عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 29-11-2016, 08:58 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي





مغامرات نصيب




(المزعج ذاته)




المنافسة الغير شريفة



عانى رجيبُن (رجب) في الفصل الأوّل من العام الدراسي

من سُخرية بعض التلاميذ المشاغبين وتجريحهم، وكان السبب

الرئيسي لذلك الإرهاب النفسي هو تمتّعه بحُسن خُلُق ومثابرة وجدّية وتفاعل

استحقّ بها كسب ثقّة المعلمّات وثناءهن وتشجيعهن، فخلقت له تلك المكتسبات

المعنويّة عداوة الكسالى والمدلّلين، لقد حسدوه على اجتهاده وتفوّقه رغم اعاقته

ولم يحاولوا أن يبذلوا أيّ جهد يحقّقون به التفوّق، بل اكتفوا بالمكائد واطلاق الألقاب

القبيحة على منافسهم في محاولة لإقناع ذواتهم بالتفوّق والتميّز وربّما التمام والكمال

فمرّة يسمّونه المكتبه ومرة الكسح ومرّة المصفوع، وكانت فاطمة بنت نصيب احد حاكة

المؤامرات ضد قريبها وجارها، لشعورها بالعجز عن مجاراته في الجد والاجتهاد، فهي لم تتعوّد

على المثابرة والاعتماد على الذات، إذ غالبا ما يقوم والديها بتنفيذ الأنشطة المنزلية بدلا عنها

أمّا هي فنادرا ما تفتح كتاب، ولا تحاول فهم ما صعب عليها فهمه من أوّل مرّة، بل تبكي وتتأفّف

فيسارع نصيب إلى ذمّ المناهج والهيئة التربويّة.

وليست فاطمة وحدها من لا يكترث للدروس والفهم والتعلّم بل هناك الكثيرون يماثلون في الإستهانة

ويرجع سبب هذا التراخي إلى الشعور بالاطمئنان إلى الترفيع في العام القادم، على غير جدارة

فمهما كان مستوى التلميذ التحصيلي متدنيا في المرحلة التأسيسيّة فإنّه ينجح تلقائيا ويرفع للصّف

الأعلى في العام التالي، فنتج عن هذا المبدأ شعور التلاميذ المجدّين بالإحباط نتيجة تساويهم مع

المشاغبين والأقلّ ذكاء والمتسرّبين والغشّاشين، وساعد النجاح التلقائي على تطوّر حالة التسيّب

وقلّة الأدب والشغب والتراخي والاستهانة والاستهتار، كما فقد المربّون روح الحماس والتشوّق

للتفاعل مع التلاميذ لإحساسهم بذهاب جهودهم ادراج الرياح، وكذلك اقتصر دور الجهلة من الآباء

والأمّهات على توفير الأدوات والتخلّي عن متابعة مستويات ابنائهم الأخلاقية والتحصيليّة.

وهذا ما حدا بعائلة نصيب لأنّ تتهاون في تعويد ابنتهم على عمل الفروض والانتباه والانضباط في

المدرسة، وكانت مربيّة الفصل قد ضاقت ذرعا بتدخّل نصيب وجنه سلبا في تربيّة ابنتهم وذات يومٍ

ارادت أن تلقّن تلك العائلة درسا قاسيا، وبعدما راجعت الأنشطة التي قامت قامت بها فاطمة سألتها:

ـ من سوّى لك الواجب؟

ـ قالت البنت المدلّلة دون اكتراث: أبوي

ـ فقالت المعلّمة: كّلو غلط

ـ فانفجر الصفّ بالضحك، وانفجرت البنت بالبكاء خجلا

يتبع إن شاء الله






رد مع اقتباس