[حــكــايــة قــلــم]

خلف أسوار القصر الرئاسي ..
وعلى الطاولات الممتدة ..
كان يجلس الكلب النابح مع جروه الصغير ..
يتقاسمون فيما بينهم " كعكة الرئاسة " ..
في صراع المناصب والأهواء ..
بدأ الأب بقص بعض القوانين وخياطة القصر الجمهوري للجرو القادم ..
من هنا بدأت القصة ..
قصة الشعب الجبًار ..
ولدوا في ظلال الحرمان والظلم ، رضع ابناؤهم الخنوع والذل ..
إلى ان ثارت الكرامة داخل انفسهم و انفجرت ..
وفجرت ما بقي من عزًة نفس فيهم ، ليسطروا حكاية هم يكتبونها بأيديهم ليعيشوا تفاصيلها ، ولا تُكتب لهم في قصور الرئاسة ..
خرجوا في كل الميادين بحناجرهم يصرخون ويطلبون الحرية .. فأتتهم الإجابة بالخناجر .. بالدماء ..
إنهم أبناء سوريا الأحرار ..
من يتجول في ميادينها تذهله المناظر ..
بقايا حطام لعبة طفل لم يكمل اللعب بها حتى تناثرت دماؤه فوق حطامها ..
أم ثكلى تحتضن بقايا ثياب ابنها الشهيد ، لتلتقط انفاسها آخر ما بقي من ابنها ..
أولاد في الشوارع ينظرون إلى ما بقي من حطام منزلهم ..
أي روح إنسانية يمكنها أن تتحمل هذا ..
هنا تضيع الضمائر ، وتتيه الحقائق وسط كلام الجرو الخبيث ..
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ** ويروغ منك كما يروغ الثعلب
هنا عجر الكلام عن القول وجف الحبر عن الكتابة ..
لم يعد لنا سوى ألسنتنا للدعاء ..
فيا رب رفعنا ايدينا وتضرعنا لجلالك وعظمتك ، ودعا قلبنا قبل أن تتفوه ألسنتنا ..
انصرهم نصراً لا يشكون من بعده ظلما ..