَفِضْنَ وَيَنْتَقِيها

مَراسِيلا لِمَسْقَطَ فِي الأَمانِي // زَواجِلَ يَرْتَعِشْنَ لِمُلْهِمِيها

وَقَدْ عَزَّتْ عَلى غِرْبانِ عَصْري // كَما عَزَّ الهَوى فِي مُرْسِلِيها

أَدِرْ هذا المَساءَ السُكْرَ إِنِّي // أُزاوِلُ نَشْوَتِي فِي ناظِرِيها

وأنِّي قَدْ نَذَرْتُ العُمْرَ صَحْوا // وَتُغْرِقُنيِ الرُؤى إذْ أخْتَليها

عَروسَ شَواطِئٍ ماجَتْ وَمَدَّتْ // إليَّ وَقَدْْ أنِسْتُ بِساكِنيها

عَلَيَّ لَها بِما تُمْلي القَوافي // وَلي فيها الجُفونُ لِنائِليها

وَأَخْتَصِرُ المَعاجِمَ في هَواها // بِعَوْدٍ وَاكْتَفَيْتُ بِحاضِريها

إذا لَمْ تَأْتِ مَسْقَطَ فابْتَغيها // بِحُلْمِكَ مَسْقَطا لِلرَأْسِ فيها




..................

عصام الديك - فلسطين


التعديل الأخير تم بواسطة عصام الديك ; 07-04-2010 الساعة 11:41 AM
رد مع اقتباس