[يزيد فاضلي]

...مما لا شك فيه-أختي الكريمة الفاضلة أم أفنان-أننا إذا تجاوزنا التعريف اللغوي للفظة ( التربية ) التي صيغتْ كمشتقٍّ من أصل : الرَّبْي،ومعناه : النماء والزيادة..ما من شكٍّ أن دِلالتَها الاصطلاحية تشمَلُ في ما تشمَلهُ ؛ ذلكَ المنهج القويم الذي يُوجهُ الفطرة والجبلة السوية إلى سبيلٍ متوازنٍ من الاعتدال في السلوك-قولاً وفعلاً-لتظهَرَ النفسُ البشرية معها في النهاية على أجمل صورةٍ وأكمل وجهٍ يُمكنُ للإنسانيةِ أن ترقى إليها وتصل...

ولما كان الإسلامُ-ولله الحمد-منهَجاً ربانيًّا متكاملاً فإن إسقاطاته التربوية في تنشئةِ النفس على كمالاتِ المُثل العليا والمبادئ الرفيعةِ السامية لا تكادُ تخفى على أحدٍ ممن يَدينون بهذا الدين العظيم أو ممن سَنحتْ لهم فرصة دراسة منهجه النوراني الرباني القويم من مفكرينا وعلمائنا وحتى من أولئكَ الذين لمسنا فيهم مَسحة إنصافٍ من مستشرقي الغرب ومفكريه...

إن الإسلامَ-أختي الكريمة-قامَ يوم أن قامَ في شرائعه وشعائره على العباداتِ والمعاملات،ويستحيلُ-في منهجه-أن يَحدُثَ فِصامٌ بين التربية وهذا الدين في منهجه النظري والتطبيقي أبداً...

ـ جزى اللهُ أستاذتـَنا الكبيرة المُفكرة الإسلامية القديرة السورية الدكتورة نوال يمان السباعي عن تلكَ النفحاتِ الربانية التي فتحَ الله بها عليها في كتابها الرقيق الشجي المليء أفراحاً وجراحاً ( الراقصون على جراحنا ) والذي نقلتْ فيه خلاصة تجاربها الشخصية كمربيةٍ وداعيةٍ يومَ كانتْ تعيشُ في بلدها سورية وقبل أن تضطر للتهجير في مَنْ هجَّرهم النظام البعثي العام 1980 للميلاد...

وجزاكِ اللهُ-أنتِ أيضاً-خيراً أختي على نقل هذه الومضة التربوية الجامعة المانعة...

في مجالاتِ البحوث والدراساتِ التربوية الإسلامية الجادة،كثيرون ولله الحمد من مفكرينا المعاصرين الكبار الذين أفادونا بها..من بيْن تلك الدراسات الراسخة أنصح دائماً بقراءة كتاب ( منهج التربية في الإسلام )-ويقع في جزأيْن-للمفكر الإسلامي الكبير الأستاذ محمد قطب حفظه الله وأمدَّ في عُمُره..ففيه من الخطوط العريضة لهذا المنهج التربوي الفريد المتميز ما يُغني كلَّ باحثٍ تربوي في الدراسات الإسلامية ذاتِ الصلة...

وشكراً لكل مَن أدلى وأفاض...