الموضوع: قيلولة الصمت
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-08-2011, 03:02 PM
هُمى الروح هُمى الروح غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في حضن أمي
المشاركات: 81
افتراضي قيلولة الصمت



مساء الصمت
ثمّة حوار يرغمنا على الإنصات
لـ / نتلو الصمت بـ / كلِّ استرخاء
هي لغة تكتبنا بـ / اختصار
عندما تنكسر أواني الحديث

:::::::

فـ / الصمت وقت فراغ في حياة الأطفال وكبار السن
حيث وجد أنه مهمل
في جوٍ ملئ بـ / الضوضاءِ والضجيج
والصمت وقتٌ ضائع في حياة الشباب
عاش معنى الضياع في جيوبهم الممزقة
ودفاترهم العتيقة وأحلامهم الهاربة
لـ / تأتي الجمادات وتحتوي
الصمت بـ / كلِّ هدوءٍ وولاء
ونبقى ننتظر غيوم الصمت
تمطرنا خرسا ولو لـ / لحظة

:::::::

فـ لـ نكـ سـ ر أواني الحديث الآن

:::::::

( دخول ) ....
مدن عائمة على وجهِ القلق
تثقبُ ضباب الوقت عند كلِّ فجرٍ
وجميع الصلوات ترتل في صمتٍ باخع

:::::::

ثمّة حشرجة في أبريقِ الشاي
تغتصب صمت الوجود في ساعةِ الولوج
إلى داخلِ كوخٍ منعزل عن ثرثرةِ الشمس

:::::::

متى وقت الفوران من داخل أبريق الشاي؟
والفيضان في أروقة الكوخ
لـ / انتشار عطر وريقات الشاي هناك
فـ / نتنفسها بـ / صمتٍ
ونشربها بـ / لذة السكون هناك
فـ / نغرق في محيطات الصمت

:::::::

حان وقت الجلوس على بساط اليوغا
في محاولة غبية لـ / فهم صمت المكان
وتعلّم لغة جديدة بعيداً عن النور

:::::::

متى تسجد الثرثرة في محراب الصمت..؟
سؤال أزعج كوب الشاي الذي بـ / يدي
فـ / اندلق في حضني
يشعل حرارة جسدي حنيناً لـ / عيناك الغائبة عني ..!

:::::::

جميع الثلوج تذوب في بعضي
تنبأني بـ / ولادة فصل جديد يضمُّ بعضك في كوب الشاي
فـ / أراك تحرقني بـ / ثرثرتك
صه .. صه .. صه
للكوخ حرمته يا " رجل "
أصمت لا تزعج أبريق الشاي ..!

فـ / وقت ( الخروج ) لم يأتي بعد...!

:::::::

روزنامة التقويم احترقت من لهيب الثرثرة
كوخ خارج من فضاءِ الوقت
فاقدين معنى زمن
نرتدي أثواب الطفولة
دون اعتراف بـ / شهادة ميلاد تتعكز
في أروقة الكوخ وتهشُّ فتات جنوننا

:::::::

نسرق قبلات خفية
بـ / حكم الطفولة وبرأتها
ويحاصرنا بخار أبريق الشاي
فـ / ندرك عودة الزمن من جديد إلينا
وأننا قطعنا أشواطا عن الطفولة ..!

:::::::

ننفض حلم الطفولة البرئ
وأهمس بـ / حياءٍ مفرط
ألم أقل لك : لا تثرثر يا " رجل " فـ / صراخك
يفقدنا الوقت ويغري
أبريق الشاي للثرثرة والصفير..!

وهذا يزعج صمتي

:::::::

فـ / تشتعل أطراف المكان غضباً
لـ / هروب حواء من تنفسِ عطر الكوخ
فـ / صمت آدم يكنز مداهمات
تغتال معنى الوقت
وعقارب الصمت ثكلى تجرُّ أسرى الثرثرة

:::::::

يهدأ هذا الابريق
لا يتنفس ولا يصفّر
فقدَّ الحياة في لحظة الهروب وقيام حروب الاغتيال

:::::::

نـغلق أفواه مشتاقة للصراخ وللنواح
نقترب رويداً رويداً
وعقلنا شارد في أي جنازة سوف نحمل أبريق الشاي..؟
نلمسه نجده جثة باردة
فـتيلة الجاز قد أنطفت
ثمّة رياح تتلصص علينا
دخلتْ خلسة من ثقب نافذة الخرس
وأطفأت لحظة من لحظات صمتنا ..!

:::::::

شمعةٌ كانت تضئ محيط الصمت
وضجيج الأنفاس أخافها
فـ / هربت تجرُّ أذيال صمتٌ مبحوح
في مدٍ وفي جزرٍ

::::::::

والأرض تنعكس في مرآةِ الصمتِ
في ليلةٍ قمرية
فـ / كان خسوفاً
كأنه تنين الخرس أشلنا
في معتقداتِ العصر الحجري

:::::::

ووجهي خلف الأرض يثمر توتاً برياً لـ / ثغرك
فـ / أراك صامتاً تمتطي البسمة
في ميادينِ حيائي

:::::::

فـ / أضعك قنديلاً يبدد حكاية التنين
ويسرق مرآتي من وجه الأرض
فـ / يتلاشى الخسوف
ويبقى الشوق طفلنا الرضيع
فمن منا سوف يسبق الآخر للبوحِ ؟

:::::::

ورائحة الموت تعمُّ المكان
وجدران الكوخ تنوح إبريق الشاي
لـ / يهدأ جنونك في عزاء إبريق الشاي
لـ / يطبق علينا الصمت في عتمةِ الكوخ
وبريق الأعين هو القنديل الذي يضئ نوافذ جنوننا
ونغرق في لذةِ الشوقِ

:::::::

و يغطُ الصمت في قيلولة مدبرة من خرسنا
لـ / نلهو من جديد ونغتصب حرمة الكوخ
ونتذكر عطايا إبريق الشاي لـ / انفجار جنوننا
فـ / يرتدينا الجنون من جديد
ونغطُ في وقت الفراغ المهمل من طفولتنا ..!

( خروج )
:
:
:
:
:
:
: