عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 31-07-2017, 09:20 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي بين السعادة والأحزان

في عام 1994م بدأت مشواري العملي في التربية والتعليم، وعملت في مدرسة الضياء الإعدادية، معلمة لغة عربية، للصف الثالث الإعدادي، وبدأت أجد في العمل متعة كبيرة، وأنا أندمج في المجتمع المدرسي المليء بالمفاجآت المثيرة، ولم أكد أمضي في طريقي الواعد، حتى حدث ما لم أكن أتوقعه، وهو وفاة أبي الحبيب في حادث دهس على الطريق عائدا من عمله متوجها إلى مكان سكنه في مسقط، وقد تلقينا الخبر على أنه أصيب بكسر في رجله، وهو في غرفة العمليات في المستشفى العسكري، انطلقت وأخي ولم نخبر أحدا بالأمر حتى نطمئن على صحة أبي، وبمجرد وصولنا إلى المستشفى بعد أذان المغرب مباشرة، في ليلة غرة رمضانية، كان أبي قد فارق الحياة، ولم يكن الأمر كما قيل، بل إنه أصيب بإصابات بالغة جراء هذا الحادث، أودت بحياته، حزنت على أبي حزنا عظيما كاد يفقدني صوابي، لولا التأسي بوجود يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين، رحل أبي وهو يشعر بالعناء والتعب، وكلما سمعته يردد ذلك صبرته، بأني بمجرد الانتظام في العمل، عليه أن يستقيل، ويستريح من عناء الحل والترحال.
في تلك الليلة التي مكث فيها أبي في المنزل دخل عليه القريب والبعيد، إلا أنا لم استطع النظر في وجهه خشية أن أرى آثار الحادث على وجهه، فتألمت لذلك كثيرا فيما بعد، وحتى الآن ما زلت في حساب مع النفس، ولكني أعرف نفسي جيدا فما كنت لأقوى على ذلك أبدا.
في نفس هذا العام كان أخي قد تزوج، وذلك قبل وفاة أبي بخمسة أشهر فقط، وما كدنا نفرح بزواج أخي، حتى دهمنا القدر بهذه النكبة العظيمة، فخضعنا مسلمين الأمر لله الواحد القهار, غفر الله لأبي وعفا عنه، فلم يفارق خيالي وأحلامي أبدا.
أكملت سنتين دراسيتين في مدرسة الضياء، ثم انتقلت إلى مدرسة: عاتكة الثانوية للبنات، ودرست الصف الثاني الثانوي(الحادي عشر). خلال هذا العام تقدم لي شخصان في ذات الوقت، الأول يعمل في شرطة أبو ظبي، وقد سبق له الزواج من قبل، ولكنه كان قد طلق زوجته التي رزق منها بولدين اثنين، ويعيش في أسرة كبيرة مركبة في بيت العائلة، أما الثاني فكان يعمل في الخدمات الصحية التابعة للمستشفى العسكري، وظروف أسرته مطابقة تماما لظروف أسرتي، يسكن مع أمه وأخته. لم أستطع إعطاء قرار حاسم إلا بعد مدارسة الأمر جيدا، وإنعام النظر فيه، وكان الأول أسبق في التقدم. فكرت كثيرا واستشرنا الأهل، فرفض معظمهم الأول على أساس أنه قد سبق له الزواج وله أولاد، ولكني بقيت مترددة ، حتى عزمت على صلاة الاستخارة، التي من خلالها حسمت الأمر وتوكلت على الله تعالى؛ حيث رجحت كفة الأول، فلم انظر إلى زواجه الأول وابنيه على أنها حواجز، قد تقف حجر عثرة بيني وبين الموافقة عليه، رتب مع أهله حينها موعدا لينظر إلي فيه، وأنظر بالتالي إليه، تم اللقاء، فعندما رأيته شعرت بأني أعرفه من قبل، فارتاح له قلبي ووجداني، وكذلك هو، ثم تم إعلان الخطبة، فرضي من رضي وغضب من غضب. ولكن انقطعت عنا أخباره ولم نعد نعرف عنه شيئا وخاصة لأنه كان من قرية أخرى، فسرحت بي الظنون هنا وهناك، حتى عرف السبب فبطل العجب.
للحديث بقية

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 13-09-2017 الساعة 10:16 AM
رد مع اقتباس