تشتعل الرغبات في جسدي....
وتتماوج الهفوات... هفوة تلو أخرى...
أكنس من بقايا أمسي...
واجمع أشلاء أحلامي..
ثم أرميها في سلة الذكريات...
أكتب هذا النص لكِ... لكِ أنتِ بالذات...
لا تعلمين مدى احتراقي...
وأي جرح يعيش بداخلي....
وما قـــد يسببه غيابك....
كـــانت هـــنا... فراشة...
تعانق الحـــروف... وتغتسل في محيط وجعي...
لا تنام الا في أحضان كتبي...
ولا تمشط شعرها الا براحة معصم البقاء....
ليكن بعلمكِ يا سيدتي....
اني مزقت دفاتري...
ولم يتبق منها الا صورة جميلة...
كانت ميلاد قدومك...
وبداية استلال الاقلام... وخوض معارك اللغة...
أُعـــيد الى نفسي توازنها...
فتسقط مني في دمعة...
خرجت رغما عني...
حين كنت أرتب حقائبي...
ودمعة أخرى... تنتظر السقوط...
لكنها متمردة بين أجفاني....
لا هي تسقط فتجفّ..
ولا هي بالعين
تسمح لها بالنظر لأمضي في طريقي....
كلـــنا تجرعنا الغياب...
وذقنا مرارة الفراق....
لكن احدا منا... لم ينتصر عليه...
لذا لا زلنا نتذكرهم...
وسنظل نحمل ورود الياسمين ونمضي في دروبهم...
لم يعد للجرح متسع...
ولا لليل حكاية أخرى يرويها للعابرين خلاله...
لم يعد البحــر كسابق عهده...
يرتل آية اللقاء بحلقه الأثرد...
ولم تعد تلك النوارس تطير...
قابعة في زوايا الزمن...
على رمال البؤس والشقاء...
سيدتي: اعلني رحيلك...
وأيقضي ثورة الصمت...
واسكبي زيت الفراق فوق هشيم أيامنا في أرضنا البسقة...
لكن!!
لن يعود للكبرياء وجه أمام عنجهية الذل الأصلم...
دعيني افتش في قلبك عن وطن...
دعيني أزرع الابتسامة المشرقة على شفتيك....
كي تولد قصة نازحٍ هرب من قسوة الغياب...
وراح يجري في المسافات...
في الطرقات...
نازحٍ لم يعرف مملكة سواكِ...
ولا ملكة تفتخر بذاتها اللّاك...
هنا وجع الحروف...
هنا كنا ضيوف...
وهنا لا يمكنني البقاء...
لا أحتمل البقاء وحدي...
لا احتمل البقاء وحدي...