[يزيد فاضلي]

...وهل نحنُ-أختي الكريمة وهجٌ-في دنيَانا العابرة إلا حزمة من حَكَايَا،دفعتْ بها المشيئة العليا إلى ستار قضائها وقدرها،فكُنَّا-وإيَّاهَا-أقربَ للمناجزةِ بين ألِيفيْن،كلاهُما يرومُ مَرَاماً يَشِبُّ به عن طوْقِ صاحبه..؟؟!!

أحيَاناً تبدو ( خيْباتـُنا )-لأننا متلبسون بالضعف البشري-أشبَهَ ما تكونُ بصفعةِ شاعرٍ يائسٍ،استنزلها على نسيج قصيده الكامل،فانتبذتْ فيهِ الأبياتُ تتضعضعُ معانيها وأوزانـُها..فإذ بضباب الشكِّ الغائم يَخنقُ فيها الآمالَ والأمنياتِ..وإذ بهدير الأحزان يُسَجِّي فيها الأحزانَ..وإذ بكآبةِ القلب تذرفُ دمعة ًتضِجُّ من أنينها الفراقدُ اللألاءة في سوامر الليالي..!!

أقرأ هنا-أختي الكريمة-في ( فواصل النهاية ) فألمَحُ تضريجاً للكلماتِ،تتوَارَى خلفـَها سواكبُ ذائبة من رَتـَق الآمال..وكأنما النهايَاتُ في تلكَ الفواصل آمالٌ ظِماءٌ، تستجدي ماءً تطفئُ به حرقة عطشان..!!

ولن أذيعَكِ سِرًّا-أختاه-أبداً،إذا همستُ لكِ أن تضريجَ الفواصل المتوارية هي ملمَحُ النهاياتِ في أيٍّ منا..فلكلٍّ منا في كشكول حياته نصيبٌ من ذلك التضريج..وإنما فقط نتفاوتُ في دواعي الانسكاب وبواعث الرَّتـَق،مع أننا-جميعاً-نلتقي حينما تتظامَى أمانينا التعوبة التي أرهقها الاستجداءُ ولمَّا ينجَل العطشُ عن حلقِها الجافِّ بَعْدُ..!!

وليسَ لنا من سبيل-أختي-أمامَ جوارف فواصلنا إلاَّ أن نمشيَ معها مَشْيَ الريح العاصفة التي تـَدِينُ للهبوب،لتبتسِمَ به بعدَ حينٍ-ومَنْ يَدري-عن رخاءِ النسائم العليلة..وأن نمشي مَشْيَ العَوْسََج في شرايين الوَرْدِ،يُكْسِبُه بعدَ حين-ومَن يَدري-لونه الباهرَ القاني وفوْحَه الشذيَّ الـْـ ( عَطِرْ )..؟؟!!

وفي كل الأحوال..ما أروَحَهُ نـَفـَساً عميقاً،نستصحبُ معه-ونحن نصلُ نهاياتِ الفواصل-دبيبَ إيماننا العميق..نزحفُ به على مضض جراحاتِنا إلى رَبوَاتِ اليقين الوارفة..نغني تحتَ ظلال زيْزفونها الأرجوانيِّ نشيدَ التفاؤل الخالد :

(( ...مستسلمينَ-في كل أمر وحالةٍ-لحكمةِ ربي..لاَ لأحكامِ إنسان..!! ))...

ودمتِ بيننا-أختي الصغيرة-قلماً،يتوهَّجُ بقناديل الآمال...