[أبو المؤيد]

عندما تتبعثر الحقيقة بين أفواه الجهالة، وتنصهر في الخبث والكيد وأفعال الرذالة، عندها لا يكون للحقيقة معنى إلا الطمس تحت مسمى الثقافة والإبداع وحب الزمالة، وتتالى الأيام لتكشف لنا من أصحاب الحق ومن يعيشون كالضباع متطفلين على الجيف والزبالة، فليراجعوا أنفسهم وليؤنبوها قبل أن يصابوا بالجنون والهبالة، وليتركوا ألقاب العفة والنبالة، فأنهم ليسوا بأسياد والحقيقة ظاهرةً لا محالة.

نعيش بعالم تحصن بازدواجية الديمقراطية، ينصر الظالم على المظلوم، ويجرم كل أشكال الحرية، عالم تتربص به الفتن والمحن ورواد العنجهية، نحن لسنا أصحاب المثل العلياء، وأيضاً لسنا من دعاة الانحطاط المتمكن في قلوب الأقلية، نحن أبناء وطن عاهدناه على الرقي به على عتبات المجد العلية، حفرنا أسمه على صفحة القلب الندية، في يوم ما رددنا نشيد: {يا حي يا قيوم أحفظ لنا عُمان.. أبية تدوم وبالعلا تزان} وأقسمنا الولاء لها ولسلطانها ولشعبها، أقسمنا أن نسعى لسموها ورفعتها قبل حمايتها، ليأتي يوم نتهم فيه بالخيانة!!!، أبالنقاش والحوار أصبحنا خونة؟!، ألاننا نريد الإفادة والاستفادة أصبحنا خبثاء؟!، أهكذا وبكل برود وضعنا في قائمة المغضوب عليهم؟!، ماذا نفعل كي نثبت وطنيتنا؟، أنهلل ونصفق ونستمع وكأننا غاوون!، أو نمشي على غير هدى كالعميان الضالون!، أننا أصحاب مبادئ، ولأجلها نحن متحمسون، لأجل عزة عُماننا ورفعتها نحن منتشون، ندور في فلكها هائمون، لن تحدنا الحدود ولا السدود، لن تحبطنا الثرثرات ولا القيود، لأننا نكتب وبكل فخر من منابر الوطن إلى قلوب أبناء الوطن.

وأخيراً: أنتم يا من تدورون في فلك غير فلكنا، وتمزجون بين الخبث وكتاباتنا، رغم ذالك أيدينا ممدودة لكم لتبقوا فنحن نتمنى بقائكم، فأنتم مشعل من المشاعل الثقافية وركن من الأركان الأدبية، فأن قررتم الرحيل فالخيار لكم، لكن لا تنسوا أن تحملوا معكم { أحلامكم.. شيمكم.. أنقراعتكم } فهي ظلال، والظلال بدون أصحابها لا تساوي شيء، وليكن معلومً لديكم أننا أصحاب حق وأصحاب الحق لا يعبهون.

دمتم بخير.