[سالم الوشاحي]

ماذا يقرأ العلماء؟

باسمة يونس

تصدّر هذا العنوان المهم مقالاً في جريدة “الشرق الأوسط” الالكترونية، وهو عنوان مشروع بحثي تتبناه جامعة أدنبرة، وأطلقته في منتصف عام ،2012 أكثر أهمية في تطلعاته التي تستهدف التوصل الى معرفة تأثير الأدب في العلم والعلماء وقراراتهم التي يتخذونها في مجال الاختراعات العلمية والابتكارات الجديدة في هذا المجال، وهو بحث تجريبي واقعي ستعلن نتائجه ضمن مهرجان أدنبرة الدولي للعلوم، ومهرجان العلوم البريطاني .



إن مشروع “ماذا يقرأ العلماء”؟ الذي انطلق مترافقاً مع موقع الكتروني، ينظر نظرة جادة نحو معرفة مدى تأثير الأدب في الفكر العلمي والممارسة العلمية للعلماء من خلال البحث في مدى تأثير قراءة الأدب في العلماء وفي القرارات الوظيفية لهم، وهل تحفّز مثل هذه الأعمال الأدبية ميولهم واتجاهاتهم نحو العمل في المجال العلمي لكي يصبحوا علماء في المستقبل؟



سيقوم الباحثون بإجراء مقابلات شخصية مع عشرين من العلماء في اسكوتلندا، إضافة الى مقابلات أخرى يمكن أن تجرى مع بقيتهم من خلال الموقع الإلكتروني، بهدف زيادة العدد وتوسيع دائرة البحث، حيث يحاول هذا البحث الكشف بشكل واقعي وملموس عن تأثير الأدب في العلم، وهو التأثير الذي كانت هناك تساؤلات حوله وإجابات غير محددة في كثير من الأحيان .



يقول القائمون على هذا البحث إنهم يهدفون من خلاله إلى الربط بين مجالي العلم والأدب وكيفية التواصل بينهما، فهذه المقابلات المتعمّقة التي سيتم إجراؤها مع ما يقرب من 20 من العلماء من مجموعة مختلفة في المجالات والمؤسسات والقطاعات العلمية في جميع أنحاء اسكوتلندا، تتطلع نحو فحص ودراسة عادات القراءة الأدبية للعلماء منذ مرحلة الطفولة، ومن ثم سيقوم الباحثون بفحص أثر القراءة في ممارسات العلماء وتأثيرها فيهم بعد ذلك .



يتضمن البحث مجموعة من الأسئلة التي تحاول الكشف عن الإجابات المطلوبة التي يمكن من خلالها تحليل وتبيّن حقيقة ما يحدث، ومن هذه الأسئلة على سبيل المثال: هل يقرأ العلماء الكتب الأدبية؟ وماذا يقرأون؟ وهل تؤثر قراءة الأدب في قرارهم الوظيفي المستقبلي وفي اختيارهم لمهنتهم ليصبحوا علماء؟ وهل يستخدم العلماء الأدب مباشرة عند قيامهم بأي ممارسة من الممارسات العلمية؟ إضافة الى تساؤل يتطرق الى الكيفية التي يرى فيها العلماء العلاقة بين الأدب والعلم؟



يتوقع الباحثون أن تكون الإجابة عن كل هذه الأسئلة مفيدة في التقريب بين الأدب والعلم، وفي دعم السياسات البحثية والعلمية وبرامج المنح الدراسية المقدمة للعلم والأدب، وبرامج المشاركة العامة، إضافة إلى قيام البحث نفسه بإنتاج ونشر معارف جديدة، حول مدى تأثر العلم في الأدب، وكيفية تأثير الأدب نفسه في العلم، مع قيامه بتشجيع الحوار بين العلماء في العلوم وعلماء الاجتماع والإنسانيات والجمهور والأدباء وصنّاع القرار الخاص بالعلوم والبحوث .

جريدة الخليج