[الفرحان بوعزة]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أفنان الرطيبيه

طاف به الزورق لجزيرة صغيرة في ذاك البحر الواسع يترقب الغروب بين لحظة وأخرى وها هو الزورق يرسو . نزل وداس بقدميه المنتعله رمال الجزيرة
يقلب عينيه هنا وهناك ينظر وينظر ولكن لا احد
أخذ يبني قلعة من الرمال ولكن دمرتها الامواج
نظر إليها وإلى بقايا قلعة رملية محتها الامواج وساوت بها الرمال
أراد ان يكتشف الجزيزة
وجد في عقرها ...دمى
دمى مدفونه
حاول ان يفهم لكنه لم يستطع
وبحث في ذاكرته عن حلم ضائع
لم يجد إلا حقيقة كامنه ترجمتها الايام في هذه الجزيزة
وأمسك بحفنة رمل .... ورماها
تناثر الرمل في الهواء وشع نور وهاج واهتزت ارض الجزيزة
وتسلل ماء البحر رويدا رويدا من تحت قدمية
أراد الصراخ .. لم يستطع فتح فمه
حتى دفن مع الجزيرة في قاع البحر

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
الأخت الفاضلة والمبدعة المتميزة .. أم أفنان ..تحية طيبة ..
ما أراه في هذا النص الجميل أن هذا البطل / الإنسان يروم إلى إيجاد معنى لوجوده خارج مجتمعه ،بحث وانتظر من الجزيرة برمالها المتنقلة وأمواجها الدائمة الحركة أن تمده بحقيقة وجوده وكيانه . فحاول أن ينتزع الحقيقة بنفسه لما بنى قلعة من الرمال عسى أن يصل إلى فهم يريحه ..فوجد أن عالم الجزيرة أكبر من عقله ،والواقع أن تلك الدمى التي وجدها ما هي إلا دليل على حياة بدائية سابقة في الجزيرة أو من يصل إليها يموت لأنها غير قابلة للعيش ..
بطل نصب نفسه فناناً فأراد أن يجسد عالماً فريداً خاصاً به يلبي رغباته وطموحاته في هذه الجزيرة ، فبنى قلعة من الرمال المستخرجة من ماء البحر مما يدل على عجزه وهشاشة تفكير عقله ،فخرج من الواقع إلى الوهم والتخيل كنوع من إجلاء الحيرة عن نفسه فسقط في حلم ضائع كان نائماً في ذاكرته .فتلاشى طموحه ورغبته في تجديد الحياة والهروب من قدره ، وفي النهاية أدرك حقيقة الموت وهو لاحق له في أي مكان ..
نص جميل حلقت بنا الساردة خارج النسق الاجتماعي عن طريق رؤيتها الخاصة للحياة ،رؤية جسدتها في بطل يحاول أن يخترق واقعه فلم يفلح فلجأ إلى الحلم الذي أضاعه في جزيرة مجهولة ..
جميل ما كتبت وأبدعت أختي أم أفنان ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..