الموضوع: لحظة من فضلك
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27-10-2017, 10:19 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

كان يسابق الزمن إلى جهة ما، لا يبالي بمن أمامه من مرتادي الطريق، يريد أن يسابق الجميع، وأن يسبق الجميع، والغاية هنا تبرر الوسيلة، فقد اعترضت سبيل تهوره فتاة، فأخذ منه الغضب كل مأخذ، هي تسير في هدوء وسكينة وحذر، وهو يسوق في تهور ونزق وطيش، أخذ يضايقها بصوت بوق السيارة، وإشارات الخطر، ولم يكن لديها الكثير من الخيارات مع هذه الفوضى على الطريق؛ فعن يمينها الشاحنة، وعن يسارها السياج الحديدي، ومن خلفها متهور لا يعرف للصبر معنى، فكانت الكارثة التي اهتز لها وجدان كل من سمع أو رأى الحادث المروع الذي راح ضحيته كل من في السيارة من النساء الأربع، وإحداهن كانت حاملا.
أيها المتهور العنيد: لحظة من فضلك
- كيف كان شعورك وأنت ترى بأم عينيك آثار جريمتك البشعة؟
- ليس الطريق لك بمفردك إنما هو ملك للجميع.
- السواقة فن وذوق وأخلاق ومسؤولية عظيمة.
- من المحزن جدا أن تكون قاتلا رغم أنفك.
- هل فكرت في أولادهن وذويهن لحظة واحدة؟
- ما ذنب الطفل الذي أخرج من بطن امه وهي ميتة أن يولد محروما من عطف الأم وحنانها؟
- في كثير من الأحيان لا مسوغات منطقية لكل هذه السرعة الجنونية، واستعجال الناس على الطريق، وترويع الآمنين.
- ما ظنك برب العالمين؟ وهل استوعبت هذا الدرس القاسي جدا، هذا إن كان لديك ضمير نابض بالحياة؟
- عد إلى نفسك واسكب دموعك الحرى ندما، لعل الله يغفر لك.


أم عمر
رد مع اقتباس