عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 07-08-2011, 08:45 PM
الصورة الرمزية هيثم العيسائي
هيثم العيسائي هيثم العيسائي غير متواجد حالياً
مدير تحرير مجلة السلطنة الأدبية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 4,461

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى هيثم العيسائي
افتراضي



الشخصية السابعة .........

ميلاده وكنيته...
96هجريه__714ميلاديه
وكان يكنى (ابا معاذ)والمرغث لانه كان في اذنه وهو صغيرثقب يسمى رغاث شانه شان غلمان فارس وهي عاده قديمه عندهم0
نسبه_
كان ابوه فارسي الاصل ينتهي نسبه الى (يستاسب بن لهراسف الملك)في طخارستان؛فسباه المهلب بن ابي صفره وجا به الى البصره وجعل مع امراته(خيره)فولد لهم فلما كبر وهبوه الى امراه من بني عقيل من قيس عيلان؛وتزوج منهم فولدت له شاعرنا؛اعتقته العقيليه لانه ولد فيهم وكان ضريرا من يوم ولادته0
نشأته ...
نشأ في بني عقيل وتحت رعايتهم وهم من العرب الاقحاح في بلاغه اللغه العربيه فنهل من سلسبيلهم صافيا ومن غيرهم عذبا واول ما تفنن به من مواضيع الشعر هو الهجاء لانه كان من الموالي؛في عصرا كان منتشرا اصناف الطبقات في الاصول وكان اصله ضعيفا لانه من الموالي وكانت القبيله تصتصغره
فكان ينتصر لنفسه ولابيه واخوته بالرد عليهم بالهجا ءومفتخرا بنفسه0
فكان اول المؤسسين للحركه التحدثيه في الشعر العربي خلال العصر العباسي الذي امتد زها مئه سنه0
وكان مشاركا في مجالس (اهل الكلام)في البصره حتى كان احد سته اعلام في هذا الميدان:هم عمرو بن عبد؛وواصل بن عطا؛وصالح بن عبد القدوس ؛وعبد الكريم بن ذي العوجا:ورجل من الازد(كما ذكر صاحب الاغاني)0

نموذج من شعره
حيل ابن ادم في الحياه كثيرة
والموت يقطع حيله المحتال
قست السؤالف كان اعضم قيمة
من كل عارفه جرت بسؤال
فاذا ابتليت ببذل وجهك سائلا
فابذله للمتكرم المفضال
أسرته
تألفت أسرته من خمسة أشخاص :أب وأم وأخوين كان هو ثالثهما .أماأبوه فقد كان طياناً وحين وُلد له شاعرنا قال : " ما رأيت مولوداً أعظم بركة منه،ولقد وُلد لي وما عندي درهم.فما حالَ الحول حتى جمعت مائتي درهم".
أمه رومية كانت أمة لرجل من الأزد

ووقع في هجاء شاعر معاصر له يدعى حمّاد عجرد أن أمه كان اسمها غزالة . ولم يسلم من تقريع معاصريه وتحقيرهم لنسبه ،فهذا شاعر معاصرله يدعى هشام البصري ويعرف بالحلو يذكِّره بنسبه فيقول :
بذلّةِ والدَيكَ كسيت عزاً *** وباللؤم اجترأت على الجواب

وكان له أخوان وكانا قصابين .وأنه كان عربي الفصاحة .
وقد مدح أحد أخويه بقصيدة ذكر فيها أنه كفاه عن التكسب بالشعر والتعرض للملوك .وكان اخوانه صاحبي عاهة فالأول أعرج والآخر أبتر اليد .

رُزق شاعرنا بولدين ذكر وأنثى لكنهما لم يعمرا طويلاً . ابنه محمد توفي وهو صغير وجزع عليه جزعاً شديداً .
ورثاه بقصيدة مطلعها :
أجارتنا لا تجزعي وأنيبي *** أتاني من الموت المطلّ نصيبي
بُنيَّ على قلبي وعيني كأنه *** ثوى رهن أحجارٍ وجار قليب

قال الشعر في سن مبكرة . فما كاد يبلغ السنوات العشر حتى تفجرت موهبة الشعر عنده . ونزعت نفسه إلى الهجاء .لأنه كان يكره الناس بسبب عماه .ولم يتوان عن التعرض لكبار الشعراء كجرير بن عطية الخطفي أحد أقطاب المثلث الأموي . فاستصغره جرير ولم يجاره في هجائه .
يخافونه....
وكان القوم يخافون لسانه فيشكونه إلى أبيه فيضربه ضرباً شديداً فكانت أمه تقول : " كم تضرب هذا الصبيّ الضرير ،أما ترحمه ؟‍‍ ‍."،فيقول : "ويلي والله إني لأرحمه ولكنه يتعرض للناس فيشكونهُ إليّ " فسمعه ابنه الشاعر فطمع فيه فقال له :" يا أبتِ إن هذا الذي يشكونه مني إليك هو قول الشعر ، وإني إن ألممت عليه ،أغنيتك وسائر أهلي ،فإن شكوني إليك ، فقل لهم : أليس الله يقول ( ليس على الأعمى حرج ) فلما عاودوا شكواه ، قال لهم الأب ما قاله ابنه فانصرفوا وهم يقولون : "فقه .... أغيظ لنا من شعر .... " .
لمحة..
ويعطينا الدكتور طه حسين لمحة عن طباعه في نشأته فيقول في عماه :
" كذلك أصاب الله بهذه الآفة . فسلبه البصر .وكان إلى ذلك نابغة في الشعر .يكاد ينعدم نظيره في قوة الذكاء ، وحدّة الذهن . ولكنه أساء احتمال آفته . كما أساء الانتفاع بذكائه وحدة ذهنه . فأصبح بغيضاً إلى الناس .مُذمّماً عندهم . ثقيلاً عليهم حتى روى الرواة أن عامة أهل البصرة ابتهجوا لموته واستبشروا به ، كأن الله قد أزاح عنهم ضراً " .
ويضيف الدكتور طه حسين قائلاً :
" إنه اتخذ من هذا المصاب وسيلة إلى الفخر والتمدح .وأسرف في ذلك إسرافاً شديداً . فكان يحمد الله على العمى ، لأنه يحول بينه وبين رؤية الناس الذين كان يكرههم ،ويتبرم بهم تبرماً شديداً . وليس هذا شيئاً . فقد يستطيع الإنسان فهمه وتأويله . والأعتذار عنه . ولكن تجاوز الحد في ذلك . فلم يكتف بحمد الله على العمى . بل اتخذ العمى فخراً . وزعم أن ذكاءه النادر ،ونبوغه الفذ ،إنما هما أثر من آثار هذه المحنة .وقال في ذلك كلاماً كثيراً ....
وفاته :
أجمع الرواة أنه مات مقتولاً بأمر من الخليفة المهدي حيث رماه بالزندقة وجملة الخبر أن المهدي حنق عليه لهجائه له . وإن وفاته كانت في السنة الثامنة والستين بعد المائة للهجرة .
ما ترك.....
وجملة القول إنه شاعر مجيد ترك على حد زعمه اثنتي عشرة ألف قصيدة وقال : ويلي إن لم يكن في كل واحدة منها بيت جيد .أمسك بزمام اللغة وسخرها في شعره بإتقان .كان لعوباً بالمعاني والألفاظ وأجاز لنفسه الإشتقاق أسوة بأئمة اللغة . أتقن جميع أبواب الشعر .كان فياض الموهبة غزير المادة لا يتكلف النظم تكلفاً . وليس عجيباً بعد هذا أن نجده تبوأ مركزاً يرتاح فيه في ساحة الشعر العربي .
رج الشدائد مثل حل عقال
__________________
[IMG][/IMG]