الموضوع: فراشات حبّ
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-06-2011, 11:58 AM
الصورة الرمزية داود السريري
داود السريري داود السريري غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: الجنّة
المشاركات: 33
افتراضي فراشات حبّ



( فراشات حبّ )

كلّما جاءت بعرشِها ،
على ظهر سحابه .
لتحمل البياض إليه ،
النصّ المغرق في الجمال ،
القمر المعلٍّق انتظاره على بابه .
عانقه نجم بلهفة :
( مرّت من أمامي ..
ما كان وجهاً
ما رأيتُ
بل شمس صباح
العطر بها
قد فاح ) ..
ممالك بهاء ،
ليس وقت يدري ..
إذ يهطل عليه مطر العشق - من صوتها - عن وقت .


****


يترقرق مطراً ،
إن طوّفت عينيها في مقامه ،
ويلمحها - أيَّنما حلّ - قربه ..
وتتجلَّى في منامه .
هي للحُسن مليكة ،
لو أنّ للحُسن فم ، لشهد بذلك ..
سيوف ألحاظها ،
ملأى بدمائه .
وإن زارت أمواجه ..
رمل شطآنها ،
تبلَلتْ صخور
لفّها ، بياض مائه .


****



هي التي نقّحتْ نصّ الجمالِ على هذه الأرض ..
لم تترك خطوة عليها
إلّا وصارت في صفحة الأيام ، نثرا .

هي سرّ البنفسج ،
يتأمله كعاشق ..
يكتشف للمرّة الأولى ،
مفتتح الأشياء
كشاعر ..
استدعى من عمق حبره ،
خياله .

ما جرتْ قطرة ماء في نهر .
أو نقرتْ حبة مطر على الأرضِ ،
إلّا فَزِع متلهفاً ..
يحسبها رسالة .

هي كلّ الأشياء ..
التي إن عانقتها ،
صارت حياة
نجوماً
سماءً
طيراً
ونهرا .

إليها ،
تحمل النّساء اللواتي لم يقطِعنَ أيديهُنّ إكليل بنفسج،
يبتهلنَ ..
بأناشيد بياض الروح ،
يوقدنَ شموع العُرْس .. في الغرفة ،
يحملْنَ من عطرِها ، وروداً مزهرة .
يفتحنَ حفل العرس ،
يُرْخيْنَ سِتارَ الظلمة ..
يبدأْنَ النشيد
/ نصّ الهطول
ترانيم وهج
أسرار خصب
أصداء غِنْاء .
يفرشنَ المكان لها بلّورا ً.. وكنوز انتظار ،
يُرْتلِّنَ حكايات جداتها
ليلى ..
عزّة ..
بثينة ..
اللواتي رأيْنَ بها في وجوههِنّ الغسق ولونِ عِشْقهِنّ الذي مِن لَيْلَكٍ وبنفسج ..
يأخُذْنَ عينيها ،
إلى عُطلة كُحْلٍ ذوّب حضوره بِليل انتظارها ،
إلى بياض عشقها ،
إلى صبح قد حُفّ على وجههَا .


****


حين غَفت الأرض ،
كانا يرتديان قُمْصان عشقِهمَا .
كانتِ الأرواح تحلِّق بأجنحة بياضهمَا .
دفء ..
بياض ..
عشق ..
كلّ هذا الكون .
حين أمضتِ اللّيل .. معه .
لم تمسّسهُمَا خطيئة
صار كلّ منهما مشتاقاً للآخر
والآخر .. معه .
__________________



(الحريّة ليستْ في أنْ نتخلّى عنْ ما ننال.الحريّة في أنْ نتخلّى عنْ ما نحبّ
) رواية ( لون اللعنة ) لِ الرّوائي الليبي ( إبراهيم الكُوني )


(حمار بين الأغاني) مثل إيطالي
عنوان رواية اليمني ( وجدي الأهدل )
رد مع اقتباس