الموضوع: بن رمضون
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-12-2009, 03:51 PM
الصورة الرمزية أبو المؤيد
أبو المؤيد أبو المؤيد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: In Sohar Heart
المشاركات: 1,435
افتراضي

قال: والكلام هنا لأبن رمضون: عندما كنت في الخامسة

عشر كنت وأهلي نعيش بفقرٍ متقع، كنا لا نجد ما نأكله،كنا نتقاسم حبات التمر أنا وأخواني

الثلاثة، حتى الغراب لم يرحمنا فقد كان يسرق التمرة من أيدي أخونا الصغير بسبب جوعه،

حيث كان أبي يعمل (بيدار) بإحدى المزارع التي يملكها ( أبو خميس) وهو أحد وجها القرية

ومن أغنيائها، كان يعمل بالأيام والأجر الذي يحصل عليه لا يكاد يسد رمق العائلة، حتى أنه

كان يستلف جراب التمر في الشتاء ليرجعه جرابين بالصيف، كنت أكبر الأولاد، وكنت أذهب

للبحر أحياناً برفقة أحد الجيران الذي دائماً ما كان يضحك علي ولا يعطيني إلا نسبة قليلة من

ما اصطدنه من أسماك، أحملها وأذهب لأبادلها مع صاحب دكان وأخذ مكانها حفنة من

(القشاط) *نوع من الحلويات كان سائداً في تلك الفترة*، كنت أخذه لإخوتي الصغار لأفرحهم

وبالطبع لا أنسى نفسي.

في أحد الأيام وبعد صلاة العشاء مباشرة، كان أفراد العائلة مجتمعين في وسط (الحوش)

*الساحة الأمامية بالمنزل وأحياناً وسطه*، سمعنا طرقً خشنً على الباب الخارجي وإذا بصوت

عالي ينادي يا أبو محمد.. يا أبو محمد، أشار أبي على أمي وأخواتي بالدخول (للكرين) *المكان

الذي يمثل غرفة النوم حالياً وهو مصنوع من سعف النخيل وجذوعها طبعاً*، أقرب يا نوخذا

أقرب*تفضل* تكلم أبي وهو يشير علي بالذهاب أليه وإدخاله، أدخلت النوخذا مسعود وبعدما

شرب فنجان من القهوة بداء بذكر ما جاء من أجله، قال وهو ينظر في وجهي: ما شاء الله لقد

كبرت يا محمد وصرت رجلاً، ثم نظر إلى أبي وقال : ما رأيك أن أخذ محمد في رحلتي القادمة

إلى البحرين، سيعمل هناك ويرسل لكم نقودً تساعدكم على مشقة الحياة وقسوتها، طاطا أبي

رأسه! وقال: أنه صغير وليست لديه خبره بالحياة، وحتى لا يملك جواز سفر، *ففي أيامها كان

لا يصرف جواز سفر إلا لمن هم فوق العشرين*، وأضاف أبي ونحن لا نملك المال اللازم

لتكاليف الرحلة، قال النوخذا: مسألة الجواز محلولة، أبي وكيف؟!، النوخذا ونحن ذاهبون

للبحرين سنتوقف برأس الخيمة وهناك سنستخرج له جواز، أبي لكن سنه صغير؟، النوخذا:

بنيته الجسمانية جيدة ولن يستطيعوا تميزه أو معرفة عمره، أما الخبرة فسيكتسبها بالعمل

ومخالطة المسافرين، أبي: طيب ومن أين لنا المال اللازم للرحلة؟، النوخذا مبتسمً: هنا مربط

الفرس...، سآخذه معي بالمجان مقابل أن يقوم ببعض الأعمال على ظهر (اللنش)*مركب

شراعي كبير كان يستخدم في السفر بحراً*، أبي: لا أستطيع أعطائك الرد الآن سأفكر وأرد لك

الجواب، النوخذا: لا تتأخر فالرحلة بعد أسبوع، يالله جماعة بستأذن الحين، أبي: جالسين تو

الليل، النوخذا:تعبان من كثر الشغل بروح أنام، تصبحوا على خير، جميعاً : وأنت من أهل

الخير.

على الفور نادى أبي على من بالبيت وقص عليهم ما صار وطلب المشورة، أما أمي فقد بكت

وعارضت، وأخواني وقفوا بين مؤيد ومعارض، نظر أبي إلي وقال: وأنت يا محمد؟، لم أتردد

ولو لوهلة بسيطة قلت: سأذهب يا والدي، أبتسم وقال: هكذا الرجال، وفي اليوم التالي ذهب

للنوخذا وأخبره بالموافقة، فقال النوخذا: أذن دعه يستعد.

للحديث بقية،،،

دمتم بخير.
__________________
ما أروعك.. يا قابوس الإنسان



التعديل الأخير تم بواسطة أبو المؤيد ; 14-12-2009 الساعة 05:17 AM
رد مع اقتباس