عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 23-08-2011, 12:15 AM
الصورة الرمزية هيثم العيسائي
هيثم العيسائي هيثم العيسائي غير متواجد حالياً
مدير تحرير مجلة السلطنة الأدبية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 4,461

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى هيثم العيسائي
افتراضي

نسبها:
هي من أهمشاعرات العرب المتقدمات في الإسلام ولا يتقدمها أحد من النساء سوى الخنساء. أجدادها ينتسبونإلى قبيلة بني عامر، وعرفت قبيلتهم بأنهم كانوا من عشاق العرب، ولكن كانوا بالإضافةإلى الشعر من أوائل المسلمين الذين ساهموا في . معاركالإسلام
معاصرتهاللأحداث السياسية:
عاصرت أهم أحداث عصرها السياسية، ولكن شعرها خلا من تلك الأحداث باستثناء رثائهالعثمان الذي استشهد سنة 35هـ. وبرزت بجمالها الذي سلب عقل توبة، وشجاعتها التيمكنتها من التصدي لأكبر الشخصيات ، ومقدرتها على إسكات فحول الشعراء بشاعريتهاالواضحة في شعرها، وعفتها التي حافظت عليها مع من تعشقه طوالعمرها
عشقت توبة وعشقها،وكان يوصف بالشجاعة ومكارم الأخلاق والفصاحة. وكان اللقاء عند الكبر عندما كانتمن النساء اللواتي ينتظرن الغزاة، وكان توبة مع الغزاة فرأىها وافتتن بها،وهكذا توطدت علاقة حب عذري. ولكن رفض والدها كان عائق زواجهما، لانتشار أمرهما،وقصة الحب بين الناس. وبعد ذلك
زوجهاأبوها من أبي الأذلع. ولكن زواجها لم يمنع توبة من زيارتها وكثرت زياراته لها،من بعد ذلك تظلم بنو الأذلع إلى السلطان الذي أهدر دم توبة، إذا عاود زيارتها،فأخذوا يترصدون له في المكان المعتاد، وذات يوم علمت هي بمجيء توبة وخرجتللقائه سافرة وجلست في طريقه واستغرب خروجها سافرة، ولكنه فطن أنها أرادت أن تعلمهعن كمين نصب له فأخذ فرسه وركض، وكانت هي السبب في :نجاته. وفي هذا الحدث يقولتوبة
وكنت إذاما جئت....؟؟ تبرقعت فقد رابني منها الغداة سفورها
تزوجت مرتين، وكان زواجها الأول من الأذلعي ومن أهم صفات زوجها الأول أنه كان غيوراًجداً، وبعض القصص تقول أنه طلقها لغيرته الشديدة من توبة، وقصص أخرى أنه مات عنها.أما عن زوجها الثاني فهو سوار بن أوفي القشيري والملقب بابن الحيا.وكان سوار شاعراًمخضرماً من الصحابة ويقال أنها أنجبت العديد من الأولاد.
وفي ذلكالزمان كانت مشهورة بين الأمراء والخلفاء. فحظيت بمكانة لائقة واحترام كبير،وكانت تُسمِـع الخلفاء شعرها سواء كان من الرثاء أو المديح، فنالت منهم الأعطياتوالرغبات، وكذلك كان الشعراء يحتكمون إليها، وكانت .تفاضلبينهم
هيوكبار الأمراء:
أ. ذاتيوم وفدت
على معاوية بن أبي سفيان ولديها عدة قصائد مدحته فيها .وقصيدة لهاوصفت فيها ناقتها التي كانت تجوب الأرض لتصل إلى معاوية فيجود عليها من كرمه، وسأل هامعاوية ذات يوم عن توبة العشيق إذ كان يصفه الناس بالجمال والشجاعة والكرم .فقالت " يا أمير المؤمنين سبط البنان، حديد اللسان، شجى للأقران، كريم المختبر،عفيف المئزر، جميل المنظر، وهو كما قلت له أمير المؤمنين " ثم قال معاوية وما قلتله ؟ قالت : "قلت ولم أتعد الحق وعلمي فنه .فأعجب من وصفها وأمر لها بجائزة عظيمةواستنشدها المزيد.
ب. وكانت على علاقة وثيقة بالحجاج بن يوسف وبالأمويين عامة . ويذكر ذات يوم أنها دخلتعلى الحجاج، فاستؤذنها فقال الحجاج من هذه ؟ قيل صاحبة توبة . فقال :ادخلوها ، فدخلت امرأة طويلة دعجاء العينين، حسنة المشية، حسنة الثغر، وعند دخولهاسلمت فرد عليها الحجاج ورحب بها . وبعد جلوسها سألها عن سبب مجيئها فقالت السلامعلى الأمير والقضاء لحقهوالتعرضلمعروفه،ثم قال لها وكيف خلفت قومك؟ قالت تركتهم في حال خصب وأمن ودعة، أما الخصبففي الأموال والكلأ، وأما الأمن فقد أمنه الله عز وجل، وأما الدعة فقد خامرهم منخوفك ما أصلح بينهم، ثم قالت: ألا أنشدك؟ فقال: إذا شئت ، فقالت :
أحــجاجلا يفـلل سلاحك إنما المنـايا بكـف الله حيث تراها
إذا هبـطالحجاج أرضاً مريضة تتبـع أقصـى دائـها فشفـاها
شفاها منالداء العضال الذي بها غـلام إذا هـز القنـا سقـاها
سقاهادمــاء المارقين وعلـهاإذا جمحت يوماً وخفيـف أذاها
إذا سمـعالحجـاج صوت كتيبة أعـد لها قبـل النـزول قراها

وبعدانتهائها قال الحجاج: لله ما أشعرها. وأمر لها بخمسمائة درهم، وخمسة أثواب وخمسةجِمال.وبعد مسيرها أقبل الحجاج على مجلسه، وقال:أتدرون من هذه؟ قالوا:لا والله مارأينا امرأة أفصح وأبلغ ولا أحسن إنشاداً .قال: هذه صاحبة توبة، ولم يكنالحجاج يظهر بشاشته ولا سماحته في الخلق إلا في اليوم الذي دخلت عليه .
خصائصشعرها:
إن أغلبالقدماء أشادوا بأنها شاعرة فاقت أغلب الفحول من الشعراء، وشهدوا لهابالفصاحة والإبداع. وبعضهم كان يقدمها على الخنساء ، وإنها أكثرتصرفاً وأغزر بحراً وأقوى لفظاً ولكن الخنساء أغلب قصائدهاالرثاء.
وهناكالكثير الذين أعجبوا بشعرها ومنهم الفرزدق حتى أنه فضلها على نفسه، والناظرفي شعرها وشعر الخنساء يرى أن شعر الخنساء من خيال ضعيف وخلو شعرها من الحكمة،واقتصار أشعارها على موضوع واحد بالإضافة إلى تكرار المطالع والألفاظعدد الأغراض الشعرية من مديح وهجاء وفخر وغزل وكذلكالرثاء ، واحتواء شعرها على العديد من الحكم والأمثال مثل
ولا تقولن لشيء سوف أفعله قد قدر الله ما كل امرئ لاق
: امتزاج شعرها بفيض العاطفة وخاصة رثائها لتوبة
فآليت لا أنفك أبكيك ما دعت على فنن ورقاء أو طار طائر
قتل بني عوف فيا لهفتا لـه وما كنت إياهـم عليه أحـاذر
وتتسم العاطفة في شعرها بالهدوء والاستسلام للقدر على شيء من التفلسف .والتأمل في الوجود من خلال شعرها يتبين تأثير البيئة الأموية التي عادت فيها العصبياتالقبلية إلى الظهور، وتفاخر الشعراء بقبائلهم
ويلاحظ التأنق اللفظي في شعر ها وهذا التأنق يأتي بعيداً عن التكلفوالتعقيد :والذي ساعد في الموسيقى الشعرية وتميز شعرها عن غيرها، كما في قولها
فوارس أحلى نشأها عن عقيرة لعاقرها فيها عقيرة عاقر
والقصد بعقيرة عاقر إن توبة أعظم الناس جميعاً.
ومن أساليب التأنق اللفظي يلاحظ في شعرها الطباق ، وهناك غموضخفيف وبساطة قريبة من عالم الشعر والخيال. ويمكن ملاحظة الطباق من خلال هذا :البيت
إن يصدروا الأمر تطلعه موارده أو يوردوا الأمر تحلله بإصدار

ومن سمات شعرها التكرار اللفظي، وهذا التكرار مستحسن لدىيها :وغايته تأكيد المعنى والإكثار من الألفاظ المتشابهة ومنه ،
أما توبةبن الحمير فشاعر غزل رقيق فصيح الألفاظ سهل التراكيب وقوي العاطفة :ومن أشعاره التيكان يتشوق فيها اليها..
أرىاليوم يمر دون ... كأنما أتت حـجج من دونها وشهوراً
حمامـةبطن الواديين، ترنمي سقاك من الغر الغوادي مطيرها
وفاتها:
أقبلتمن سفر وأرادت أن تزور قبر توبة ذات يوم ومعها زوجها الذي كان يمنعها، ولكنهاقالت: "والله لا أبرح حتى أسلم على توبة" فلما رأى زوجها إصرارها تركها تفعل ماتشاء. ووقفت أمام قبر توبة وقالت:"السلام عليك ياتوبة" ثم قالت لقومها ما عرفت لهكذبة قط قبل هذا فلما سألوها عن ذلك :فقالت أليس هو القائل
ولو أن ...... سلمـت علـي، ودوني تربـة وصـفائح
لسلمتتسليم البشاشة أوصاح إليها صدى من جانب القبر صائح
فما بالهلم يسلم علي كما قال ؟! وكانت بجانب القبر بومة فلما رأت الهودج فزعت وطارت في وجهالجمل، الذي أدى إلى اضطرابه ورمها على رأسها وماتت في نفس الوقت ودفنت بجانبقبر توبة. وكانت المنطقة تعرف بالري. وكان ذلك في سنة 85هـ.
__________________
[IMG][/IMG]