عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 19-05-2014, 04:58 PM
حمامة عربية حمامة عربية غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: May 2014
المشاركات: 174

اوسمتي

افتراضي يوسف و السّاحر و المدينة /بقلمي/الحلقة02

*يوسف : سبق و أن أخبرتكما نحن لا نملك بيتا.
*سامي : بلى تملك بيتا حتّى وإن كان كوخا ، فقد ترعرعت فيه ، هيا يا شقيّ لقد حان موعد نومك ،إلى الغد إن شاء الله.
وتمضي الليلة ويحلّ الصباح بشروق شمس باهتة....
*سامي: هيا يا صغيري الوسيم لقد حان موعد الخروج، انزع عنك هذه الملابس البالية و البس هذا اللباس الجديد.
و ابتسم يوسف و سعد بمظهره الأنيق.
*يوسف متأهبا للخروج : وأين أخوك ؟ أنا لا أراه !
*سامي: هو بالسيارة ينتظرنا.
و غادر يوسف المستشفى و سرعان ما ركب السيارة ، واتّجه الثلاثة مباشرة إلى الكوخ القديم ليجد يوسف جده قاسم طريح الفراش.
*سامي (هامسا في أذن مصطفى) :تكاد الدموع تسقط من عيناي، كيف يعيش هذا الطفل برفقة جدّه في هذا الكوخ القديم ؟! و كلنا نعيش في ثراء، غريب أنّ مدينتنا أثرى مدينة و هذا الكوخ لا يزال بجانب الواد؟
*الجد وهو لا يكاد يتحرك و يتكلم بصعوبة : أراك تهمس يا ولدي في أذن أخيك، مستغربا وجود كوخي بهذه الأرض الغنية الفاحشة الثراء ، لقد عرضوا عليّ الكثير لأتركه لكنّي لا أستطيع الاستغناء عنه فهو قــــــــــصري و مدينتي و أهلي و وطني ، أين كتب الله لي العيش بقناعة و سعادة معانقا هذا الواد .

*سامي مندهشا مقاطعا حديث الجدّ و مشتّت الفكر: وكيف عرفت أنه أخي وأنت لم تسأل بعد عن هويتنا
و سمعت همسي و أنت لا تستطيع الحديث و الحراك ؟
*الجد بصوت ضعيف : أحيانا عند رؤية الوجوه لأوّل مرة تعرف باطنها الخفيّ إن خيرا أكثر فيها أو شرا،أمّا معرفتي الباقية فهي بصيرة القلب لا غير.
*مصطفى : فماذا تُرَاكَ ترى فينا ؟
*الجد: دخلتما عليّ بالزاد وحفيدي بينكما محمرّ الوجه يلبس ثيابا جديدة ، وأرى الشفقة في ملامح وجهيكما والدمع يكاد يسيل من عينيكما، وقد أرعبكما مظهر الكوخ وحالتي المزرية، لا تخافا فقد جئتما في الوقت المناسب.
*سامي مستغربا : في الوقت المناسب ماذا يعني هذا القول ؟!
*الجدّ (وهو جاثم كالصخرة على فراشه البالي): أمانة وقعت بين أيديكما كانت ستنقذ هذه المدينة لو تجمّدت و لو لم تحملاها إلى المستشفى..... ، و لكن لم يفت الأوان بعدُ ، عليكما بعد عام و في نفس اليوم و الساعة التي أنقذتما فيها الأمانة أن تدعاها تموت العام المقبل لإنقاذ المدينة من هذا الواد.
*سامي (هامسا في أذن أخيه ): أظنّ أنّ الجد سيموت فهو يهذي بكلام لا أكاد أفقه منه شيئا .
*مصطفى : إنه لا يهذي، كيف عرف قصتنا دون أن نرويها له ؟
و بدأ الخوف يتغلغل في نفس سامي.
*سامي مرّة ثانية ( وهو في أشد حالات الخوف والقلق ): اسمع يا أخي ، تعال نرجع إلى ديارنا.
*مصطفى :ما بالك ترتجف يا أخي ؟ سنرجع للبيت لا تقلق .
*الجد : ما بالكما يا أولادي ؟!
*مصطفى : سلامتك يا جدي سلامتك ،نحن نفكر في أخذك معنا برفقة حفيدك لكي تعيش معنا.
ولبضع ثوان يعمّ الصمت أرجاء الكوخ.
*مصطفى: ما بالك يا جدي ؟!
ولا يجيب الجد...
*يوسف بصوت خافت حزين: لقد مات جدّي
ويصرخ بأعلى صوته و يغمره بكاء شديد و هو يعانق جده ، و يا له من مشهد يقطّع القلب.
رد مع اقتباس