عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-05-2015, 10:21 PM
نبيل محمد نبيل محمد غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
الدولة: مقيم في ارض ألآصالة
المشاركات: 796

اوسمتي

إرسال رسالة عبر Yahoo إلى نبيل محمد
افتراضي الحــديث مـــــــن وراء حجـاب





أن التواصل الالكتروني استفاض في بناء حواجز اسمنتية ووفّر على الناس بذل طاقتهم في التعامل
المباشر وعوّدهم أن الحديث من وراء حجاب أسهل وأريح وأكثـــر قــدرة علــى النفاق.
وبالرغم من أنّ أصدقاء كثر أتاحت لنا التكنولوجيا التعرف إليهم والتقرب منهم وصاروا مكسباً حقيقيّاً
لنا، لكن التواصل الالكتروني الزّاحف عزّز العزلة الاجتماعية للكثيرين،
حين صار العالم الافتراضي أكثر سهولة وأمانا فــــي التعاطي مـــــع
النّاس.
ففي الوقت الذي يستطيع كل شخص أن يخلق عالمه الخاص وحواراته المميزة وشخصيته المختلفة
على برامج الدردشة ومواقع التواصل الاجتماعي؛ تعاني الأسرة الأمَرَّينِ كي تجمع شتات أفرادها
وتجتمع على وجبة طعام واحدة دون مؤثرات تقنية أو إزعاجات تليفونية.
أعتقد وبشدّة أن التكنولوجيا والمبالغة في اقحامها بحياتنا صارت سبباً لجفاء المشاعر وقسوة
الملامح، وكأننا في ابتعادنا عن التفاعل المباشر
مع النّاس نسينا رقيق المشاعر في دواخلنا، واكتفينا بصورة أو كلمات مطبوعـــة لترفـــع عنّـا عبء
التواصل الحميم...
نحتاج لهواتفنا الذكية كالماء والهواء، ولكننا أدمنّا هذه الأدوات حتى صارت حبل النجاة الاجتماعي الذي التفّ علينا فخنقنا.
فمنذ أمسكنا بطرفه أغلقنا على أنفسنا بابنا وأرسلنا الكلام المعلّب والمشاعر
«المطبوخة سلفا»، ثمّ تعذّرنا، ببعدنا، أننا في زمن لا يجد فيه الفرد متسعاً حتى لقضاء مصالحه الشخصية. وكأنّه بات لا
يعنينا السعي إلى المشاركة الإنسانية بقدر ما تضمن لنــا هواتفنا وأجهزتنا أن تبقينا ضمن إطــار
{الادمان الالكتروني}
فجمّدت فينا الملامــــح وأضــاعت منّا لهفـــة اللــقاء.
نبـــــيل محــــمد
__________________
عذوبـــــــــــة الــهمس فواصــ،،،،ـــل