الموضوع: " .. قصاصاتهم .. "
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 05-04-2012, 11:43 AM
الصورة الرمزية فاطمه القمشوعيه
فاطمه القمشوعيه فاطمه القمشوعيه غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: In someone's heart
المشاركات: 2,581

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى فاطمه القمشوعيه
افتراضي

تـراثـيـات

وفود أبي الطيب على الملوك والرؤساء

إن وفادة الشعراء على الملوك والرؤساء ببضائع الشعر أمر معروف قد ينافي الجاهلية والإسلام وقد وفد سيدنا حسان في الجاهلية على النعمان بن المنذر فأكرمه وأعطاه ووفد نابغة بني جعدة على النبي صلى الله عليه وسلم فانشده شعره الذي يقول فيه:

بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا
وأنا لنبغي فوق ذلك مظهرا

فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى أين أبا ليلى قال إلى الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم تدخلها إن شاء الله فلما انتهى إلى قوله:

ولا خير في حلم إذا لم تكن له
بوادر تحمي صفوه أن يكدّرا

قال له النبي صلى الله عليه وسلم لا يفضض الله فاك فعاش وعمر ولم ينقص له ثنية وبقي حيا حتى وفد على عبد الله بن الزبير في أيامه بمكة وامتدحه وكذلك كانت وفود الشعراء في الإسلام كثيرة كوفود جرير على عبدالملك بن مروان ووفود كثير والاحوص على عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه وكوفود رؤبة على أبي مسلم والعتابث على المأمون إلى غير ذلك وكان أبو الطيب أيضا المتأخرين وفادة ذا حظوة عند الملوك والأمراء يتغالون به ويفخرون بمدائحه ويبذلون له العطايا والمنح قيل إن الصاحب طلب منه عند منصرفة عن حضرة ابن العميد أن يمدحه فيشاطره ماله فأبى وبلغ أبو الطيب من الحظوة عند ممدوحيه ما لم يبلغه أمثاله انظر ما وقع له مع أبي القاسم طاهر بن الحسين العلوي قال الواحدي كان سبب مدح المتنبي لأبى القاسم أن الأمير أبا محمد الحسين بن طغج لم يزل يسأل أبا الطيب أن يمدح طاهر بن الحسين بقصيدة وأبو الطيب يمتنع ويقول ما قصدت سوى الأمير ولا أمدح سواه فقال له الأمير قد كنت عزمت أن أسألك قصيدة أخرى فيّ فاعملها في أبي القاسم ولم يزل به حتى أجاب فقام الأمير وأبو الطيب في جماعة ودخلوا على طاهر وعنده جماعة من أشراف الناس فنزل أبو القاسم طاهر عن سريره وتلقاه وسلم عليه ثم أخذ بيده وأجلسه على السرير الذي كان عليه وجلس بين يدي أبي الطيب حتى انشده القصيدة التي مدحه بها وأولها:

أعيدوا صباحي فهو عند الكواعب
وردّوا رقادي فهو لحظ الحبائب

ولم يسبق مثل هذا الشاعر في جاهلية ولا إسلام أن ممدوحه ينزله منزلته ويجلس بين يديه ليستمع منه. ونذكر في هذه المقالة وفاداته على الملوك والرؤساء وماجرياته وما وقع له في ذلك ونبين ذلك ونفصله إن شاء الله تعالى فنقول.والساغب الجائع، والإبة العيب وما يستحي منه والعاب العيب والسلاب عصابة سوداء تلبسها المرأة في المصيبة، وعامة كتاب النوادر لأبي زيد عن المفضل.

ذكر أخبار الأصمعي

قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد: كان الأصمعي أسد الشعر والغريب والمعاني وكان أبو عبيدة كذلك وبفضل على الأصمعي بعلم النسب وكان الأصمعي أعلم منه بالنحو وهو عبد الملك بن قريب ويكنى أبا سعيد واسم قريب عاصم ويكنى بأبي بكر بن عبد الملك بن أصمع بن مطهر بن رياح بن عمرو بن عبد الله الباهلي وقد هجاه أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي بهذا النسب في قصيدة أولها:

ألا هبلت كل من ينتمي
غلى أصمعٍ أمه الهابله
فكيف بمن كان ذا دعوةٍ
وكفة نسبته شائله

وفيها:

أبِنْ لي دعى بني أصمعٍ
أقفرٌ رباعك أم آهله
ومن أنت هل أنت إلا امروءٌ
إذا صح أصلك من باهله

وحدثنا أبو علي الكوكبي قال حدثني محمد بن سويد قال أخبرني محمد بن هبيرة قال: قال الأصمعي للكسائي وهما عند الرشيد ما معنى قول الراعي:

قتلوا ابن عفان الخليفة محرماً
ودعا فلم أر مثله مخذولا

قال الكسائي: كان محرماً بالحج. قال الأصمعي فقوله:

قتلوا كسرى بليلٍ محرما
فتولى لم يمتع بكفن
هل كان محرماً بالحج، فقال هارون للكسائي: يا علي إذا جاء الشعر فإياك والأصمعي. قوله محرماً كان في حرمة الإسلام. قال محمد بن سويد قال ابن السكيت قال الأصمعي: ومن ثم قيل مسلم محرمٌ أي لم يحل من نفسه شيئاً يوجب القتل وقوله محرماً في كسرى يعني حرمة العهد الذي كان له في أعناق أصحابه. وحدثنا محمد بن سهل الكاتب قال حدثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد قال سمعت ابن الأعرابي قال:شهدت الأصمعي وقد أنشد نحواً من مائتي بيت ما فيا بيت عرفناه. وكان الأصمعي صدوقاً في الحديث. عنده عن ابن عون وحماد بن سلمة وحماد بن زيد وغيرهم. وعنده القرآن عن أبي عمرو ونافع وغيرهما ويتوقى تفسير شيء من القرآن والحديث على طريق اللغة.

ــــــــــــــ
__________________
رد مع اقتباس