عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 22-10-2012, 12:27 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...حياكَ الله-أخي الحبيب البديع إدريــس-وحيا الله الأستاذ محمد سالم الشعيْلي على الدعوة الكريمة الخاصة حتى نجلسَ سَوِيًّا،نحن أبناءَ الأمة الواحدة-على تباعد المسافاتِ الجغرافية بيننا-نقتربُ من بعضنا،فتتلاحَمُ أرواحُنا على موائدِ الإخاءِ والتراحم والتوادد،جاعلينَ من هذه المناسباتِ العظيمةِ السعيدةِ المبارَكةِ سبباً رئيسًا في توطيدِ العلائق والوشائج أكثرَ فأكثر...

عيدُ الأضحى المبارك-أخي الحبيب-هنا في جزائرنا الحبيبة لا يختلفُ في كثير أو قليلٍ-من ناحيةِ الشعائر الشرعية-عن أي بلدٍ إسلاميٍّ آخرَ،إذ أنَّ مراسيم الشعيرة في الزمان والممارسة وَحَّدتنا جميعاً على التأسي بسنةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامةِ صلاة العيد،وتيمُّناً عن سنةِ أبينا أبي الأنبياءِ إبراهيم الخليل عليه السلام في ذبح الأضحية،ثم في مظاهر المُعايدةِ والتزاور وجو المرحمة الذي يسودُ عموماً...

إلا أننا بالتأكيدِ-كما الشأنُ في بلادِ السلطنة الحبيبة وفي كل بلاد العروبة والإسلام المترامية-لنا طابَعٌ خاصٌّ مُميَّزٌ من العاداتِ والتقاليدِ الإيجابية الموروثةِ عن سلفِنا من أبائنا وأجدادنا...

ولما كانت الجزائرُ بلداً متراميا في المساحة ( أكثرَ من مليونين وثلاثمائة كلم مربعاً )،فشيءٌ طبيعي أن في كل منطقةٍ من أقاليمنا الشمالية والجنوبية والشرقية والغربية ما يميزها في بعض هذه العادات والتقاليد،ويبقى الطابعُ الجزائري العام هو القاسَمُ المشترَكُ بينها جميعاً...

أما في إقليمي ومنطقتي الشرقية من شمال البلاد..فنحن هنا في ( منطقة جبال الأوراس عموماً ) نتهيأ لعيد الأضحى المبارك بشراءِ أضحية العيدِ مسبقاً ( ونعترفُ أن أسعارَها ملتهبة ومُعجِزة للأسف هذا العام )..في العادة نشتريها مسبقاً للاستئناس بها لفترةٍ وخصوصاً لاعتبار فرحةِ الأولاد والأطفال بها،حتى إذا جاءَ يوم العيدِ ( وهو عادة إجازة عطلة ليومين مدفوعة الأجر ) استيقظنا فجراً،نؤدي الصلاة جماعة في البيت أو المسجد،ثم نعودُ لبيوتاتنا..يستيقظ الأطفال أيضاً باكراً..يفرحون ويغتبطون عادة بلباس العيد وجوِّه الصباحي الرفيف..نخرجُ باكراً-تقريباً السادسة والنصف-لابسين أطهرَ الثياب،مهللين ذاكرين كما هي السُّنة،متوجهين لمساجدنا العامرة،نبقى فيها مسبحين مكبرين حتى تحينُ صلاة العيد( في العادة تكونُ السابعة والنصف صباحاً إلى الثامنة على أقصى تقدير ) ثم نستمعُ لخطبتي العيد،وبعد الانقضاء يتم التعايُدُ الأخوي الجامع في باحات المساجد أولاً بالمصافحاتِ والتعانق الحميمي،ثم يتفرق الناسُ إلى بيوتاتهم لأداءِ سنة الأضحية،فيسعى الجميعُ إلى ذبح أضحيته بما تيسرَ من جهدٍ واستطاعةٍ وإلا فالمساعدة من أبناء الحي أو الجيران أو الأقارب..وبعد إتمام ذبح الأضحية،شيءٌ طبيعي بعد ذلكَ أن تبدأ فضيلة التزاور بالمعايدة على ذوي الأرحام والأقارب أولاً ثم تتسع الدائرة إلى الأحبة والأصدقاء...

أعتقد أن أكلة ( الشخشوخة ) هي الأساسُ عندنا في مائدتنا الغدَائية الأولى في اليوم الأول من العيد وهي أقربُ للثريد المشبَع بمرق اللحم وشيءٍ من الخضروات،ناهيكَ عن الشواء مَع السلَطةِ وبعض المُخللات...

كما الحالُ عند جداتنا وأمهاتنا،فهن حريصاتٌ عادة على تضميخ أيادي الصغار-البنات خصوصاً-بحِنَّاءَ مزخرفةٍ ليلة العيد لِما في اعتقادهن في برَكةِ الحِناء...

ثم تستمر أجواء العيد بشكل عَفوي هكذا على الأقل ثلاثة أيام،أو لِنقلْ : لِيوم النحر وأيام التشريق الثلاثة التي تليها...

مرة أخرى..حياكَ اللهُ-أخي الحبيب إدريس-وحيا الأحبة والإخوة والأخوات في منتدياتنا الحبيبة وفي كل مكانٍ من بلاد الإسلام..وكل عام وأنتم بخير...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس