الموضوع: نظـــرة
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 26-08-2016, 01:34 PM
عباس العكري عباس العكري غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: البحرين
المشاركات: 72
افتراضي

(نظرة) قصة للأديب المغربي الناقد" الفرحان بوعزة"
إضاءة تحليلية بقلم: عباس علي العكري
***
نص القصة: (نظرة) "جميلة، مسطحة الصدر. تبيع اللبن، اهتم قلبي بها. وخزه عقلي من الخلف أن يتحرك.. تجادلا، خفت أن يتناغما.. قلت في نفسي: ترى من سيسقط في الفخ؟"
***
الجزء الثاني: تقنيات الأسلوب السردي والحوار
لمّح السارد الحاضر في نصه، من خلال الحوار الذاتي المونولوجي، ولغة الهمس النفسي، بأسلوب الإيحاء والإيماء، كونه الشخصية المحورية في النص، مع شخصيتين ثنائيتين القلب والعقل، دون أن يفصح لنا بما يعنيه، فلم يتغول في التقريرية أو المباشرة السردية؛ بتوظيفه اللطيف، دون تبسيط للحوار والحدث؛ ليجعل القاريء أكثر نباهة لما يقصده من تساؤله الذي يحمل في طياته مشاعر نفسية وجدانية.

من خلال أسلوب سردي يتسم بالجمل القصيرة، وحسن توظيف الإضمار والحذف، مبتعدا عن التقريرية الإخبارية، أو الإسهاب والإطناب بألفاظ وحشو زائد، مع تطويره للحدث المتنامي، ليبتعد عن ترهل النص، وليفتح النص على تأويلات عدة، وكان سرده تسلسليا منطقية، مستخدما العلاقة التضادية بين الشخصيتين القلب والعقل، وليثير السارد فكرة التأمل من خلال سؤاله الفلسفي، الذي يعتمد على التلميح والإشعار، وإثارة فكر القاريء، معتمدا البساطة في طرح الفكرة، فكان النص مهذبا مكثفا، ذو اختزال فني مركز وعمق تعبيري، دون استرسال، أو جمل توضيحية تفسيرية، أو تخمة تعبيرية او لفظية، فكان تعبيرا دلاليا واقعيا، بسرد أفقي خبري للحدث.
وجاء المستوى التركيبي لغلبة الجملة الفعلية، حيث وظف رؤية (المعية) ليكشف فعل (الآخر) دون شرح الأسباب، مع إيراده: "تسعة" أفعال، فكانت الأفعال الماضية لإسراع إيقاعات الحدث ولغرض التكثيف، متضمنا الماضي: "خمسة" أفعال، وأمّا المضارع فكانت: "أربعة" أفعال. وأمّا الأسماء "تسعة" دون تكرار، وأمّا الروابط بين الجمل فكانت معدومة، وإيراد نعت واحد، مستخدما معجم كلمات تفيض بمعاني الجمال المهيج للإنسان (جميلة، مسطحة الصدر، قلبي، عقلي، نفسي، الفخ). وجاء البناء السردي من مقدمة وعقدة وقفلة تساؤلية مفتوحة.

سيتبعه الجزء الثالث
__________________
رد مع اقتباس