[كمال عميره]

ها انت تخرجين إليّ من رحم اللغة...بعينيك التي يخرج منهما فرح دافئ...تؤطرين بنظراتك أنوار الأعماق المرسله.....حرائق الشموع المشتعله...
تنبتين في ذاكرتي مغلّفة بحبر الكتابة....وبياض الورق تروحين وتجيئين في دمي ...وتحتلين كل آفاقي وحواسي......
أرى في عينيك الذابلتين ذلك الوميض الذي يلمع في آفاق العمر....فتصير الحياة أكثر حرارة.....أكثر حياديه....وأكثر جرأة..
أترانا حقا.....نصير في المدى اصدقاء الصدفة....نلتقي في كلّ متنفس غير مقيّد في هذا العالم.....كي نشعل حرائقنا ...كأننا إلتقينا في زمن....ضاعت منه تفاصيله....في لجّة اللحظات التي لم نعد قادرين على لمسها...
هناك أشياء لا تقبلها الذاكرة......حتى لو حاولنا ذلك....نظلّ نعرّش في مدّ قامة الأيام.....نحفر عميقا في صخر الأعماق....حيث البريق الأبدي....اللهفة الأولى.....وطعم الحنين الدائم....
هل كان مقدرا ؟ أن أجد في عينيك تلك الجرأة المحببه.........ذلك الذكاء الوهاج......الوميض الذي يشبه لمعة البرق....
هل كان مقدرا ؟؟ أن أجد بين أحضانك...كل تلك الغيوم المتهاديه.....الهاربه.....المتعددة الألوان ...والباحثة عن بحر....أو سهل.....أو جبل.....كي تلقي أثقال امطارها....
وحين أخذت اصابع يديك......تلك الاصابع الناعمة الرقيقة.....العازفه......قرأت في راحة اليد التي ألقت بنعومتها بين أصابعي...قرأت تلك اللغة التي لا تحسن الكلام......وظللت أحاول يائسا أن أتخطى عتبات الدهشة التي اثارتها.....
لكن...........واأسفاه....على لحظات الفرح التي لا تدوم.....
سرعان ما إنطفأ بريق حضورك الذي لا يقاوم....ذلك "النور" الذي اشرق في ذاكرتي ثم غيبّك في متاهات "النفق" ولم يبق من عذرية المشهد سوى يدك التي إعتلت لحظة الوداع....محييه.......أو مودعه......ولم تعد تشرق بتوهج حقيقي.............منذ تلك اللحظة...............أتساءل فقط...........لماذا جئت ذات فرح ربيعي دونما إنذار.؟؟؟...........ولماذا رحلت هكذا حتى دونما إعتذار؟؟؟ عن كل تلك الحرائق التي خلّفتها....؟؟
24..04...2012