عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 30-05-2014, 11:14 PM
الصورة الرمزية رفيف النور
رفيف النور رفيف النور غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: بَيْنَ أَهدابِ القَمَر
المشاركات: 322

اوسمتي

افتراضي

3/5/2012

كُلُّ الأزماتِ أنت ...!!

~~~~~~~~~~~~

مــآ أشدّ ترآكم الأزمــآت !! وتحولهــآ إلى وحش كآسر يخيفني ويرعبني ... بل بالكــآد أستطيع التنفس برآحة إذآ لمحتهآ ...
مآ أشدّهآ !! .. ومآ أوجعهآ !! .. في النهآية .. هي لن تستطيع كسري .. ولكنهآ تضع توقيعاً أسوداً .. في ذآكرتي ... يقلبه الزمن كلما احتآج إلى الدمـــوع ... بل وإنـــه يقسى ويجمد .. عندمآ تزدآد التوآقيع .. وتشتبك لتُولد عقــدة ... متصلة بعقدةٍ أُخرى .. ربمآ لآ يوجد بينهمآ رابط وثيق ... ولكن في نفسي وجدتهما أسآس لآ يستغني عن أسآس ثآني ...
" وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " .. هي دليلي في كثير من الأمور .. تنير عقلي ... ولكن لم أستطع التفريق بين تلك العقدتين ...
يغيب الأستآذ ... لمؤتمر مآ .. ويعلن عدم حضوره في المحآضرة القآدمة .. ومنذ أن نطقهآ .. وأنآ وعقلي نشتغل ..
" سأحضر متأخرة .. نعم .. ولن يحضر أحد معي في تلك الساعة من زميلآتي .. نعم .. سأبقى وحيدة .. نعم .. وما الجديد ؟! .. الجديد هو أنّ التفكير في هذآ الأمر مرعب بدرجة لا يمكن تصورهآ .. نعم .. العام الماضي تغلبت قليلا عليها .. وهذآ العام أصبحتْ أكثر تشبثاً بي .. وما العمل ؟! .. لآ أدري .. كيف لي أن أسير وحدي يوم الاثنين في ممرآت هذه الغآبة المتوحشة والغوريلآت والوحوش الكاسرة ؟! .. وأبقى كالعصفورة الجريحة .. تلملم نفسهآ خوفاً من الأذى .. ومن الأظآفر التي لآ ترحم .. وبعيون تآئه .. تحكي ألف قصة عناوينها .. " ألآم لآ تنتهــــي " وجرآح كثيرة .. أووووه .. مآ هذآ الهذيآن ؟! .. أكآد أجزم بأني سأجنّ إذآ استمر عقلي في التفكير بهذا الأمر .. حسناً .. سأجآزف "
واليــــــــــوم ... رســآله أفقدتني ما استجمعته من قوة .. وهتكت بكل ما لدي من طآقة .. وأضآفت قالباً جديداً .. من أنواع " الرعــــــب " ما أكثـــرهآ !!!!!!!!! ... هذآ وأنآ لم أصل بعد إلى الغآبه الهمجية .. عفواً .. أقصد الجآمعة المحترمة ... ويحــــي ! ...
حآن الوقت لأذهب وألج في هذه الأزقة حتى أرى إحدآهن وينبعث الأمـــآن في قلبي ... ولكن هنآك شيء آخر ! .. حروف أعآدت حيآة الجرآح القديمة .. ونثرت الملــــح الممتلئ باليود .. كي أتألم بالشكل الذي لآ يفقه أمره سوآي ...دعيكِ من هذآ .. فلتفكير في مكنونه واعتصار الصبر وقت آخر .. طويل .. فكّري الآن كيف ستعبرين طوآبير " الكآئنآت المريخية " .. التي تهتك بأنوثتك مجرد نظرة وآحدة منهآ .. فكيف بألآف النظرآت ؟! .. حقاً .. إنه شيء يفقدني عقلي ... أسير ولآ أدري من أنآ! .. عرفت ذآتي حينهآ .. أنني .. كومة من " الخوف " الشديد .. كثيرون .. أبتعد عن مسآر أحدهم .. ليفآجأني الآخر بالإعتراض .. هذآ وأنآ لآ أدري كيف تحملت قدمآي كل هذآ العنآء ؟! .. بل هي كيف تحركت أصلاً ؟! .. لآ أعلم .. إنهآ القدرة والرحمة الإلهية ... وتستعدّ .. العينان لتدفق شلآلها .. تمنيت حينهآ .. لو كآن بينهم .. " بآبآ " .. أرتمي في حضنه وأبعد النظرآت عن عيني وأعينهم .. ولآ يصطدم بريقهآ بما يلوثهآ .. ولكــن أين " بآبآ " بين هذه الكومة البشرية المتوحشة ؟! .. أظن بأنه الآن يستمتع بأوهآمه وخرفآته التي لآ تنتهي ..
ودقّ ناقوس الذكريآت .. ليسلب مني كل ذرة أستطيع التأقلم بهآ في ظلّ هذآ الظلآم ... تذكـــرتهآ .. تذكرت كلآمهآ .. وحديثهآ ... عندمآ سألـــوهآ عن طفولتي ..
"" بينمآ كنت في الغرفة .. والنـــآفذة مفتوحة .. وهم يجلسون في الخارج وضحكاتهم تملأ مسامعي .. جذبني حديثهم .. الذي جآء بغير منآسبة ... سألوهآ عن طفـــولتي .. فصمتــوا بعمقٍ وهي تتحدث ... " كــآنت تخآف من الغربــآء كثيراً .. ولآ تستلطف أحداً .. كآنت تبكي إذآ رأت رجلاً ذو لحية بيضآء ..وتبكي إذآ رأت رجلاً بدون لحية ... فقط تصمت عندما ترى ذو اللحية السودآء .. وذلك لأنّ أباكم ذو لحية سودآء ... كآنت تحبه كثيــراً .. يكآد أكثر مني بأضعاف ... لآ تنهض من حضنه أبداً ... وإذآ ذهب .. تظل ورائي عابسة .. كظّلي .. لآ أعلم لمآ هذا الخوف ؟! .. لآ تحب الناس ولا تحب الإختلاط بهم ... وتنظر إلى كل أحد بأنه :: غريب :: .. وعندمآ بلغت السآدسة كانت لآ تزال في كتفه وحضنه دوماً .. كان يقودكَ أنتْ .. وتشير إلى ع... ويحملها هي ... مع أنكَ أصغر منها سنا ... وكبرت وهي لآ تفقه سوى الحزن ... ومنذ فترة تأتي إليْ وتشكيلي عن خوفهآ من الرجال .. وعدم استلطاف النساء .. أياً كان .. إلآ إذآ سعفها مزآجهآ .. كانت تقول عن الرجل بأنه " مخلوق مريخي " .. لآ ينتسب إلى الأرض .. ولآ يملك مؤهلات لهذا الكوكب .. إلآ من تحبهم ... وكذلك النسآء .."
وعند هذه الجمله قهقه ع... كثيراً .. " مآمآ .. ما هذا الذي تقوله ابنتكِ ؟! .. ما هذه الخرآفه ؟! ..
أكملت أمي " إذآ استفزها أحدهم .. تثبت له جدارة فكرها .. بكل قوة .. لكنها في دآخلها .. تشعر بالحمق من كونه " رجل " .. والغريب أنه لآ يوجد سبب لعقدتها هذه ""
وهنــــآ استوقفني سؤاله " مــآ هذه الخرآفه ؟!! " أو بالأحرى .. هو انكار .. واستهجان .. أهي بالفعل خرآفه ؟! .. !! ...
وتوقفت هذه الذكــــرى .. عند مفترق ذاك الطريق .. وكآن الإزدحام .. لآ أستطيع المرور .. إذآ فعلت .. سيصطدم بي كل من لآ أطيق رؤيته .. انتظرت وانتظرت ... ثم أكملت الطريق ...
وإذ بتلك الأخرى .. الذكرى .. تقفز في ذهني ..
قبل شهر تقريبا " كنّـــآ في الحديقة .. عندما استوجب الأمر أن ننآدي بقية الأطفال للمغــآدرة .. ابتعدنآ أنآ وهي لنبحث عنهم .. وفي الطريق وبينما أنآ شاردة الذهن .. إذا بي أرى رجلاً قادما .. وقلت وكأني أحدّث نفسي " وحــش !! " .. وبدأت هي بالضحك الصامت مجرد سماعها لهذه الكلمة .. سألتني حينها .. فأجابتهآ دمعة تسللت من عيني بخيآنه !! " ........
وصلت إلى حيث زميلاتي .. رأيتهن .. وأشرقت عيني بحزنها .. ولآحت ابتسامة خفية لم أستطع كبتها .. جلست في الكرسي .. بعيداً عنهن .. ولم أذهب لمصافحتهن والسلام .. وذلك خشية أن يلمحن بريق الرعب في جبيني ووجهي .. وكانت وما زالت يديْ ترتجفان ... أخرجت الهاتف من حقيبتي .. ولطمتني أحرف تلك الرسالة التي قرأتهآ .. قبل عشر دقائق ... تذكرني بأنه حآن أن أفتح لهآ حساباً جديداً ... مـــرآرة .. لوعـــــة ... خذلآن .. وكل شيءٍ لآ يطـــآق ... عآدت دوآمة الاثنتين .. وكأنهما اجتمعتا اليــوم لرمي قنبلة في وجهي .. يتحطم على إثرهآ قلبي .. أكآد أتخلص من الأولى ... حتى فاجأتني الثــــانية ... وهذا يتطلب حتماً عدم زوال الأولــــــى .. لوجود توأمهـــآ ...
اقتربت مني إحدى زميــلآتي .. ورأت وجهي شآحباً يخلو من علآمات الحياة ..
سألتني .. وكالعادة انتظرت جوابي .. " خائفه " وهي على علم مسبق بما يعتريني فهذه الحالات ..
" لآ أحب أن أترك وحيده في الأماكن الغريبه "
دعتني للمرافقة إلى قاعتي .. دون أن أطلب منها ... أتردد كثيراً عندما أحتاج شيء من الآخرين ..
ذهبنا ... وتلــــوح في عقلي ومداركي كلمات الرسالة .. يا لا قسوتهــآ على قلبي !! ...
تذكرت على إثرها توقيـــــعين مريرين .. الأول لآ يُهم كما يُهم الثاني ... ولكــن بوجود الرسالة .. جاء الثــالث .. ليحل المرتبة الثانية .. بعد الثاني .. ويكون الأول هو الأخيـــر .. كآن أولاً لأنه سبق زمـــآنه .. بقية التواقيع ...
الأول... يوم " الثلاثاء " بواسطة ذاك ... والثاني .. يوم " الجمعه " بواسطة تلك .. والثالث .. اليوم " الإثنيــن " بواسطته هو ...
رد مع اقتباس