[رحيق الكلمات]

طرق الباب كثيرا......... ليس هناك من مجيب أدخل يده في جيبه ... استخرج مفتاح البيت حاول جاهدا
فتح الباب... لكنه عصي هذه المرة... قرّب المفتاح من ناظريه!!!
ركز قليلا( انه مفتاح بيت أمي) تأمله قليلا ثم أعاده الى جيبه تمتم وهو يهز رأسه ويزم شفتاه حسرة
( منذ متى لم تزرها ياحمد... استغفر الله العظيم) استخرج مفتاحه الآخر دخل البيت كالعادة هي على الهاتف........... ياترى لمن تثرثرين يازوجتي العزيزة هذه المرة؟
قبل ان يرمي بجسده المثقل على الكرسي تناهى لسمعه تكرار اسم والدته ونبرات زوجته الضاحكه
اقترب من باب غرفته قليلا ... أرهف السمع ... ماكان التنصت عادة له ولكن الفضول حمله هذه المرة... استمع كثيرا... أكثر مما توقع.... لم يحتمل .... فتح الباب... سحب سلك الهاتف بقوة
ولم يترك مجالا هذه المرة ليسمع أكثر...... وفي طريق العودة كان وحيدا .... وبلا قلب
قد قالها والدمع عنوان الأنين
ألست أنت القاتلة؟؟؟
ماذا بقى كي تنكرين؟
تلك الدموع عرفتها
دمع التماسيح اللعين
هيا اتركيني وارحلي
فلقد عرفتك تكذبين
وأنا الذي من فرط جهلي
فرطت في العقد الثمين
وتركتها ثكلى تنوح
وذهبت حيث ستسعدين
قلتِ كلاما قاسيا
قلتِ لها: لا تفهمين!
وغدوت مثلك أحمقا
شاركت فيما تصنعين
وكم رسمت بقلبها
جرحا يهز العاقلين
حتى سمعتك مرةً
بكل كيدك تفخرين
شيطانةَ من صنفك
كنتِ لها تستعرضين
قد صار خاتمنا المطيع
قلتِ لها: كي تضحكين
أواه كنت مغفلا
بعت بجهلي كل دين
ومشيت خلفك مغمضا
فيدارفيما تطلبين
بأتانهِ متولها
يرجو السعادة كل حين
أواه ياكنز الهوى
أماه يافخر السنين
تشرب عيوني دمعها
خجلى من الفعل المشين
قد عدت أبكي ساجدا
للرب أدعو لتغفرين
أماه إني هالكُ
قولي: عفوت لأستكين
ضمي لحضنك عاصيا
قد عاد يحبو أتقبلين!


رحيق الكلمات


فيدار: حمار
أتان: انثى الحمار