عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-11-2016, 10:02 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي نقاش في القيم والفضائل





نقاش في القيم والفضائل

الإيمان بالله تعالى أعظم القيّم وأصلها ومنبعها وقاعِدتها، والتخلّق بالأخلاق الكريمة مطلب شرعي في حدِّ ذاته، ونشرها والتعامل بها هدف الرسالات السموات قاطبة، ولا يمكن الالتزام بمبادئ الفضيلة إلاّ بطاعة الله عزّ وجل واتّباع رسله والتقيّد بتشريعاته أوّلا. ومتى ما تحقّق الاستسلام لله تعالى واستقرّ الاعتقاد بقدرته سبحانه وتعالى على كل شيءٍ في قلب الإنسان دفعه ذلك إلى السعي والعمل على اكتساب الأخلاق الفاضلة التي تقرّبه من الله سبحانه وتعالى زلفى وتحبّبه إليه، وتشعره بالخوف من عواقب الشِرك والكفر والفسوق والعصيان. وقد بيّن الله سبحانه وتعالى مبادئ السلوك المرغوبة والمطلوبة، وعرف الناس ما يعارضها ويضادّها ويناقضها عن طريق الوحي. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا * فأمّا الذين آمنوا باللهِ واعتصموا بهِ فَسَيُدخلُهُم في رَحمةٍ منه وفضلٍ ويَهدِيهِم إليهِ صِرَاطا مُستَقِيما*} سورة النساء.
وبعث سبحانه وتعالى الرسل يعلّمون الناس تلك القيم الفاضلة، فاصبح طريق الاختيار بين الحقّ والباطل واضحا بيّنا. إنّ حرص المجتمع الدائم على التقيّد بمبادئ الفضيلة، وترسيخ معانيها وميزاتها في وجدان الأفراد منذ نعومة اظافرهم، وحثهمّ على ترويض النفس على الاستقامة والبّرِّ، وتعليمهم التخلُّق بالأخلاق الحسنة بالقدوة والتلقين والتحفيز على فعل الخير، ومعالجة الشذوذ الأخلاقي وقت ظهوره، لا بدّ أن ينجح إن شاء الله في تربية مواطنٍ على درجة رفيعة من الأخلاق الحسنة والخصال المحمودة، زكيّ الروح طيّب النفس سامي على التفكير الشخصي الأناني، جزء أصيل من مجتمع فاضل، يشعر بما يشعر به الآخرون، من تطلّعات وأحلام وآلام وأحزان ومسرّات وافراح، ينتمي إلى جميع الناس بمشاعره وأفكاره ونهجه. لديه الطاقة النفسية والاستعداد التّام لتقديم ما يلزم لخدمة مجتمعه طواعية وبكل سرور وتواضع. وطبيعيا أن تتحقّق مقاصد الشريعة الإلاهية من حفظ دين وأنفس وأموال وحقوق واعراضٍ، مع سلامة العقول من التخبّط والقلوب من الزيغ، والنفوس من الحيرة والغربة، يواكب ذلك الرقي الأخلاقي تقدّم علمي وعمراني ورخاء وسعة وعافية. فالاخلاق الحميدة هي ثمرة الصلة القويّة بالله عز وجل، فإنّه إذا التزم بها الفرد والمجتمع تؤدي إلى تقوى الله أي مراقبته في الظاهر والباطن مراقبة تفضي إلى استقباح كل سلوك يمسّ تلك الصلة بسوء، وفي نفس الوقت تفعّل الرّغبة في فعل كل ما يقوِّي الصلة بالله تعالى، وهذه العلاقة السامية التي ينقاد فيها الإنسان لربه طائعا مختارا مستشعرا خشيته طامعا في رحمته تمنحه الشعور التّام بالطمأنينة والرضا والانتماء، فهو مستند ولاجئ إلى خالق الكون ورازقه وحافظه، المهيمن على كل شيء والقادر على كل شيء، ومالك كل شيء، الذي لا ينازعه أحد ولا يماثله، وإنّما الفرد لبنة المجتمع الأولى، وعندما تكون جميع اللبنات بهذه المواصفات فلا بدّ أن يكون المجتمع راقيا وأهدافه سامية. إنّ القيم الأخلاقية ضرورة ملّحة لتحسين العلاقة بين الإنسان وربّه أوّلا، وبينه وبين نفسه ثانيا، وبينه وبين مجتمعه واخوته في الانسانية ثالثا، وبالقيم الاخلاقية المحمودة يمكن تنظيم وتطهير وحماية وصيانة القيم الأخرى ثقافية اقتصادية سياسية ...

إنّ الفضائل هي الثمار الحتميّة الناتجة عن التحلّي بالقيم والآخلاق الحسنة
وتعرّف الفضائل لغويا بأنّها:
ـ الفضيلة هي كل شيء حسن أي عكس الرذيلة.
ـ الفضل: ابتداء إحسان بلا عِلّة
والفضيلة في علم الأخلاق:
ـ عكس النقيصة وخلاف الرذيلة
وهي الاستعداد الدائم لسلوك طريق الخير، أو مطابقة الأفعال الإرادية للقانون
الأخلاقي، أو مجموع قواعد السلوك المعترف بقيمتها، فالغاية القصوى للفعل
الأخلاقي هي كتساب الفضيلة على أنّها طريق لنيل
صفات الحكمة والسعادة والعفّة والعدل.

والآن أيها القارئ الكريم
أيتها القارئة المباركة
ما الفضائل التي ترى أنّها قد اختفت من حياتنا في وقتنا الراهن؟
وما الذي اقصاها من قاموسنا الأخلاقي؟
وكيف نستعيدها ونفعّل جمالياتها في سلوكنا؟

تشرّفني مشاركاتكم






التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 19-11-2016 الساعة 10:05 PM
رد مع اقتباس