[رحيق الكلمات]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خميس العلوي

الشخصيات
هو :غارق في بحر الظلمات حيث لا قرار
هي : قمر ونسمة ساحرة في ربوع الحياة
التاريخ: في منتصف شهور الميلاد
المكان: مع القمر في كل أرجاء الحياه
هو ينظر إلى القمر البعيد في أعالي السماء
بجماله ونوره ويطلق زفرة من ثنايا صدره
تخترق أضلعه بحروف بيضاء
هل صحيح أنَّ هناك أقمار بين البشر؟
تسعد بهم الأرواح والعقول ؟
تنتظرهم الحياة بشغف وجنون؟
فأين هي تلك الأقمار من الحياة؟
يواصل النظر إلى القمر فيري نفسه أمام نورٍ سطع فجأة من بعيد
التهبت معه الحواس وتزايدت معه خفقات الروح
يقترب رويدا رويدا
أنت أيها البشري! ...
كان يسمع صوتا, وتنتفض روحه لسحر الصوت المسموع
فينتبه ليري أمامه روحا تبتسم وكيانا يشرق بالفرحة والحياة
يطلق النظر إلى عينيه لتأسره العيون
فينكِّس رأسه احتراما لعيون إخترقت أوصاله
وصوت بعثر كيانه وروحا أدفئته بوهج الإبتسامة الساحرة المميزة
وهو يسأل في ذهول : هل أنتي إنسية؟
أم قمرا من رِحاب السماء أشرقت به أرض البشر؟
أم أنّكِ قمرا آخرا بكل ما فيه من سحر وجمال وعذوبة ورقة وكيان؟
نظرت إليه بإبتسامة غامضة أرتعدت لها أوصاله
وأهتز لسحر الابتسامة ورقتها وجوده و كيانه
و كأنها تقول له : أنا هنا في أرض البشر, لست ملاكا ولا قمرا.
و إنما بشرا عاديا كباقي البشر
لكن هيهات أن يصدق ذلك و لسان حاله يقول :
البشر غير قادرين على إختراق الضلوع
البشر غير قادرين على إزالة الظلام وتمزيق ستائره
ليس البشر بهكذا كيان :
مشرق
ساحر
دافىء
ذو عقل متفتح
وروح خيرة, و طفولة بريئة
وعزيمة تصنع من الأحلام حقيقة
ثم ينظر إليها ويقول : لو كان للحياة نبض كباقي البشر
لكنتي أنتي نبضها المتدفق الحاني!
والليل الذي يهب الحياة حياتها ووجودها!
ولو كانت الحياة تتنفس لكنتِ أنتِ رحيق تنفسها وكيانه
ولو كانت الحياة بشرا لغرقت تحت جمال قدميك وسحر كيانك إلى الأبد.
أنتِ هناء للبشرعذابا
و للقلوب شقاء
فكل قلب بشري سيعشق وجودك
وسيحلم بكيانك
يرافقه إلى ما لا نهاية
وسيرسم لك صورة سحرية تخلدها الحياة بلا زوال.
أنتِ لستِ من البشر بكل تأكيد
فحروفك دواء
ونظرة عينيكِ جنان السماء
فانتِ قمر الأرض والكون وكل السموات.
إستعذب الغرق في حضن القمر الذي ينبض كل ما فيه
ليعيش السعادة وسحر الفرح لثواني تتجدد معها حياته
وتسعد أيامه وكل ما فيها من ساعات ودقائق و ثواني
ليكتشف أخيرا أنه بشرا قد عاد إلى الحياة على يد القمر
الذي ترك مباهج الأكوان ليشرق له في لحظة سحرية خالدة
وفي أعماق أعماقه كان يعلم بأنه سيكون البشري النبراس المنير
و أن الحياة يشرق لها وبها قمرا واحد فقط
استوطنها منذ أمد عتيد وسيظل كذلك إلى الأبد
غارق هو في نور سرمدي يشرق من روح القمر
ومن عينيه و من كيانه وذاته و من جنونه
وبألوانه الساحرة المجددة لكل لوحات الرسم والفن
منذ قديم الازل وحتى الان.
غارق هو في عشق القمر الذي و بلمسه من أصابع يديه
تتحول النسمات إلى سيمفونيات خالدة
و يتحول عبير الهواء إلى قطرات شذى منعشة
أريجها العطر و والمسك والعنبر
و يظل غارقا هو في كيان ليس ككيان البشر
وفي سحر ليس بسحر البشر
ويجري خلف نور ليس من أنوار البشر
بل كيان لا يوجد مثيله في البشر
ولوحة لا تجرؤ الفرشاة على رسم ملامحها
مهما بلغت عبقرية الرسّامين
إنها نسمة هواء تدغدغ الأرواح وتلهب المشاعر
كبركان على وشك الإنفجار
فيقذف أجمل الحمم وأرقها وأكثرها سحرا وعذوبة
عندما تلتقطها أرواح البشر يمكنها أن تعيش الحياة.
غارق هو في لحن سومري قديم
تجعل الروح ظامئة له فيبحث عنها في تغاريد العصافير
وبين الحان النوارس
و وسط سيمفونيات الكناري
وخلال مووايل الكروانات على ضفاف الشجر.
غارق هو في هي إلى حد الثمالة ولسان حاله يردد :
أيها القمر... سأتبعك إلى ما وراء المجرات
لعلني أحظى بسحرك
أو فلأغرق فيك سكرا وجنونا لا شفاء منه الى نهاية الأجل.
إنه يتنفس القمر
ينبض بالقمر
يعيش بكل مدارات القمر
هي القمر ولا قمر الا هي
وهي النبض ولا تنبض الحياة إلابها ولها
لا يريد الإستيقاظ من أجل الحياة
بل يستقيظ ليدفن مرة أخرى في حضن القمر

نص شفاف جدا
امتزجت فيه حداثة القصة بجودة الخاطرة الماثلة بحوار متميز
اعتمد على التصاوير البديعة المائلة للرومانسية الجذابه
مصورا فيها روح الحبيبة بقمر جميل
معتمدا بذلك على تراث غالبية الأدباء الذين يرون في القمر رمز الجمال والنقاء
سعدت بإثراء مخيلتي
بكل هذا الجمال
تحيتي لك اخي الفاضل