عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-11-2014, 01:34 AM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي


لقد أومأ الطائر الجميل للحمام الزاجل ، فأتت أسرابها قائلة :

"شبيك لبيك ، حمام الأرض ملك يديك" .. ، لبيك سيدي طائر الأمل ..

يااااا لهذا الوفاء ! ويا لفرحتي !!

وأعطى الرسالة لإحداهن ، وهم بالطيران ، شعرت بأن الثواني ساعات ، والساعات تمشي ببطء
ويمضي بنا الوقت ، وإذا بحمامة تأتي على عجلة من أمرها ، وفي عنقها رسالة .. مكتوب على غلافها ...

رسالة من عروس البحر ..

ارتعد فؤادي ، وأخذت أقرأ وأغمض عيني ، ثم أقرأ ............... جاء الرد :

وإذا بخاطرة عروس البحر تأتي بغلاف أجمل ، لقد بت أشم أريجا لم أشم أجمل منه في حياتي .. يا الله ..
يا الله !!
كان اسم العطر يبدا بحرف ((s)) وقد كُتب الرد بمزيج من العطر ، وحبر الطهر ...

جزيرة العروبة وعروس البحر

على ذلك الشاطئ الرائع ، وقرب جزيرة الطهر ، كانت تمشي الهوينى ، كنت وحيدا بلا وطن آوي إليه
وجواز سفر كان الحزن هويةَ حامله .
استوقفني ذلك العطر المنبعث منها ، كان يفوق رائحة المسك ، وبيدها كتاب الله ، وكتاب يحمل عنوان

الطموح ، وسجادة للصلاة ملقاة على كتفها ، كانت تسير واثقة الخطى كالملوك ، وهامتها شامخة إلى
السماء ،لا شك أنها عربية من أزد ، أو كنانة ، لها هيبة ووقار ، فكيف لمواطن من عامة الشعب أن
يستوقفها ؟!
استعنت بالله وبادرتها قائلا : السلام عليكم ابنة الطيبين الكرام ..

فقالت : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
من أنت ؟ وما الذي أتى بك إلى هنا ؟
رأيت محياها ، فارتجفت قدماي حينما بدا كالقمر ، فأجبتها وقد تلعثم اللسان :
أنا من ذلك الكوكب الحزين ، دعوت الله في سجودي أن أحظى بأنقى من كرم الله بها عروبتنا بطهرها
وجمالها ، وحسنها ، وقوة إيمانها ، فدلني الله إليك ..

استأذنتها بالدخول لقصرها ، فأذنت لي ، لا لأنها تسمح لأي أحد بذلك ، بيد أنها لنقاء قلبها ، أيقنت بأن
الله يسر لها من يكون حارسا لعينيها ..
بسطت لي مكانا في شرفة القصر ، فمنحني الله قدرة لرؤية قلبها .
يا للهول !! قلب كالثلج ، خال من البشر !! سبحان الله !!
أهناك امرأة بلا قلب ؟ والله لم أر في قلبها أحدا ....!!
إنها هبة من الله أن أرى ذلك .. لا أعلم لماذا !!
لم أر إلا الأماني والطموحات !! دخلت قلبها ، ولا زلت أبحث عن متسع أتكئ عليه ، فقلبها الكبير لا
يتسع لأحد غيري ..

شكرت الله ، وآمنت أن من كتب لي هذا اللقاء لا بد أنه من رضى الله والوالدين .
عاهدتها أن أكون لها المحب الوفي ، والفارس المطيع ، وأقسمت لها بالله
أن أفي بعهود قطعتها على نفسي أبد الدهر ، يعجز غيري عن الوفاء بها ، وأن يكون توثيق ذلك أثناء
ذهابنا لبيت الله الحرام ..
واصلنا المسير لثلاث سنوات خلت ، ولا زلنا في يدٍ كتاب الله ، وفي اليد الأخرى آمال وعهود موثقة
بكتابه العزيز ، أن لا يفرق بيننا مفرق .. إلا ما خطه القدر ..
وتمضي الأيام ...لنلتقي معا ، حيث الأهل ، والأحبة هناك ، لتسألني مرة أخرى أمامهم عن سبب الحزن
في عيني .. فيقرؤون ما في القلب ... :

أنا المنسي في جزيرة الأحلام ، أرتدي ثياب الفرح قليلا .....وما ألبث أن أجبر على خلعها رغما عن
أنفي ....
وعندما أحاول مغادرة الجزيرة تنتهي تأشيرة العبور ، لأعود تائها حزينا كما كنت أول مرة ..
سأبقى سعيدا بثياب الحزن... لم تعد بعد اليوم لي رغبة في ارتداء ثياب الفرح ... حيث ثياب الفرح لا
تتناسب وملامح وجهي الحزين ....وحكايات قلبي الموجعة ....
نفد زادي هناك ، وعدت فقير الحال ، فكيف لي أن أعود ؟
لم أعد أمتلك ما يساعدني على تحمل أعباء الزمن ، أو لملمة ما تبقى من متاع الغربة ....
جزيرة ليست كأي جزيرة ، هادئة نقية ، لم تعبث بها أيادي البشر ، ولم تغزها سحب الانتقام ، أو تمص
دماءها طيور انقرضت لأنها تتغذى على دماء بشر كتب لهم القدر أن يكونوا أرضا خصبة للعطاء
يقدمون أكثر مما يأخذون ..
شعارات غريبة ترفع ، ومطالبات حملت تواقيع الرحيل .. وسيوف حادة .. قصر من الوفاء ، وصروح
من الحب ، أقيمت على أنقاض من يكرهون البساطة ، ويتلذذون بقتل الحب ، ويتراقصون على جثث
الأسود ، ويعشقون طمس معالم الطيب .. وتبقى العزيمة ....
فنحن من جئنا إلى تلك الجزيرة ، التي أغدقت علينا بعطائها وثمارها ، وأغدقت علينا بظلها الظليل ،
وخيرها الوفير ، وتأتي الرياح لتغير ملامح تلك المعالم ، وتهدم قصور الحب ، وتبعثر الآمال ، وتغرق
الطموحات ، وتقتل كل مظاهر السعادة ...
كتبت لي النجاة ، وتركت أعز الأحباب هناك ..
ليتني ذهبت معهم ، فما فائدة الحياة بفراقهم ؟!!!
لقد كانوا معي بلسم (الآهات) ، وكنا توأم الروح ... لكنني بت الآن جسدا بلا روح ....
آخر ما كتبته قبل أن أرى خيالا لمجموعة من بني البشر ، وكل يحمل معولا ، يحفرون في الأرض حفرة
بطول مترين وعرض نصف المتر .... وهم يهللون بذكر الله ...

وفي نهاية الرسالة كان توقيعها التالي :

ما أندى ذاك البوح الطاهر من خلايا فكرك الذي ترجم أعماق إحساس تتخالط به الروحانية والجمال في
السحر!! وما أروع ذلك الجنان الذي فطره الباري ليحوي حبا كان بالأمس يولد!!
لله ما أعظمه في نعمة الحب التي أورثها لعباده ...
لقد ابتدأت في التعليق على ما بحت سيدي لآخذ مساحة لخاطرة تليق بعرش جمال روحك في ذاتي فأنا
... و،، واسمي ... اممممممــ
أم قيس ، ... كل تلك النداءات وجمالها عرفت تفاصيل روعتها حين تبادلت الحوار والشعور
لتسجل تاريخ شعور ، وولادة مشاعر وخزائن كنوز بنداءاتها ..
راحتي ثقافتي وفكري أوجدت خارطة عبرنا بها بلدانا باتت هي مشتاقة تواقة أن نكون بها فيكون ربيع

حب تزهر به معاني الاحترام والتقدير ورقي العروبة ولطافة أبنائها ..

أتعلم يا مخاوي البيداء ، حتى الليل كان له حكاية معنا وشـــ ... وطرح كذلك ..إذن فتقاسيم اليوم وأوقاته
كانت حاضرة في سمر الحديث وتسابيح الليل تشهد بتضرعنا ودعائنا للمولى أن اجمع قلوبا لها في
رضاك غاية..

أتذكر أيضا دعابة قد جسدنا لوحاتها في متاحف لأيام عدة وصغنا مراسيم الفرح والحبور دون مقابل..

علمنا معا أن الحياة برجوعنا لبساطة إنسانيتنا لذا ، فقد عممنا الفرح على رؤوسنا وكتبنا قصيدة الأمل

والظن بالله خيرا في جنان بات لا يعرف اليأس .

: إن لنا روائع ماض تليد يصعب علينا نسيانه...بشذى صوت أذان الفجر وبركاته وهو يشق هدوء
السماء ، ودجيا الليل أن يكتب لنا استجابة فرح لما في خواطرنا ، نناجيه به فهو أعلم به منا.. فكم
سمع هذا النداء بوحنا وشهد على سهر ليلنا معا..!!!!
بوحه لعمري مختلف ..صادق حبه أمام الله يؤكد بأن ربي فطر القلوب على أنقى معانيها.. جناني طار به

فرحا فأسكنه في قفص لا لحرمانه ، ولكن ليحفظه دون الباقي فهكذا أحرسه وأطمئن عليه فوربي
حب كهذا يُسجد لله شكرا ويُسعى له خيرا.. فيا رحمن سخر لنا من ييسر دربا عزمنا الأمر عليه ...


يااااه خاطبت نفسي قائلا :

لقد صرحت باسمها بعد ثلاث سنوات ، فكيف لي أن أترنم بعذوبة صوتها !!
لا يأس ، فالحمد لله .. الحمد لله ..
الحروف بها كل الأحاسيس ، فالشكر لله ، ولم التسرع ، ولم الطمع ..؟
لقد مرت هذه اللحظات ، ولا زال الطائر ينتظرني بشوق ..
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
رد مع اقتباس