عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 14-12-2010, 08:06 AM
الصورة الرمزية ابومعاوية
ابومعاوية ابومعاوية غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: صلاله - عُمان
المشاركات: 62
افتراضي



اخي المكرم مصطفى،،

صراحة أنت رجل ما فيك حيلة،، كلامكم موزون وأسلوبك قمة في التواضع رغم علو كعب صدق التعبير عن مشاعرك،،
سأصدقكم التصريح بقول لم اشاء التفصيل فيه مسبقاً،،
أقسم بالله أنا لا أعرف كيف تمكنتم من صياغة موضوع يناقش أمر حساس كهذا بحيث وفقكم الله إلى جعله كالسهل الممتنع،، مقالكم مهما غُربل يصعب تخطيئكم في ضبط صياغته،،
كلا لم تعمموا،، بل وحتى فقرة المقدمة التى وكأنها اصبحت هي الموضوع المناقش (وليس ذلك ما ترغبون) لهي خير دليل على انكم لم تعمموا،، والحمد لله تم الإتفاق على ورود فئة أو مجموعة (متهمة) ببيع القصائد في مقدمة مقالكم،، وهي غير الفئة الأخرى (المتهمة) بالمحاباة رغبة في الشهرة أو الظهورعلى حساب المبادئ،،
ولأنكم إستخدمتم لفظ (وفي المقابل ... إلخ) إتضح وجود فرقة أخرى مقابلة للسابقة،، بمعنى ليس كل الشعراء ممن يبيع القصائد وليس كل الشعراء ممن (يتملق) للظهور على حساب مبادئه،،
ولأنه يعلم بالضرورة وجود شعراء على إستقامة،، وقد أكدتم في ردودكم على إتفاقكم بوجود الخير مقابل الشر ولا حاجة للتكرار هنا،، لذلك سبق وقلنا أن مقالكم بالمجمل خالي من التعميم،،
نعم سيدي الفاضل قد بيّنتم لمن إستفسر عن هدف المقال بانكم إنما توجهون النصح والتوبيخ لتلك الفئة (المتهمة) بالنكول عن مبادئها،،
نعم سيدي الفاضل لقد ذكرتم أن الموضوع لم يطرح للنقاش وإنما هو رسالة لمن يهمه الأمر وأنا منهم (إن تحرّج البعض من حقيقة عدم وجود الكمال والعصمة في البشر)،،
نعم سيدي الفاضل لقد قلتم في تعقيبكم على الردود إنما كان إيراد فئة أصحاب بيع القصائد كمقدمة وليس هو لب الموضوع وانكم لا تريدون صرف المقال عن موضوعه الأساس،،
نعم سيدي الفاضل أنتم لم تستخدموا لفظ (ظاهرة) أبدا لا في المقال ولا في ردودكم،، ومن حق أي شخص أن يطلق مسميات أو أحكام وهو يتحمل مسؤلية كلامه ولكن لا يحق لنا أن نقوّلكم ما لم تقولوا،،
وللعلم أنا من المعجبين بإسلوب الأستاذ أنور البلال لأن طرحه دائماً عميق جداً في المعنى رغم إختياره للإختصار (إنه رجل المختصر المفيد) وأتفق معه من باب أن الأمر وارد بالضرورة ولا أدعي علمي بوقوع الحدث،، وأيضاً للحقيقة وليس مجاملةً أنا من عشاق كلمات وأشعار كل من تداخل في هذا الموضوع واخص بالذكر الأستاذ الأديب محمد الطويل وشاعرة أصالة البادية السولعية،، وأنا إنما أسهب في المقال بغية البيان لقاعدة عامة الجماهير التي أنتمي إليها،،

والآن،، إذا كان الشعر من الأدب فما هو الأدب؟؟؟،، سؤال للتأمل،،
وهل فرسان الكلمة هم من أجاد صياغة المفردات فقط؟؟ أم من صدق المعاني في حسن صياغتها؟؟ تساؤلات للتأمل،،

القرآن بليغٌ جداً وهو الكمال في الأدب والمعاني،، لم يقل وأنهم يقولون ما لم يفعلون،، ولم يقل أنهم يقولون ما يظنون أنهم سيفعلون،، قال تعالى (وأنهم يقولون ما لا يفعلون)،،

شئ من بعض،،
إن قال رجل شعراً بانه مستعد ان يخاطر بحياته لأنقاذ حياة شخص آخر فهل نعتبره في قمة الأدب والشجاعة والفروسية؟؟ علماً بأنه إنما يقدم زعماً لا نملك إلا حسن ظننا به كدليل على صدقه،،
ماذا لو كان ذاك الشاعر قد فعلها ووثق له ذلك كتابيا وأكثر من مرة،، لا وبل كرم على ذلك وله وسام يشهد له،، فهل يكفي ذلك بأن نقول أنه سيكرر فعله وانه يقول ما يفعل؟؟؟

إن قال شاعر أنه سيقف على منبر ليخطب مرتجلاً في جمع إقتتلوا وتجاوزوا حرمة المكان والرتب والمناصب واراقوا الدماء،، فيسمعهم قول يوقف الفتنة التي وقعوا فيها واضعاً نفسه أمام إحتمال الأذى بعد أن كسروا اصابع يده وهو يدافع عن ممثل الدولة و أناس لا يعرفهم،، فهل سنعتبر ذلك الرجل خطيباً واديباً؟؟ وماذا لو أنه بالفعل قد فعل ذلك وجمع الناس على كلمة سواء بحسن العبارة في ذلك المشهد،، و وُثّق له ذلك وكرم؟؟ هل نظمن أنه سيركب نفس المركب الطيب مرة أخرى؟؟

إن قام شاعر بالدفاع عن كرامة بلده ورموزها تحت تهديد رجال أمن دولة أخرى ولم يبالي بالترهيب والترويع وشهدت على فعله وثائق السفارة والخارجية ثم قال شعراً في ذلك،، فهل نصدق أنه سيوفق إلى الثبات على نفس المبادئ في تجربة مشابهة في المستقبل؟؟؟

ذلك الرجل إنما يخبر شعره عن مواقف وقعت في الماضي ولا يملك ضمان المستقبل فلا أحد معصوم عن الخطأ ولا أحد يظمن الثبات على الحق دائما،، فكيف له كشاعر ان يقول ما يفعل؟؟،، هذه هي عظمة بلاغة القران،، كيف تحاول الإلتزام بقول ما تفعل ليس ما فعلت أو ما تظن أنك ستفعل؟؟ هذه عظمة مسؤلية الكلمة عند الأديب أو الشاعر،، فتأمل العبئ الذي تحمل كأديب بحيث تستطيع أن تكون صادقاً بأدبك وكلمتك،، وهل تستطيع أن تقول ما تفعل؟؟؟

أخي مصطفى إن كان مثل ذلك الرجل (الشاعر إن صح التعبير) تقبل منه رسالة فإني سمعته يقول عن مقالكم بأنه مقال محترم وعظيم الأدب في الطرح وأنه معني مباشرة به،، وهو وبكل تواضع سيسعى في محاولة التعلم من معانيه الصادقة ويتشرف بقرائة هكذا طرح محسوب الأبعاد والألفاظ من شأنه أن يذكرنا جميعاً وإن إختلفنا معك بأن هناك من قيظه الله لتذكيرنا أنه لا يصح إلا الصحيح،، وجميعنا نخطئ ونصيب والكمال لله،،

نسأل الله العافية والثبات،،

أخوكم دوم ابومعاوية،،

__________________

حرفٍ بصوتي وإحساسي == كلّي مشاعر اناشيده
علّ و عسى خاطرك ناسي == قلبي يضمّك مقاصيده
رد مع اقتباس