السلام عليكم ..
هو
أبو بكر أحمد بن سعيد الخرصي ، ولد في قرية (ستال) من وادي بني خروص التي أخرجت من رجال
الدين و أهل العلم و الأدب في الوادي المعروف بوادي بني خروص . و ل الشاعر ونشأ و ترعرع و تعلم
علوم الدين و مبادئ العربية وعلى كل حال فإن طالب العلم هذه الآونة أينما توجه أردك بغيته فوجد
المعلم و المرشد و المؤدب و هذا غال أحوال عمان في تلك العهود ويكاد الجندي و العامل ومن دونه
يصلحون أن يكونوا مدرسين لانتشار العلم بينهم ، و لانشغالهم به و العربي بطبعه يقول الشعر لأنه في
و عيه و ذوقه ومما تقذف به نفسه من غير احتكاك أو أخذ من أستاذ و هكذا كان العربي في الجاهلية و
هذا من خصائصهم ومن صفاء قرائحهم وسيلان أذهانهم الواعية .
و لما برع شاعرنا الستالي و استلفت العيون و أخذ الحديث عنه يطرق مسامع الأمراء .. تشوقوا اليه
و تطلعوا نظراً إلى شخصيته فأندوه و أكرموه و تفسحوا له في مجالسهم وأصغوا الى ما تلقيه إليهم
قريحته الوقادة وذلك شأن العربي في المسارح المنظور أليهما حتى يبلغ المحل الذي تجله في الأجلاء .
انتقل الشاعر إلى نزوى حيث محط رجال أهل العلم و الأادب لا سيما أن ذلك منها (سمد) في علايتها
مقر أمرائها وهي العاصمة التي فتحت أبوبها لطلاب العلم ورواد الأدب وبغاة الفضل و المال من اهل
الزعامة وكان ذلك في عهد ذهل بن عمر بن معمر النبهاني حاكمها اذ ذلك فوجد عنده كل ما يأمله
منالجميل فسكن على جميله و اطمئن تحت رايته و بقى عنده متقيدا باحسانه ( ومن وجد الاحسان قيداً
تقيدا) وقضى ريعان شبابه بين أخيار الزعامة النبهانية .
شعره:
لا يخفى أن شعر شاعرنا الستالي في وقته من أجود الشعر و لعله نال منال النابغين في هذا الميدان و
جاء بالحكمة في سجل البيان فصار يشار إليه بين أقرانه بالبيان و يقصد اليه في معارف الشعر و الكثير
في عمان وكان الأمراء يحترمون الشعر و يعزون الشاعر و يراعون المشاعر .
مقتطفات من الديوان :
قال يمدح السلطان معمر بن عمر بن نبهان :
هو الصب يبكي و المتيّم يـــأرقُ===و إن لم يُهيّجه الحمام المُطوّقُ
بكائي و تَساهدي وما قلت شاقي===نسيمُ الصَّبا و البارُ الـــمـــتألقُ
فتقذى لها العينان حتى كراهـــما===يجانب أو دمعُ الأسى يتـــرقرقُ
و لاغير ذكرى من أميمة يـعتري===وطيف خيال من أميمة يَــطرَقُ
و قال يمدح أبا القاسم علي بن معمر :
ماذا ألمَّ بلمَّتي فـــــأشــــــــــابها===و خضبتها فنضا الياض خضابها
سرت الهموم الطارقاتُ فغادرت===بين الجوانح و الحشى أو صابها
وقال يمدح السلطان أبا المعالي كهلان بن محمد :
شاقتك يوم رحيل الحي أظعانُ===مــــــا هيّج الشوق إلا أنهم بانوا
زالت حمولهُم و الآل يرفعـــها===كما ارجحنَّت بعون التحل قِنوانُ
يقول في الغزل :
قصرن الخطا وهززن الغصونا===و رقرقن تحت النقاب العيونا
و فلجن كالاقحوان الــثـــنـــايــا===وكحلن بالسحر منها الجفونا
ووشـــــين بالتبر بيض التراقي===وغشين سود الفروع المتونا
وهكذا شعر الستالي و لا يزال على منهجين غالبا هما الغزل أولاً و المدائح ثانياً ، و مديحه لا يزال
مقصوراً على النباهنة ..
---------------------------------------
المصادر:ديوان الستالي ..
1403هـ / 1983م ..
سلطنة عمان
وزارة التراث و الثقافة
تحقيق :
عز الدين التنوخي (عضو المجمع العلمي بدمشق)..
مقدمة في حياة الشاعر:
بقلم : سالم بن حمود السيابي {14 ربيع الثاني 1400هـ}..