عرض مشاركة واحدة
  #28  
قديم 02-08-2013, 03:04 PM
الصورة الرمزية رفيف النور
رفيف النور رفيف النور غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2013
الدولة: بَيْنَ أَهدابِ القَمَر
المشاركات: 322

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
...حينَ يبدأ نغـَمٌ-مبدعتي الكريمة رفيف النور-يقتطعُ من حُداءِ ( الأمومة ) لحناً،فما من شكٍّ أن الكونَ وما يَحوي في حنايَاهُ من مشاعرَ،يتوقفُ صامتاً ليُرهِفَ سَمْعَ الإنشادِ لهذا المزمور الخالد..!!

وَيْ أختي الكريمة..!!

وهلْ في دنيَا التجلي ألحاناً أعذبَ أو أرَقَّ من نداءاتِ ( الأمومةِ ) و ( الأبُوَّةِ ) و ( البنوَّة )..؟؟!!

ورَحِمَ اللهُ شاعرَنا الكبير محمود غنيم حين صَدَحَ :

وأية نجوَى،كنجوَايَ طفلي ** يقول : أبي،فأقولُ : بُنيَّا..؟؟!!


إن كلَ دَعاوَى الوَلـَهِ تنفِضُ من غبار طلعِها النابتِ زهْراً،فلا يُرَى في مشتل الصدق الحقيقي غيَرَ تلكَ الفسائل الندية،تلتفُّ حولها كل فسائل المحبة والحب والتحبب،تستمدُّ منها وتستجدي الارتشافَ..فكـأنما هي النبْعُ والأخرياتُ روافدُ عنها..!! أو كـأنما هي الجذعُ في الأيْكِ والأخرياتُ قروعٌ نواضر..!!

إذا شَجَرَاتُ العُرْفِ جُثتْ أصولـُها ** ففي أيِّ فرْعٍ يوجَدُ الورقُ النضْرُ..؟؟!!!

أقرأ-أختي الكريمة-في رصوفِ الأسطر البهية،المتلألئة،العَبـِقة،النضِرَة،فتتراقصُ في ذائقتي أطيافٌ بديعة ٌرائعة ٌ من خلاصاتِ الألفاظ والكلماتِ المغموسةِ في سُندساتِ الرمز الجميل والإيحاء البديع والمجازاتِ الرائقة،فيَصْحَبُ المبنى شآبيبَ المعنى وتمرُّ في أخيلتِنا كأنها عرائسُ بَحْر أو أجمل..!!

أبدعتِ-سيدتي الأصيلة-في هذه النجوَى،ولن أذيعَكِ سِرًّا أبداً إن كشفاُ لكِ عن سرِّ إكباري لقلمِكِ اللغوي الواعد الذي أحسَنَ انتقاءَ الكلماتِ البهية وتدبيج المعاني بها..!!

مرحباً بكِ قلماً واعداً،يَعِدُ-إن شاءَ اللهُ-بالكثير...

بعد إذنكِ رتوشاتٌ خفيفة على حواشي الهامش :

- ما ظنكِ-أختي البديعة-لو قلنا : (( ...وانثكلي أيتها المُقل... )) بَدَلَ : (( ...اثكلي أيتها المُقلْ... )) لِمَا من إيحاءٍ بمطاوعة المشاركة في صيغة ( انفعال ) وهو الأشجَى للذائقة حين تـُثكَلُ المُقلة من مجرد أن يُوجَه لها الأمرُ لتـُثكِلَ غيْرَها..

- (( ..وباتتْ تناجي أورقة الدياجير.. )) أظنها سقطتْ سهواً فقط عن (( ..وباتتْ تناجي أروقة الدياجير.. ))...

- جمعُ التكسير لصيغ منتهى الجموع في (( ...وسدائل الصبح تدعوني... )) لا يَصِحُّ،والصوابُ الصرفي هو أن تُجمَع تكسيراً : (( ...وأسْدَالُ الصبح تدعوني... ))...

(( ...كأنكِ في نعماءه ترفلين... )) وصواب كتابةِ الهمزة أن تكون على النبرة لمظنةِ الجَرِّ : (( ...كأنكِ في نعمائه ترفلين.. ))...

(( ...سوى أن تكفكفين لؤلؤات الخد... )) والصواب النحوي : (( ...سوى أن تكفكفي لؤلؤاتِ... )) لأن الفعلَ المضارعَ المنصوبَ بـ ( أنْ ) المصدرية الناصبة هنا مِنَ الأفعال الخمسة،إذن فعلامة النصب هي حذف النونِ وجوباً...

وعلى أيٍّ مبدعتي الكريمة رفيف النور...

واللهِ ما حملني على اقتفاءِ هذه الرتوشاتِ البسيطة إلا إعجابي بجمال مبنى وفحوى الخاطرة التي تتألقُ في أحداقي وجَناني كحبات الجُمان المرصوف،فأردتُ أن يكتملَ نصابُ ألقِها في حسي باستدراك هذه الهنات الطفيفة...

استمتعتُ حقا بما كتبتِ هنا..ونأملُ أن أنقرأ لكِ لاحقاً ما نغترفُ من مزيدهِ الجميل...

ودمتِ يننا طيْفاً من نور لا يَكِفُّ عن الرِّفـَّةِ أبداً...



أهلاً .. يا أُستــــــــاذ ...
تألق الرد .. ألجمني ..

كُنتُ أحتاج لتعليقٍ كهذا ..
وتصحيح ..

شُكراً .. من أعماق البَوح ..
لكمْ ..

بُوركتم ..